عقولٌ فكّرت وأنامل أبدعت وأنتجت: الانتهاء من أغلب فقرات شباك الضريح الجديد لمرقد المولى أبي الفضل العباس(ع)
وردت لشبكة الكفيل العالمية تساؤلات عديدة عن النسبة التي وصلت اليها مراحل عمل شباك الضريح الجديد لمرقد المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) ناهيك عمّا يرد للعتبة العباسية المقدسة من تساؤلات من قبل زائريها من داخل العراق وخارجه عن هذا المشروع الكبير.
لذا ومن أجل الإحاطة الكاملة لمجريات العمل بهذا المشروع، وكجزء من واجبها التواصلي بين العتبة المقدسة ومحيطها الخارجي قامت شبكة الكفيل بالتوجّه لمصنع شبابيك الأضرحة التابع للعتبة العباسية المقدسة؛ لتلتقي بمسؤولها الصائغ رعد حسين الخفاجي الذي تحدّث قائلاً: “بقلوب ولائية صادقة ومشاعر يحدوها الشوق لخدمة المولى أبي الفضل العباس(عليه لسلام) تُواصل الكوادر العاملة بمصنع شبابيك الأضرحة التابع للعتبة العباسية المقدسة أعمالها الخاصة بصناعة الشباك المقدّس لأبي الفضل العباس(عليه السلام)، مُسخِّرةً كلَّ طاقاتها وامكانياتها من أجل إظهار الشبّاك الجديد بأبهى صورة وأجمل منظر؛ كونه متميّزاً عن سابقه وعن كافة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة بقوّته ومتانته وبصفات أخرى قلّما يوجد لها نظير، والعمل على إنجازه بأسرع وقت، وهذا كان شعارهم منذ الوهلة الأولى من المباشرة بأعماله”.
مُضيفاً: “ونتيجة لتظافر أمور عديدة في مقدّمتها أنفاس صاحب الشبّاك أبي الفضل العباس(عليه السلام) فقد تمّ الانتهاء من معظم الفقرات الخاصة بصناعة الشباك الشريف بضمنها الأعمدة الجانبية مع تاجها العلوي ومزهريّتها الداخلية، والتي تعتبر من الأجزاء ذات الأهمية بالنسبة لباقي قطع الشباك، حيث استمر العمل بهذه القطع أكثر من (16شهراً)، والتي بانتهائها ستتمّ المباشرة بتركيب باقي القطع المنجزة في أوقات سابقة على الهيكل الخشبي الذي تمّ تنصيبُهُ في قاعةٍ خاصّةٍ في المصنع وحسب آلية وطريقة سيتمّ اتّباعها في حينها”.
أمّا عن أهمّ المواصفات الفنية والهندسية للقطع التي تمّ إنجازها وهي: (العمود الركنيّ مع ملحقاته من المزهرية السفلية التي يرتكز عليها والتاج العلويّ الذي يعتلي هذا العمود)، فأوضح الصائغ: “يبلغ عدد الأعمدة الجانبية أربعة أعمدة موزَّعة على أركان الشباك الشريف، ويبلغ وزنُ كلّ عمودٍ منها (30 كغم) وبطول (2م) وبنصف قطر (10سم) وسُمْك يتراوح بين (6-7 ملم)”.
وعن مواصفات المزهرية السفلية بيّن: “المزهرية السفلية التي تُعدّ من الإضافات لهذا الشبّاك، لكون أنّ القديم كان يحوي على مزهرية من المرمر، واستُبدِلَت حالياً بأخرى فضّية ذات سمك يتراوح بين (6-8 ملم) وبارتفاع (30 سم) وبوزن (4كغم)، وقد روعي في تصميمها التناغم التصميمي مع بقية أجزاء الشباك التي تحاذيها وبشكل متجانس مع أطواق التيجان السفلية وبشكل غاية الروعة في التصميم والتنفيذ”.
التاج العلوي لكلّ عمود هو الآخر -وعددها أربعة تيجان- لم يقلّ أهمية من الناحية التصميمية والتنفيذية حيث روعيت فيه نفس المواصفات والدقة التنفيذية المتَّبَعة في باقي فقرات الشباك وأجزائه، فإنّه بحسب الخفاجي: “يبلغ من السُمْك(5ملم) ويبلغ وزن التاج الواحد(2.5كغم) وطول(21سم) ونصف قطر(10سم)”.
مُضيفاً: “يبلغ سُمْك هذه القطع ستّة أضعاف سُمْك القطع القديمة، وهذه الزيادة كانت نتيجة لزيادة في المادة الأوّلية المصنَّعة منها من الفضة النقية (عيار999) مخلوط بالذهب (عيار24) بنسبة (2%) ليُعطي الفضة اللمعان الخاص، ويُطيل من عمرها الزمني، علماً أنّ تصميم الشبّاك الجديد هو نفس الشباك الحالي في الهيكل العام والنقوش مع إضافات وتطويرات وتعديلات، وسبب إبقائنا على نفس التصميم العام بسبب تفرّده بين شبابيك أضرحة العتبات المقدسة في العالم، وحيث أنّ هذا الشباك مصنوع في عام (1964م) بتمويلٍ من المرجع الديني الأعلى –آنذاك- سماحة آية العظمى السيد محسن الحكيم(قدس سره)، فقد انتدب المصنع خيرة الخطاطين والرسامين من أجل رسم النقوش النباتية للشباك الشريف لتكون لنا خارطة عمل كاملة أمامنا للحصول على أعلى نتائج في المطابقة من ناحية النقوش النباتية والنقوش التصميمية الأخرى”.
ومن الجدير بالذكر إنّ الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) تمّت صناعته في ورش معمل الصياغة التابع للعتبة المقدسة بمواصفات عالية المتانة والجودة والدقة، هو أوّل شبّاك يتمّ تصنيعه في العراق وبأيدي الصاغة العراقيين، ويمتاز بخصائص جديدة وفريدة وعديدة تُضاف إلى خصوصية انفراده أصلاً بجمالية نقوشه وزخارفه الموجودة في جميع قطعه وتميّزه عن باقي الأضرحة في العالم، حيث سيتمّ استبداله مع المحافظة على هذه الخصوصية لإبقاء هذا الصرح الفني الجميل أطول فترة ممكنة على حاله حاملاً لخصائصه التي تجعله ينفرد عن كافة شبابيك الأضرحة المقدسة والمزارات في العراق والعالم الإسلامي كما شهِد بذلك ذوو الاختصاص.
يُذكر أنّ الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي قد صرّح في وقت سابق: “بعد أن تشرّفنا بخدمة العتبات المقدسة وجدنا أنّ الشباك الشريف للمولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) قد مرّ عليه أكثر من أربعين سنة، وبالنتيجة تعرّضت بعض أجزائه للتلف مثل أي مُنْشَأٍ آخر، وقد تكون الصيانة الجزئية له لا تعطيه ديمومة طويلة فأصبح الكلام أن يتمّ صنع شباك جديد ولكن بنفس مواصفات الشباك القديم، وذلك لدقّة وبراعة الهندسة الفنية الموجودة فيه ولم نتعامل بتحديد جهة معينة تتبنّى الصرف على صناعة الشباك الجديد وإنّما جعلنا كلّ الزائرين يشتركون فيه من خلال وارداته فمن أمواله وإليه يعود، حيث اشترك في تمويل المشروع الجميع، ومن مختلف الجنسيات من عراقية وخليجية وهندية وباكستانية وإيرانية وجميع محبّي أهل البيت(عليهم السلام)، وهناك بعض الجهات خارج العراق ادّعت أنّها تصنع الشباك ونحن نؤكّد أنّ هذه المعلومات عارية عن الصحة، فالشباك يُصنع هنا بأيادي عراقية تمتلك الخبرة الكافية، حيث تمّ الاعتماد على الصاغة المهنيين”.
شبكة الكفيل العالمية