وشهد شاهد من أهلها.. في الموصل لم تكن “داعش” إلا واجهة
409
شارك
رغم انه كان واضحا منذ البداية ان ما حصل في الموصل لم يكن بسبب قوة داعش ولا بسبب تهاون الجيش العراقي، بل بسبب وجود الخونة والعملاء من الضباط الصداميين والبعثيين والظلاميين والحاقدين والمرتزقة. الملفت ان فضيحة الخونة والعملاء من البعثيين والتكفيريين بنسختيهم ، النسخة الاولى الذين دخلوا العملية السياسية لتوفير الارضية لمثل هذا اليوم ، والنسخة الثانية الذين لم يأهلهم تاريخهم الدموي للانخراط علانية في العملية السياسية ، فاختاروا العودة الى مهنتهم القديمة ، فاذا هم عصابات ارهابية ، الا انها حملت هذه المرة مسميات جديدة منها سلفية ومنها جهادية ومنها صوفية !! واخذوا يطعنون بالجسد العراقي الذي لفظهم لطبيعتهم الدموية وتاريخهم الاسود. في هذا المقال لسنا بصدد سرد القرائن التي بانت واتضحت حول تورط هؤلاء الخونة في توفير الارضية لداعش واحتضانها واستخدامها كفزاعة من مصادرنا او من مصادر محايدة ، بل سننقل ما اوردته صحيفة “القدس العربي” القطرية الصادرة يوم الاربعاء 11 حزيران / يونيو ، والمعروف ان قطر هي من اكثر الدول الممولة والداعمة للتكفيريين بمختلف نسخهم بدء من القاعدة ومرورا بطالبان وانتهاء بالنصرة وداعش ، كما تكن عداء مرضيا للعراق ما بعد صدام ، وخاصة شخص رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، وهو عداء ليس له حدود ، لذا تعتبر شهادة “القدس العربي” القطرية شهادة ذات مصداقية ، فقطر من اهلها. الملفت ان اعلام قطر لم يلتق مع اعلام الشقيقة الكبرى ، السعودية ، الذي مازال يمجد ويضخم وينفخ بداعش وكانها فيلق تابع لدرع الجزيرة سينقذ الرياض وال سعود من المالكي ، ويبدو ان اعلام الشقيقة الصغرى ، وضعت نصب عينيها ان من بين متابعيها هناك من لديه عقل لا يمكن ان يصدق اكذوبة داعش وسيطرتها على محافظة نينوى خلال ساعات، لذا راى هذا الاعلام ان يكشف الحقيقة قبل ان تتكشف هي بذاتها لشدة وضوحها، وهو بالضبط ما فعلته صحيفة “القدس العربي” القطرية ففي تقرير مطول كشفت الصحيفة عن كل المتورطين في مؤامرة الموصل ، ، فهي تقول بالنص:” وحصلت “القدس العربي” على تفاصيل ما حدث في الموصل ، فلم تكن داعش وحيدة في هجومها على المدينة، بل تحالف معها عدد من الفصائل الاسلامية المعارضة مثل جيش المجاهدين وهو تنظيم سلفي، كان من ابرز فصائل المقاومة ضد القوات الامريكية، وجيش رجال الطريقة النقشبندية وهو تنظيم صوفي يقوده عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وينشط شمال العراق وله اتباع في المناطق الكردية، وانصار السنة وهو تنظيم جهادي قديم في العراق، كما يشارك ضباط سابقون في الجيش العراقي المنحل بالتنسيق مع هذه الفصائل التي لا تستطيع تجاهلهم كون الموصل هي معقل نخبة الضباط في المؤسسة العسكرية في عهد صدام حسين”!!. ولم تكتف الصحيفة بذلك ، بل التقت بالمجرم الارهابي الطائفي المطلوب من القضاء العراقي محمد الدايني ، بوصفه من العناصر المهمة التي شاركت في مؤامرة الموصل ، وتقول: ” وفي حديث خاص لـ “القدس العربي” قال محمد الدايني عضو البرلمان العراقي السابق والملاحق من قبل حكومة المالكي ان المجلس العسكري لثوار العراق يحاول من خلال قيادات عشائرية في الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك تنسيق عمليات الفصائل المختلفة رغم انه ليس الا جزءا من الهيئات السياسية. الدايني الذي يشغل موقع نائب رئيس المكتب السياسي لمجلس الثوار يقول انه لم تحدث اي ممارسات متطرفة حتى الآن في الموصل من قبل تنظيم الدولة لانه ينسق مع باقي الفصائل والضباط العسكريين”!!. ان هذه الحقائق التي اشارت اليها صحيفة القدس العربي ، وهي حقائق واضحة ومكشوفة للعراقيين ، الا اننا كررناها لانها جاءت من مصدر يناصب الشعب العراقي العداء ، واردنا كذلك ان نؤكد ان الارهاب هو الارهاب وليس هناك ارهاب محمود وارهاب مذموم ، وكان الشعب العراقي محقا عندما دعا الى اجتثاث البعث الصدامي منذ اليوم الاول لسقوط صنم بغداد ، فالبعث الصدامي هو مدرسة الارهاب الاولى في المنطقة ، وان ارهاب داعش وغير داعش لا شيء اذا ما قيس بارهاب الصداميين الساديين ، فالجهة العراقية التي تسمح لوحوش كاسرة من عناصر داعش بالدخول الى مدنها وتسليم رقاب اهلها لهم ، هي جهة اكثر وحشية واجراما من داعش. ونحن ننقل بعض فقرات تقرير صحيفة القدس العربي ، علينا الا نغفل من السم الذي تدسه الصحيفة للقارىء العربي ، عبر الاشارة وبالاسم الى الجهات العراقية التي تورطت في مؤامرة الموصل ، وذلك للايحاء لهذا القارىء ان الجهة التي ساهمت بسقوط الموصل ليست داعش بل جهات عراقية معارضة ، لذا على القارىء العربي ان يعرف ان الجهات التي اشارت اليها الصحيفة ليست معارضة ولا حتى معارضة مسلحة ، بل هي اكثر ارهابا من القاعدة وداعش ، بل ان عناصر هذه التنظيمات كانت العصب الرئيسي لكل فروع المجموعات التكفيرية التي عاثت فسادا وتقتيلا بالعراقيين ، كما انهم يشكلون الان اكبر نسبة من اعضاء التنظيمات الارهابية التكفيرية التي تنشط في سوريا والمنطقة ، لذا نرجو الانتباه الى هذا السم الذي حاولت القدس العربي تمريره بين ثنايا تقريرها ، اما لماذا قلنا القارىء العربي ولم نقل القارىء العراقي ، لان الاخير يعرف من هي المعارضة العراقية ومن هم الارهابيون. حقائق التاريخ تؤكد دوما ، انه لم يسبق ان هُزمت الشعوب امام الارهاب والتطرف والاجرام ، فكل هذه العناوين راحلة لا محالة وتبقى الشعوب ، والشعب العراقي ليس استثناء ، وسيُهزم الارهاب غدا ويبقى العراق ، اما الخونة والعملاء والماجورون فلا مكان لهم الا في مزبلة التاريخ. بقلم:نبيل لطيف