متى تعود تيران وصنافير إلى السيادة العربية؟

243

17-4-2013-03

احتل الكيان الصهيوني جزيرتين عربيتين للمملكة العربية السعودية، منذ 1967 ومازالتا حتى يومنا هذا، دون أي مطالبة سعودية أو عربية بهما، وهاتان الجزيرتان هما صنافير (مساحتها 33 كم مربع) وتيران (مساحتها: 80 كم مربع).

وتأخذ هاتان الجزيرتان أهميتهما من موقعهما الاستراتيجي المهم للغاية (بالنسبة لإسرائيل) لأنها تحرس منفذ الكيان الوحيد إلى البحر الأحمر. حيث تضع فيهما إسرائيل محطة كبيرة للإنذار المبكر، كما تكمن أهميتهما بالقدرة على شل حركة السفن الإسرائيلية عبر ميناء إيلات وخليج العقبة إذا وضعت فيهما معدات عسكرية .

رابين “الجزر مهمة جدًّا لإسرائيل”

كان الملك فيصل قد قام بتأجير هاتين الجزيرتين لمصر خلال فترة حربها مع إسرائيل نظرًا لأهميتهما الاستراتيجية والجغرافية ولقطع مرور السفن إلى ميناء إيلات في فلسطين المحتلة، وبعد نكسة 67 واحتلال إسرائيل لأجزاء كبيرة من عدة دول عربية ومن ضمنها جزيرتا صنافير وتيران، صارت كل من السعودية ومصر ترمي مسؤولية الجزر على الثانية. لكن الرئيس المصري أنور السادات قال عنهما في تصريح له إن “هذه الجزر تابعة لأرض الحجاز وليست لنا”، ورفض ضمها في اتفاقية كامب ديفيد، وهذا ما يؤكد أنهما فعلًا أراض سعودية %100. واحتجت السعودية لدى أميركا على احتلال هذه الجزر. لكن “إسحق رابين” سفير “إسرائيل” في أمريكا في ذلك الوقت رد على رسالة السعودية لأمريكا قائلًا: يستطيع ثلاثة مقاتلين من حركة فتح إغلاق مضيق تيران.

وهاتان الجزيرتان معروفتان في خريطة المملكة العربية السعودية المعلقة في الدوائر الحكومية في السعودية وكتب الجغرافيا السعودية، ومسجلتان رسميًّا لدى الأمم المتحدة بأنهما تابعتان للملكة العربية السعودية. وقد احتلتهما “إسرائيل” لأنها تحتاج وبشدة إلى الممر البحري لمرور السفن، بجانبهما وصولًا إلى ميناء إيلات.

كذبة خروج “إسرائيل” من الجزر

خرجت “إسرائيل” عسكريًّا فقط من هذه الجزر بعد اتفاقية كامب ديفيد، ولكن بعد أن تم الاتفاق على حرية مرور السفن الإسرائيلية واعتبار مضيق تيران ممرًّا دوليًّا، وفقدت الرياض سيادتها على هذا الممر الملاحي الحجازي المهم جدًّا والذي يمثل عنق الزجاجة بالنسبة إلى ميناء إيلات عبر البحر الأحمر.

 ويبدو أن إسرائيل أرادت أن تضمن سلامة هذا المنفذ تمامًا وبشكل لا يسبب لها أي صداع مستقبلًا، فحصل الاتفاق على أن تجرى إدارة هذه الجزر عبر الأمم المتحدة عن طريق القوة المتعددة الجنسيات والتي فتحت مكتبًا لها في الجزيرة لمراقبة التزام جميع الأطراف، كما قامت إسرائيل بتفخيخ الجزر بالألغام الأرضية بشكل يتعذر معه الاستفادة من هذه الجزر في تعطيل إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، والرياض لا تملك السيادة على هذه المنطقة الحجازية الاستراتيجية على البحر الأحمر. لأن السيادة في يد إسرائيل التي استبدلت صوريًّا وجود جنودها على الجزر لمراقبة المنفذ و حمايته  بقوات أمريكية تضمن تحقيق مطلبها وهو حرية إبحار سفنها.

والغالبية العظمى من الحجازيين لا تعرف أن هناك جزرًا سعودية محتلة من قبل إسرائيل منذ 1967 وحتى يومنا هذا !

وتقوم الرياض بالتعتيم والتغييب الإعلامي على هاتين الجزيرتين لأسبابٍ سياسية كعدم فتح أبواب المواجهة مع الصهاينة.

وتدعي الرياض بأن تيران وصنافير جُزر مرجانية غير مُهمة ولا مأهولةً بالسكان، لذلك فهم لايأبهون بهما، ولكن هذا ادعاء غير صحيح، لأن أهميتهما كبيرة جدًّا بسبب الموقع الاستراتيجي الحساس، ولو كان السعوديون فعلًا غير آبهين في فرض سيادتهم على تلك الجزر لأنها مُجرد جزر مُرجانية غير مأهولة ولا توجد فيها ثروات معدنية أو بترولية فلماذا دخلوا في نزاع دامٍ مع اليمن على بعض الجزر المُرجانية الصغيرة المُشابهة ومن ضمنها جزيرة فرسان مع أنها لا تقع على أي منفذ بحري كما هي حال جزيرتي تيران وصنافير؟

المصدر: الخبر برس

مراجعة: (الحكمة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*