الحرب بين العمة والكنة .. من المسؤول عن إشعال فتيلها

304
17-8-2014-S-07
الحكمة (خاص): آلاء الشمري

     إذا كانت صراعات الساسة ومشاكلهم قد وجدت لها حلا في مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو اختاروا الموائد المستديرة لمناقشة عللهم فأفلحوا في الإمساك بحبال الود والتفاهم.. فان صراعات السيدات السرية ما تزال معلقة، وما يزال ملفها ساخنا ولم يغلق لحد الآن.. ذلك أن جولات (العمات والكنات) ما تزال ساخنة، وما تزال مواضيعها حية ترزق من جيل إلى جيل ، حيث فشلت كل المحاولات الجادة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين (المتحاربين) وظل فتيلها مستعرا، بانتظار قوات التدخل السريع أو (منظمات الدفاع عن العمات والكنات).

 تحدثنا ام علا عن طلبات (عمتها) التي تبدأ مع أول الصباح ولن تنتهي إلا مع بدايات الليل، ومع هذه الطلبات تسمع تبرمات العمة وشكواها الدائم من خدمات (كنتها).

وتضيف أم علا: “ليتني أعرف الطريقة المثالية لإرضائها ،وقد عاهدت نفسي على أن لا أنقل ما أواجه من عمتي لزوجي خوفا من حدوث الفتن داخل البيت وإثارة المشاكل”.

أما نهاد المتزوجة حديثا فقد اشتكت من طريقة تعامل عمتها معها حيث تنقل لزوجها تفاصيل غير صحيحة، تكون مثار جدل بين الزوجة وزوجها فيما بعد، وأنها (أي عمتها) تحاول أن لا ينفرد زوجها معها أكثر وقت ممكن.

أما العمات فلديهن أيضا شكوى ضد كناتهن، أم عماد عمة لثلاث (كنات) أقسمت أن حبها لكناتها يفوق حبها لبناتها، ولكنها تشكو من (ميوعة) هذا الجيل، وعدم قيامهن بالواجبات الأسرية المتعارف عليها.

وتؤكد أم عماد أن: “(الكنة) الجيدة هي من تصبح جزءا من عائلة زوجها وتشاركهم أحزانهم وأفراحهم، ولا تخرج أسرار هذه العائلة خارج أسوار البيت وإلا أصبحت منبوذة وتثير المشاكل”.

 وهكذا تتفق أغلب العمات على هذا الرأي بل وتصر على أنهن صاحبات الحق في المنازلة مع (الكنات).. وهذا ما قادنا لتقصي العلاقة بين العمة والكنه عند طاولتي البحث الاجتماعي والنفسي، حيث علل الدكتور صباح عنوز حالة الصراع بين الطرفين النسائيين (العمة والكنة) إلى الطابع التقليدي الذي درجت عليه العائلة العراقية في تعدد الأجيال داخل البيت الواحد والأسرة الواحدة، مما يقتضي إلى ثقل السلوك بين الأفراد الموجودين داخل هذا البيت، لا سيما لو كان هذا البيت صغير الحجم وفقر الوسائل والأجهزة مما يؤدي إلى استئثار ربة البيت بما موجود لإثبات الذي تعتقد أن (الكنة) هي العدو الأول الذي ينافسها في ذلك فضلا عن أن الأم تنظر لارتباط الابن بالزوجة، إنما هو تهديد لديمومة علاقاتها مع ذلك الابن، وبالعكس، حيث تقف الزوجة هناك (كحاجز) رمزي مفروض من قبل المجتمع وعاداته وتقاليده، أضف إلى ذلك أن شعور الأم بخسارة ابنها من ناحية (المورد) الذي يذهب للزوجة سبب وجيه لنشوب الصراع بين الأم وكنتها.

أما البحث النفسي فقد شاطر سابقه في التشخيص الأولي لحالة الصراع تلك مع إضافات يسيرة أضافتها الباحثة الاجتماعية سهاد الميالي حيث تقول: “ينشأ الصراع النفسي منذ اليوم الأول الذي تدخل الزوجة لبيت زوجها، حيث تعتقد الأم أنها فقدت (طفلها) حيث يظل الابن طفلا صغيرا بنظر الأم مهما كبر وتعددت مسؤولياته الأسرية، وتنشأ اضطرابات سلوكية حادة يكثر فيها الشك بنوايا الآخر والغيرة والحسد الذي يتطور إلى انفعال متبادل بين الطرفين (العمة والكنة) ولإيجاد حل وسط بين الطرفين أعتقد أن توازن علاقة الابن بالطرفين (أمه وزوجته) وعدم مساندة طرف آخر له نتائج إيجابية في تهدئة الأمور بينهما، ويضاف لها تمتع الثلاث (الابن والزوجة والأم) بمستوى ثقافي واجتماعي متميز سيساعد كثيرًا في وأد الخلافات بين العمة وكنتها، وبالتالي الوصول إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي داخل الأسرة الواحدة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*