الشهادات الدراسية للوقف الشيعي تثير جدلًا واسعًا في كربلاء

244

29-3-2014-1-d

أثار قرار وزارة التربية باحتساب شهادات الوقف الشيعي مساوية للشهادات التي تمنحها وزارة التربية ردود أفعال عدة في كربلاء.
وبعدما أدى أكثر من ستة آلاف مشترك امتحانات مرحلتي الإعدادية والمتوسطة للدراسة الإسلامية التي نظمتها مديرية الوقف الشيعي في كربلاء، أثار هذا الموضوع ردود أفعال بين الأدباء والأكاديميين والتربويين لأن تلك الشهادات تُمنح من دون دراسة بل يتم منحها للفاشلين دراسياً بحسب تعبير بعض المعترضين.
الدكتور صالح الطائي استشاط غضبًا عند سماعه خبر احتساب هذه الشهادات مساوية لأقرانها في مدارس وزارة التربية وقال إن القرار” جاء صاعقة علينا نحن كأساتذة تربويين مما يترتب عليه من آثار سلبية تجاه الطلبة الدارسين حالياً ضمن تشكيلات وزارة التربية.
عبد الكريم محمد وهو مدرس متقاعد قال لـ”نقاش” إن “هذه الخطوة الخطرة ستكون بذرة مسمومة تصيب أبناءنا الطلبة الدارسين مما سيشجعهم على ترك الدراسة ومعاناتها واللجوء إلى هذه الدراسات الهابطة والسهلة المنال.

وأضاف بدلاً من أن “تقوم وزارة التربية بدعم الطلبة بتوفير مختبرات علمية متطورة أو وسائل إيضاح حديثة أو مناهج علمية أو تطوير مواهب وتطلعات الطلاب والتدريسيين تقوم بإصدار أمر الاعتراف بهذه الشهادات والتي أثرت بشكل واضح على نوعية الدراسة والمستوى العلمي للخريجين وأصابت الكادر التدريسي بالإحباط”.
حسن هادي الذي يعمل مهندساً أكد لـ”نقاش” إن موضوع احتساب هذه الشهادات يمثل سابقة خطيرة وراءها أيادٍ خفية تروم النيل من المستوى العلمي للطلبة وانحدار مستواهم الثقافي”.
وأضاف “أهم مرحلتين في الدراسة هي المتوسطة والإعدادية حيث تمثلان العمود الفقري للمستوى العلمي ومفتاح نجاح الطالب في حياته لكن هذا القرار كشف عن الاستهانة بهما”.
نسيم جابر الذي يحمل ماجستير في القانون قال إن الوقف الشيعي يُجري تلك الامتحانات دون إشراف وزارة التربية وهو خرق قانوني لأنه لا يمثل جهة تربوية وغير مخوّل بإصدار الوثائق والشهادات مهما كانت.

مرتضى سالم أحد المشتركين في امتحانات الوقف الشيعي قال إن حصولي على شهادة الدراسة المتوسطة هي فرصة ذهبية بعد فشلي في الحصول عليها في مدارس وزارة التربية لثلاث سنوات متتالية مما أتاح لي الفرصة لنيل هذه الشهادة بالحصول على وظيفة في أحدى الدوائر.

وأضاف “المناهج الدراسية الخاصة بامتحانات الثالث المتوسط الإسلامي كانت سهلة جداً وموجودة في الأسواق والمكتبات مما سهلت بالحصول علي الحصول على الشهادة الحلم”.

 

هاشم عقيل صاحب محل لبيع أجهزة الهواتف النقالة يقول “في العام المقبل سأقدم أوراقي الى دائرة الوقف الشيعي لغرض الاشتراك في امتحانات الثالث المتوسط نظرًا لبساطة وسهولة الأسئلة المعدة لهذا الغرض والحصول على شهادة الثالث المتوسط بدون أي معاناة مع المدارس الحكومية التي تحتوي مناهج صعبة للغاية .

وبذلك تمكنني هذه الشهادة من التعيين في دوائر الدولة”.
الإعلامي والكاتب علي لفته سعيد أكد أن الدراسة انبثقت بقرار من الوقف الشيعي هي دراسة غير متزنة لأنها تهدف إلى منح الشهادات لمن فاتتهم الدراسة أو تركوها لأسباب سياسية أو اقتصادية أو أي سبب كان

وأضاف “المناهج التي يتم تدريسها في الوقف الشيعي هي مناهج خارج سياقات وزارة التربية بمعنى أنها تخضع فقط لبعض الدروس فما ذنب الطلبة في المراحل الأخرى الذين يجدون صعوبة في النجاح في مواد الأحياء أو الفيزياء أو المختبرات وغيرها من الدروس الأخرى والتأكيد على الدروس الدينية، أنها مفاضلة لصالح طلبة الوقف أكثر من مصالح الطلبة الآخرين الذين يريدون أن يتركوا الدراسة لعامين ثم يقدمون على الامتحانات في الوقف الشيعي”.
المحامي عامر الشمري قال لـ”نقاش” إن هذا القرار تقف وراءه جهات سياسية أرادت أن تزج أنصارها والمحسوبين على كتلها وأحزابها بالاشتراك في هذه الامتحانات لتحقيق بعض أهدافهم من خلال استلام مناصب حكومية ورتب عسكرية مُنحت لهم بالجملة بدون أي معايير أو ضوابط قانونية وإدارية.

صوت العراق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*