علماء الأزهر يبطلون فتوى الأوقاف الجزائرية بجواز تأخير الصلاة من أجل متابعة كرة القدم

366

3-7-2014-2-d

أثارت فتوى كمال بوزيد، عضو المجلس العلمي للإفتاء بوازرة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، بجواز تأخير صلاتي العشاء والتراويح من أجل متابعة مباراة محاربي الصحراء أمام ألمانيا في دور الـ16 لكأس العالم، جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية، بعدما أكد أنه تأخير الصلاة سيكون “للجمع بين الحسنيين”؛ وهما: مشاهدة المباراة وأداء الفريضة.

وأكد علماء الأزهر الشريف في مصر أن هذه الفتوى خاطئة ولا يجوز الأخذ بها لأنه لا تمت لأصل الشريعة بشيء، بل إنها تنافي أصول التشريع وما جاء به القرآن والسنة، موضحين أن مشاهدة الرياضة وممارستها أمر مقبول إلا أن تنهى عن معروف أو تمنع أداء فريضة.

وقالت الدكتورة مهجة غالب، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ”الوطن سبورت” تعليقًا على الفتوى، “لا يجوز تأخير أداء صلاة الفرض من أجل أمر من أمور الدنيا، فمشاهدة مباراة كرة القدم لا يجوز من أجلها تأخير الصلاة، لأنه بذلك يعتبر لهوًا يلهي عن الصلاة، التي من المفترض أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر”.

وصرح الدكتور عبد الحي عزب، أستاذ الشريعة والقانون وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع بني سويف سابقًا، “هذه الفتوى تصدر من علماء لا يريدون الدين ولكنهم يريدون الشهرة، فهي فتاوى إعلامية وليست دينية، ولا يجب استغلال الدين في مثل هذه الأمور؛ أما بالنسبة لأمر تأخير العشاء فإنه مشروط بذكر الله، فإذا كنت تريد تأخيرها من أجل درس علم أو حلقة ذكر أو من أجل أشخاص يعملون في فترات الليل أو أي أمر دنيوي سيحقق المنفعة للمرء ولن يستطيع إدراكه في وقت آخر فذلك أمر محبوب، أما أن تؤخرها من أجل مباراة كرة قدم أو أي أمر آخر من أمور الدنيا يمكن أن تدركه فيما بعد فذلك أمر لا يجوز وغير مقبول بالمرة”.

وأوضحت الدكتورة هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، “أن ممارسة الرياضة ومشاهدتها أمر مقبول طالما أنها لم تنهَ عن صلاة ولم تمنع فريضة، وإن منعت الصلاة أو نهت عن ذكر الله فبالضرورة ستكون أحد أمور اللهو التي قال فيها ربنا سبحانه وتعالى: (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين)، وذلك توضيح أن أي أمر منع عن الصلاة فهو لهو”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*