الانتهاء من الهيكل الكونكريتي لباب قبلة حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام)
أولت العتبة العباسية المقدسة اهتماماً بالغاً بالمداخل الرئيسة لها، وفي مقدمة تلك المداخل والأبواب باب القبلة، حيث أفرد له تصميم خاص يختلف عن باقي الأبواب والبالغ عددها تسعة، وذلك لعدّة اعتبارات كون هذا الباب له أهمية في نفوس زائري وقاصدي مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) فضلاً عن كونه أحد أهمّ واجهات مشروع التوسعة الأفقية للعتبة العباسية المقدسة.
رئيس قسم المشاريع في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ وهي الجهة المشرفة على تنفيذ مشروع توسيع الأبواب بيّن من جانبه لشبكة الكفيل: “يعتبر مشروع توسعة أبواب العتبة العباسية المقدسة من الإضافات الإيجابية التي طرأت على مشروع توسعة العتبة العباسية المقدسة، حيث أنّ فكرتها الرئيسية هي جعل هذه الأبواب حواضن للأبواب القديمة لتشكّلان معاً نسيجاً معمارياً متكاملاً في جميع فقراته، وبتصميم وتنفيذ يجعله كبابٍ واحد، وبناءً على هذه المعطيات فقد احتاج هذا المشروع لتصميمٍ يلبّي هذ المتطلّبات والحمد لله قد خرجنا بنتائج إيجابية وتمّت بلورة جميع هذه الأفكار على أرض الواقع، وجزء من نجاح هذا المشروع هو ما وصل اليه باب قبلة أبي الفضل العباس(عليه السلام)”.
مُضيفاً: “بلغ عرض باب القبلة (11متراً) وارتفاعه (11متراً) أي بارتفاعٍ وعُرْضٍ ضِعْفَ ما كان عليه، وهذا تطلّب إجراء أعمال تحتاج دقة في التنفيذ بدْءً من تهديم الأجزاء الملاصقة للباب على كلا جانبيه والمباشرة بأعمال تدعيمهما بطريقة غير مؤثّرة على هيكل البناء العام مع مراعاة أنّ السقف القديم يبقى على ما هو عليه، وتطلّبت هذه العملية تعشيق ركائز حديدية وربطها بطريقة فنية بعد قياس الأحمال المسلّطة على كل ركيزة ليتمّ بعد ذلك ربط جميع الركائز معاً في جهتها العلوية لتتمّ بعدها عملية تنزيل السقف على هذه الركائز، وبعد الانتهاء من هذه العملية بوشر بأعمال الهيكل الكونكريتي وركائزه الكونكريتية الجانبية والأمامية مع الواجهة”.
مُضيفاً: “سيتمّ تغليف هذا الباب -حاله حال بقية الأبواب- من الداخل بالكاشي الكربلائي المعرّق، ومن نفس النوعية المستخدمة في تغليف العتبة المقدسة لخلق حالة من التناظر المعماري والهندسي، وتزيّنها نقوش المقرنص الرسمي والمذهّب وبما يتناغم ويتلاءم مع النقوش القديمة ومثل ما هو موجود في داخل العتبة العباسية المقدسة”.
يُذكر أن قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة قد نفّذ العشرات من المشاريع الكبيرة فضلاً عن المئات من المشاريع الصغيرة والمتوسطة(ومنها هذا المشروع) داخل العتبة وخارجها منذ تأسيسه بعد سقوط النظام البائد، وقد تم تنفيذ معظمها بكوادره العراقية، وأشرف على ما تبقّى منها والمنفّذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفّذته عمالة أجنبية.
العتبة العباسية المطهرة