جلسة حوارية بين الحوزة العلمية والوفد الألماني في مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية

183

IMG_1919w-a-f

عًقدت صباح يوم الجمعة الموافق لـ 27 كانون الثاني، في قاعة مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية في النجف الأشرف ، جلسة حوارية بين الوفد الأكاديمي الألماني الذي يزور العراق بدعوة من المؤسسة ، وبين نخبة  من فضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف وبحضور سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد الحسين القاضي الأمين العام للمؤسسة، بهدف التعرف إلى الواقع الحوزوي في النجف الأشرف وماتمثله هذه المحافظة من عمق حضاري وديني يضرب جذوره في أعماق التاريخ ، وبهدف التعارف و تبادل الآراء ووجهات النظر للتوصل إلى صيغ مشتركة للتعاون الثقافي بين الجانبين ،  وقد حضرالجلسة التي أدارها سماحة حجة الإسلام السيد صالح الحكيم ، نخبة من أفاضل الحوزة العلمية في النجف الأشرف والأساتذة الجامعيين العراقيين ،  فضلًا عن الوفد الضيف المؤلف من الدكتور كلاوس هاخماير ، والبروفسور سبيستيان غونذر ، والدكتورة هانكرد هايمر .

     استهلّ الحديث البروفسور سبيستيان غونذر مدير الدراسات العربية والإسلامية في جامعة “جوتنج ” في ألمانيا ، معرفًا بمدينة جوتنج الألمانية ، وموقعها الجغرافي ، ومكانتها العلمية،  وجامعتها التي تضم أكثر من مائة طالب في قسم الدراسات الإسلامية والعربية .

IMG_1917w-a-f

  ثم تحدث الدكتور هاخماير ،  نائب رئيس قسم إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية، الذي شكر مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية على دعوتها له لزيارة العراق ، الذي عرفه قبل ذلك في كل من البصرة وأربيل ، موفَدًا من قبل الحكومة الألمانية، وعبَّرعن أمله في ارتفاع وتيرة التعاون بين البلدين ، العراق وألمانيا ، وعن استعداد ألمانيا لتوفير فرص تدريب ودراسة للعراقيين في جامعاتها ومعاهدها بهدف تسهيل هذا التعاون .

  بعد ذلك تحدثت الدكتورة هانكرد هايمر، أستاذة الدراسات الإسلامية في الجامعات الألمانية والكندية، التي عرَّفت باختصاصها وعملها ، وباشتغالها كذلك في مجال الآثار في اليمن ، وعبرت عن سعادتها لزيارتها الأولى إلى العراق ، حيث لمست فيه على أرض الواقع، أهمية التبادل الثقافي لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين المثقفين في كلا البلدين .

      من جهتهم استعرض المشاركون في الجلسة الحوارية ، من أفاضل الحوزة العلمية ، من خلال مداخلاتهم التي تفضلوا بها تباعًا ، تاريخ الحوزات العلمية في العراق، التي انطلقت من قواعد شعبية ، وتعاقبت عليها ظروف قاسية فرضتها أنظمة الجور والاضطهاد لاسيما في السنوات الثلاثين الماضية التي سبقت سقوط الطاغية اللعين ، والتي مازادت الحوزة العلمية إلا تماسكًا وتلاحمًا ، وازديادًا في أعداد الطلبة المقبلين على طلب العلم في حاضرة الشيعة ومركزهم التاريخي ، مدينة النجف الأشرف ، منذ أن انتقلت إليها الحوزة العلمية على يد العالم الطوسي رضوان الله عليه ، حتى يومنا هذا ، كما أشاروا إلى مدى الأهمية الروحية التي يمثلها وجود العتبة العلوية المقدسة في النجف الأشرف ، لمسلمي العراق والعالم .

         وردّا على الاستفسارات المتبادلة في الجلسة الحوارية التي سادت فيها أجواء ودّيةٌ طيبة ، شرح الوفد الضيف ، أسباب اهتمام ألمانيا الرسمية وغير الرسمية، بدراسة الدين الإسلامي وتفهمه ، بعد أن أصبح تعداد المسلمين الألمان ينوف على الخمسة ملايين نسمة ، أغلبهم يبحث عن فرص عمل ، ويندر وجود علماء متفرغين منهم للمساعدة على فهم مايدور في أذهانهم ، وبالتالي تيسير ظروف أفضل لاندماجهم في المجتمع الألماني ، إضافة إلى أن ذلك الاهتمام يتجاوز المجالات العلمية والفكرية والاجتماعية، إلى الاقتصادية ، المتمثلة بحاجة الشركات الألمانية المتعاقدة مع الدول الإسلامية  لتفهم ذهنية الفرد المسلم والمجتمعات المسلمة ، من أجل توفير شروط أفضل  للعمل والتفاهم .

         وثمّن الوفد الضيف هذه المناسبة التي أتاحت لهم الفرصة للتعرف إلى النجف الأشرف، والحوزة العلمية فيها عن كثب ، وماتمثله من مدرسة لايعلمون عنها الكثير، بالمستوى ذاته الذي يعرفون فيه  المدارس الأخرى، بسبب علاقاتهم القديمة التي أنشؤوها مع الجامع الأزهر في مصر على سبيل المثال ، وأكد أعضاء الوفد  الحرص الكامل على تشجيع التعاون والتفاهم ، من خلال دورات التدريب المهني وغيرها من البرامج المقترحة لتحقيق تفاهم إنساني وحضاري بين الشعبين، وإزالة الفكرة المغلوطة عن الإسلام في ذهن المواطن الألماني والغربي بسبب النموذج المتطرف الذي يقدم فيه بعض المحسوبين على الإسلام ، ذلك الدين المتسامح إلى العالم .

      وقد توصل المشاركون من الجانبين ،  إلى فكرة تشكيل لجنة للبحث في أطر التعاون والتبادل الثقافي، ورحب  الوفد برغبة الأكاديميين العراقيين المشاركين في الحوار،  في الاطلاع على مناهج جامعة “جوتنج ” الألمانية التي تدرس الدراسات العربية والإسلامية ، لإبداء الملاحظات المتعلقة بتلك المناهج فيما يخص عقائد شيعة أهل البيت عليهم السلام ، التي نالت منها أقلام بعض المستشرقين ، إضافة إلى أراجيف  المخالفين ، وذلك للاطلاع على الحقائق من مظانها الأصلية والأصيلة .

IMG_1942w-a-f

  وتأتي هذه الفعالية الثقافية، التي رعتها مؤسسة الحكمة للثقافة الإسلامية، على ضوء توجيهات سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم”دام ظله الوارف”، لإطلاع الرأي العام العالمي ، على الدورالفكري والثقافي الريادي الذي اضطلعت به الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومارسته عبر قرون طويلة ، وتجدّدَ في هذا العصر بعد أربعة عقود من التغييب الإقليمي والعالمي القسري ، الذي فرضه نظام القمع الوحشي والاستبداد البعثي البائد ، وساهمت به كل دول العالم بمحافلها الفكرية ، ومنابرها الإعلامية ، ومؤسساتها الثقافية ، على الرغم من كل ماتعرفه  وتحتفظ به من صور ناصعة مشرقة ، لهذه الحوزة التي تقدم الإسلام الحقيقي “كما نزل ” و”كما ورد “، دون تحريف ولاتشويه ولازيادة ولانقصان ولابدع، ولاإرهاب ولاترهيب . وكأن الجميع كان متواطئًا من حيث يدري أو لايدري ، على كتم صوت الإسلام الحقيقي ، مقابل منح فسحة من الحرية ، لمن ينتحل هذا الدين الحنيف ، ويتحدث باسمه ، لابل يقتل ويذبح ويسحل ويحرق.

تقرير: قسم الإعلام في المؤسسة

تصوير: سرمد مرزة

تعليق 1
  1. نعيم جعفر يقول

    السلام عليكم ارجو التواصل نحن من العراق الجريح وبحاجة الى تواصلكم لكي نبقى احياء على ديننا متميسكين بعصمة نبينا ولكم الشكر على التواصل ونرجوا باسرع وقت ممكن وجزاكم الله بخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*