مؤسسة السيد الحكيم(قده) ودورها الكبير في رفد الحركة العلمية لطلبة الحوزة
تحقيق/ محمد الشريفي
عدسة/ صفاء الجزائري
مؤسسة السيد محسن الحكيم (قدس سره) للدراسات الحوزوية، من المؤسسات التي تحظى باهتمام ومتابعة خاصة من قبل سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله)، للدور الكبير الذي تلعبه في رفد الدراسة الحوزوية في النجف والعمل على تقديم كل ما يمكن تقديمه للراغبين بالانخراط في الدراسة الحوزوية.
جهود جبّارة
فُتحت أبواب المؤسسة أمام الراغبين بالدخول إليها في 17 جمادى الأولى عام 1424ﻫ، وهي بإشراف مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (مدّ ظله) والذي يعد الجهة الحصرية لتمويل المؤسسة وجهة الإشراف الوحيدة عليها، وفي سبيل ذلك فهناك جهود جبارة تبذل من أجل تذليل الصعاب التي يمكن أن تعترض طريق الطلاب المنتسبين إلى المؤسسة أو الكوادر التدريسية فيها، فالمؤسسة تهدف إلى استقطاب الطلبة الراغبين بالدراسة الحوزوية وإعدادهم ضمن مرحلة المقدمات والسطوح، وبالتالي العمل على رفد حركة العلم والاجتهاد والتبليغ من خلال الطلبة الأكفاء القادرين على حمل رسالة الأنبياء والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وتتكون الهيكلية الإدارية للمؤسسة من مجلس الأشراف ومجلس الإدارة بالإضافة إلى أربعة أقسام هي على التوالي: قسم شؤون الطلبة وقسم الشؤون العلمية وقسم العلاقات والإعلام وقسم السكن . ويدير العمل فيها كادر متخصص مؤلف من ثلاثين منتسبًا.
مراحل الدراسة
مؤسسة الحكيم مؤسسة علمية كما بينا وقد وضعت أسسًا ومعايير دقيقة تعتمد الأسس العلمية في الدراسة التي تتألف فيها من سبعة مراحل، حيث تبدأ أولى هذه المراحل (بالتمهيدي)، وفيه تدرس كتب منهاج الصالحين للسيد الخوئي قدس سره (عبادات)، والتحف السنية، منطق المظفر ج1 وهذه المرحلة تستغرق نحو أربعة أشهر، ينتقل الناجح في هذه المرحلة إلى المرحلة الأولى ويدرس فيها: منهاج الصالحين(عبادات) من غسل الحيض إلى منافيات الصلاة، منطق المظفر ج2،قطر الندى ج1، أحكام التلاوة، لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية من الدراسة وتشتمل على: منهاج الصالحين (عبادات) إلى الصوم، قطر الندى ج2، حاشية (التصورات)، عقائد الإمامية. وبنهاية هذه المرحلة ينتقل الطالب إلى المرحلة الثالثة وتتألف دروسها من: منهاج الصالحين (عبادات) من الصوم إلى نهاية الأمر بالمعروف، ألفية إلى النواسخ، حاشية ( التصديقات)، باب الحادي عشر، ليكون الانتقال إلى المرحلة الرابعة وهي منهاج الصالحين(معاملات) إلى الإقالة، ألفية إلى الاستثناء، مختصر ج1، وفي المرحلة الخامسة يدرس الطالب المناهج التالية: شرائع الإسلام ج2 (كتاب التجارة والإجارة)، ألفية إلى الإضافة، مختصر ج1، ثم يكون الانتقال إلى المرحلة السادسة وفيها تُدرّس كتب: شرائع الإسلام ج3، مختصر ج2.
وهذه المراحل الستة التي تلي مرحلة (التمهيدي) تستغرق من الطالب حوالي ثلاث سنوات ونصف وبنهايتها يكون الطالب قد أكمل جميع مراحل المقدمات لتليها مرحلة (السطوح) وتستلزم من الطالب سنتين تقريبًا لإكمال أصول المظفر واللمعة الدمشقية.
مميزات ومنجزات المؤسسة
منذ افتتاحها وإلى يومنا هذا تمكنت المؤسسة من فتح (26) دورة خلال مسيرتها العملية تخرجت منها (16) وما زالت (10) دورات تواصل الدراسة وتفخر المؤسسة بأنها خرّجت مئات الطلبة ممن التحقوا بالبحث الخارج وأغلبهم الآن أساتذة ومبلغون ونحو ذلك، كما أن المؤسسة الآن تضم بين جنباتها أكثر من (200) طالب و(40) أستاذًا و(10) مرشدين، ومن الأمور التي لابد من الإشارة إليها هي أن المؤسسة تضم أربعة مساكن للطلبة ، كما أنها توفر لهم الطعام وتعمل على توفير كل ما يمكن توفيره من مستلزمات الاشتغال والتحصيل من أجل تهيئة الأجواء المناسية للطلبة، كما أن المؤسسة تمتاز بميزة أخرى وهي حرية اختيار الطالب للأستاذ، فعلى الرغم من كفاءة جميع الأساتذة العاملين في المؤسسة وقدرتهم العملية الجيدة إلا أن المؤسسة تؤمن أن للجانب النفسي أثرًا كبيرًا في قدرة الطالب على الإبداع والتألق لذا تركت للطالب حرية اختيار الأستاذ الذي ينسجم معه ويكون قادرًا على هضم المادة العلمية منه أكثر من غيره.
نشاطات قسم الإعلام
لما كان للجانب الأخلاقي والتربوي أهمية كبيرة في بناء شخصية طالب الحوزة فقد وجه قسم الإعلام والعلاقات بإنشاء عدة نوافذ لتنمية هذا الجانب منها:
1/ ترتيب لقاءات عامة للطلبة والأساتذة مع المراجع العظام والفضلاء، وأساتذة الخارج للاستماع لنصائحهم وتوجيهاتهم والاستفادة من خبراتهم.
2/ تنظيم الطلبة ضمن مجاميع معينة يشرف على كل مجموعة أحد الأساتذة المتقدمين ومن أصحاب الخبرة للتواصل معهم في توضيح وبيان عرفيات الحوزة العلمية وأهمية عنوانها لطالب العلم.
3/تنظيم لقاءات للطلبة مع جهة الإشراف العامة للمؤسسة والاستفادة من توجيهاتها.
4/ تنظيم زيارات دورية للإمام الحسين (عليه السلام) والإمام الرضا (عليه سلام الله).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحفاظ على النعمة وفوائدها
رأى النبي صلى الله عليه وآله أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه يلتقط نثار المائدة، فقال صلى الله عليه وآله : بورك لك، وبورك عليك، وبورك فيك… ثم قال: من فعل هذا، وقاه الله من الجنون والجذام والبرص والماء الأصفر والحمق. البحار: ج 66 ص 431، ومكارم الأخلاق للطبرسي: ص 145
النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : وكلْ ما وقع تحت مائدتك، فإنه ينفي عنك الفقر، وهو مهور الحور العين، ومن أكله حُشي قلبه علماً وحلماً وإيماناً ونوراً. البحار: ج 66 ص 431 .
قال النبي صلى الله عليه وآله : أكرموا الخبز، فإن الله سخر له السماوات والأرض، وكلوا سَقَط المائدة. العقد الفريد، ج 8 ص 4 .
وعن النبي صلى الله عليه وآله : من أكل ما يسقط من المائدة عاش ما عاش في سعة من رزقه، وعوفي في ولده وولد ولده من الحرام وفي رواية: من الجذام . البحار: ج 62 ص 292 عن الفردوس .
عن الإمام علي عليه السلام : كلْ ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء لمن أراد أن يستشفي به. مكارم الأخلاق: ص 146 .
الإمام علي عليه السلام : أكل ما يسقط من الخوان، يزيد في الرزق
نشكر قسم العقائد الخاص في المؤسسة على المسابقة العقائديه الثالثه لعام ١٤٣٤هـ فان فيها فائده كبيره للطلبه