“حقوق الإنسان” تتحرى عن المفقودين والمختطفين على يد “داعش”
باشرت وزارة حقوق الإنسان العراقية بتسجيل بيانات المدنيين والعسكريين المفقودين والمختطفين على يد عناصر تنظيم ما يعرف بـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) منذ أن استولى التنظيم على مدينة الموصل في حزيران/يونيو الفائت.
وذكرت الوزارة أن هذا التحرك يأتي تلبية لمطالب مرفوعة من أهالي المفقودين والمختطفين الذين يسعون إلى البحث عن أبنائهم والكشف عن مصيرهم.
وقالت الوزارة إنها بصدد جمع معلومات مفصلة عن تلك الحوادث لغرض عرضها على المجتمع الدولي.
وتحاول السلطات معرفة مصير طلاب القوة الجوية في قاعدة “سبايكر” العسكرية بمحافظة صلاح الدين التي كانت عناصر داعش قد هاجمتها قبل أن تستعيد القوات الأمنية السيطرة عليها.
وأظهرت في حينها مقاطع فيديو وصور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي آلاف الشبان بلباس مدني وهم يسيرون على طريق، وصوت مصاحب لأحد المسلحين المرافقين يؤكد أنهم “الجنود الذين استسلموا في قاعدة سبايكر”.
وقال علي حسين، 52 عاماً وهو من مدينة الناصرية ووالد أحد المفقودين، “فقدت الاتصال بولدي منذ نحو 40 يوماً”.
وأضاف في حديث لموطني “لا أعرف ماذا حل به، وهل هو الآن على قيد الحياة أو أصبح في عداد الشهداء”.
وذكر باكياً “منذ آخر مكالمة لي معه لم أذق طعم النوم وأمه وزوجته في حالة مزرية. نتمنى معرفة أي خبر عنه”.
العائلات مدعوة إلى توفير المعلومات
وأشار المتحدث الرسمي باسم الوزارة كامل أمين إلى أن الوزارة دعت جميع ذوي المفقودين بعد اجتياح داعش لمدينة الموصل إلى مراجعتها من أجل ملء استمارة معلومات خاصة بأبنائهم.
وأوضح لموطني “إن هناك مراكز افتتحت في عموم محافظات البلاد لاستقبال الأهالي وتسجيل البيانات المطلوبة بشأن أبنائهم”، مضيفا أنه جرى نشر الاستمارة على موقع الوزارة الإلكتروني لكي يتسنى للأهالي سحبها وملؤها ومن ثم إرسالها إلكترونياً.
وتتضمن الاستمارة بيانات شخصية مطلوبة عن المفقودين وتفاصيل عن مكان وظروف وتاريخ اختفائهم أو اختطافهم، علماً أنه يجب تقديم الاستمارة مع نسختين من وثيقة تعريفية لهم وكذلك لمقدم الطلب.
وأكد أمين أن الوزارة “ستسعى مع الجهات المختصة وبناءً على ما يتوفر لها من معلومات إلى البحث عن المفقودين من المدنيين والعسكريين على حد سواء ومعرفة مصيرهم للتخفيف من معاناة ذويهم الذين انقطع تواصلهم مع أبنائهم في المحافظات الساخنة وفي مناطق المعارك”.
التسجيل يضمن الدقة
ونوّه أمين بأن تسجيل المفقودين والمخطوفين سيتيح للوزارة فرصة إحصائهم بدقة أكبر ووضع قاعدة بيانات متكاملة عنهم تمكن الوزارة من إعداد وثيقة دولية تفصّل كافة جرائم عناصر داعش بحق العراقيين.
وتشير تقارير غير رسمية إلى أن أعداداً كبيرة من المخطوفين هم من سكان محافظات جنوبية، من بينها محافظة ذي قار التي شكلت لجنة لمعالجة المسألة وذلك في جلسة طارئة عقدت في 4 آب/أغسطس 2014، حسبما ذكر أمين.
وأضاف أن الوزارة تسعى أيضاً إلى فتح قنوات اتصال مع محافظة صلاح الدين لمعرفة مصير المفقودين والمختطفين من القاعدة العسكرية.
بدوره، أكد محافظ ذي قار يحيى الناصري لموطني أن جهوداً منسقة واتصالات مكثفة تجري مع الحكومة المركزية وكل الجهات المعنية الأخرى لمتابعة ملف هؤلاء الضحايا.
وتابع “لقد تم تخصيص خطوط هاتفية ساخنة وغرفة عمليات لتحقيق التواصل المباشر بين ذوي المخطوفين واللجنة المشكلة مع مجلس المحافظة بغية تزويدها بالبيانات الخاصة بكل مخطوف ومفقود”.
وذكر أن العمل متواصل على توثيق أعداد المفقودين والمختطفين “لحين الكشف عن مصيرهم جميعاً”.
الشرفة