في منطقة الميدان، قرب سوق السراي، كان يقع سوق السراجين في المنطقة التي يطلق عليها مقهى الشابندر، وهي ملتصقة بمنطقة السراي. وكانت عبارة عن محال ودكاكين صغيرة متخصصة بعمل السروج جمع (سرج) وهو ما يستخدم للخيول التي كانت تنتشر في بغداد كوسيلة للنقل تسمى (الربل)، كما كانت هذه السوق تتخصص بصناعة السيور الجلدية والصناديق من جلد الغنم والماعز والابقار، اذ كانت تتم هذه الصناعة داخل السوق نفسه.
وكان السوق يزدحم بالزبائن، من مختلف المحافظات العراقية فضلا عن زبائن من دول مجاورة يقطعون مسافات طويلة، لشراء سروج من الجلد الاصلي ومصنوع بايدي اسطوات محترفين في هذه الصناعة كالاسطة (ابراهيم الركام) والاسطة (محمد الاعسم) وغيرهم من الاسطوات. وشيئا فشيئا تلاشى السوق بفعل تقدم الحياة وتطورها واختفاء العربات (الربل) التي كانت واسطة النقل الرئيسة، وللاسف الشديد فان الوقائع والأحداث تؤكد اننا قد فقدنا الكثير من المعالم البغدادية التي لها خصوصية في قلوب ابناء المدينة وبقية المحافظات الاخرى.