السوق الكبير في النجف الأشرف .. تراث جميل شهير بدهين أبو علي

    ما أن تدخل الى مدينة النجف الأشرف تشاهد حركة إعمار جميلة من جسور وأنفاق وجزرات وسطية متزينة بالزهور الرائعة فعندها تصل الى “السوق الكبير” في المدينة، ترى الهندسة المعمارية الجميلة في هذا السوق وهو الذي يعد عصب الحياة لهذه المدينة فانك تجد مختلف البضائع والسلع الاستهلاكيه في المحلات، فهنالك الصاغة والبزازين وباعة الألبسة فضلاً عن بيع  المعادن والأحجار الكريمة بأنواعها هذه كله الى جانب الأكلات والحلويات النجفية الشهيرة فما يلفت الانتباه! عند وصولك الى نصف السوق تجد عدد من المحلات تبيع حلوى الدهين التي تشتهر بها النجف الأشرف، لكن هذه المحلات تحمل تسمية واحدة ألا وهي دهين ابو علي الشهير فعندها يبادر الزائر من هو أبو علي؟ ولماذا تحمل المحلات ذلك الاسم؟

 وقبل أن نعرف سر تسمية أبو علي لابد لنا أن نعرف مم تتكون تلك الحلوى وكيف تصنع وهو ما شرحه لنا أحد الباعة (حسن حمزة) بشكل وافي: أنها تتكون من السكر والطحين والدهن فقطً، وخلال  تجولي بين محلات بيع الحلوى وفضولي المفرط في معرفة سر التسمية وقعت خلالها لقائي بالمواطن علي يعقوب وأكد لي أن أبو علي هو أول من أمتهن صناعة حلوى الدهين منذ زمن طويل وبعدها إنتشرت بشكل واسع  لتدخل مجال التنافس التجاري على أصل التسمية من أجل جذب الوافديين على أعتبار أن دهين أبو علي هو الأفضل وهو أمر يتطلب من المتبضع وقتا طويلا ً للحصول على حلوة الدهين الأصلية وذكر لنا أحد الزائرين من محافظة الناصرية الى السوق أنه كلما يأتي الى زيارة مدينة النجف يحمل معه الكيلوات من حلوى الدهين الى مدينته، بحيث لا يقتصر بيع حلوى الدهين على المستوى المحلي فقط وحسب تأكيد عدد من الباعة فهي تشتهر على المستوى العالمي، وما من وافد عربي أو أجنبي يدخل النجف الا وخرج منها وهو يحمل  عشرات الكيلوات من حلوى الدهين فضلاً عن ازدياد الطلب عليها في مواسم الشتاء وشهر رمضان المبارك.