غزو المجلات الشيعية لمصر

261

أشرف عبد المقصود

بين يدي مجموعة من المجلات الشيعية اشتريتها قبل أيام من باعة الصحف، طباعة أنيقة.. أسعار زهيدة, أسماء مختلفة.. تُغري القارئ بالاقتناء.. ولم تكن هذه المرة الأولى التي أقتني فيها هذا النوع من المجلات، ولكن لفت نظري هذه المرة أنني لا أشتري ما قمت بشراءه (كذا) من قبل بل إنني أمام مسميات وأنواع مختلفة.. والهدف واحد.. إنه طوفان هائل من المجلات ترمي بها الحوزات ومراكز الدراسات الشيعية التي تؤسس لنشر التشيع بالعالم العربي (المنهاج.. الكلمة.. البصائر.. المحجة.. فقه أهل البيت.. الغدير.. النور.. نصوص تراثية.. العالم.. تراثنا.. الخ)، معظمها يطبع في بيروت عند المطابع والمراكز المتخصصة في نشر أسوأ الكتب الشيعية تطرفًا كما يظهر من بيانات الطبع، وبعضها يأتي من لندن ثم تأتي محطة التوزيع فنجد معظمها يوزع عن طريق المؤسسات الصحفية الحكومية الكبرى وتحديدًا مؤسسة الأهرام.. ومن باب الدين النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم رأيت أن أتوجه بهذا التحذير من خلال ثلاث نقاط مهمة تلقي الضوء على هذا المخطط الجديد وتنبه على هذا التهاون العجيب تجاه هذا الغزو الخبيث الذي يستخدم شتى الطرق للوصول لمآربه فلعل هذه الكلمات تجد لها آذانا صاغية:

النقطة الأولى: إضفاء الثقة عليها من خلال إشراك بعض الرموز الفكرية والثقافية المصرية في الهيئة الاستشارية لبعض هذه المجلات:

– خذ مثلا: (مجلة الغدير) نجد الدكتور أحمد كمال أبو المجد أحد أعضاء هيئتها الاستشارية. ولا أنسى ما جاء منذ 3 سنوات تقريبًا من حوار ومناظرة بين الدكتور أحمد كمال أبو المجد مع الشيخ خالد الجندي بقناة أوربت عندما كان الدكتور أبو المجد يدافع عن الشيعة ويسطح مسألة الخلاف بيننا وبينهم.. ومن لطائف القدر أنني يومها كنت بصدد نشر رسالة علمية للدكتور حافظ موسى عامر رحمه الله لنيل درجة الدكتورة – نوقشت بكلية الحقوق جامعة القاهرة سنة 1995م – وكانت تحت إشراف الدكتور أبو المجد نفسه ، وهي بعنوان “عصمة الإمام في الفقه السياسي الشيعي”. وفي الرسالة كشف وبيان لزيغ هذا الفكر الشيعي المنحرف بما لا مزيد تحته!!، فبماذا نفسر هذا التناقض العجيب؟

– وفي مجلة) نصوص تراثية (نجد الدكتور محمد سليم العوا أحد أعضاء هيئتها الاستشارية أيضًا. واسم المجلة خادع ولكن موضوعاتها تشيُّع متطرف؛ فباستعراض أحد أعدادها (العدد9) نجده عبارة عن مقالات منوعة وكلها تتحدث في موضوع واحد هو التأسيس والتأصيل والتمجيد للخرافات الشيعية في مسألة المآتم الحسينية واللطم والتطبير. وفي الوقت نفسه نجد مقالًا بعنوان الإصلاح الديني وكتب الأدعية والأذكار والزيارات (للمدعو حيدر حب الله) يُهاجم فيه كاتبه أهل السنة واصفًا إياهم بالخيانة وتحريفهم للطبعات الأصلية لكتبهم الحديثية (ص7). فهل يوافق الدكتور العوا على هذا الضلال المبين!!

فالدكتور العوا هو المدافع الكبير عن الشيعة وحامل لواء التهوين من خطورتهم وانحراف مذهبهم ، بل وصل الأمر به أن نقل في أحد محاضراته الشهيرة أن الخميني قال: “إنَّ سب الصحابة كُفر!!”.

ونحن نتحداه أن يأتي لنا بدليل على هذا النقل الممجوج الذي يضحك به على السذج من أهل السنة؛ فالثابت المشهور الواضح: هو سبّه الصريح بكل وقاحة لأصحاب النبي وفي غير موضع من كتبه، وبين يدي كتاب الطهارة للخميني (ج3 ص 459) طبعة طهران – والذي يصف فيها الخميني … “عائشة وطلحة والزبير ومعاوية رضوان الله عليهم” بأنهم أخبث من الكلاب والخنازير” وهذا الكتاب يباع في إيران وقد كتب على غلافه (مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني)، نعوذ بالله من الهوى !!

النقطة الثانية : تمرير المقالات التي تدعو للتشيع وتشكك في مذهب أهل السنة:
فمن يطالع مسمياتها يظنها عادية ومن
يطالع عناوين المقالات يسارع للقول بأنها مقالات عادية ليس فيها تطرف. بينما المتخصص الواعي يفهم المقصد جيدًا ويحرج من ثناياه السموم والاحقاد  !!
خذ مثلا
: آخر إصدارات (مجلة البصائر، عدد 44 شتاء 2009م) ففي مقال بعنوان: (الفكر الشيعي المعاصر بين القطيعة والتواصل)، نجد كاتبه ص 171 يدعو للتشيع صراحة وحسب تعبيره “المثقف المعاصر الذي يؤمن بقضية تحرير العقل العربي والمسلم”، ويطالبه بالانفتاح على هذا الفكر الشيعي الذي أثبت قدرته على تأسيس نهضة حضارية” هكذا يقول . ولا يكتفي الكاتب بذلك بل يحاول أن يشوه مذهب أهل السنة، زاعما أن الأمة بعد رحيل رسول الله – يقصد الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان – قد زيفوا حقائق الدين وأوّلو أحكامه ورؤاه لخدمة طبقة سياسية أو اجتماعية..إلخ ص 171.
أيها السادة الكرام: قبل 4 سنوات
تقريبًا رأينا في مجلة (المنبر الشيعية) بالكويت؟ مقالا فاجرًا كتبه أحد الزنادقة عن أم المؤمنين عائشة بعنوان (أم المتسكعين) اتهمها فيه بأوصاف وكلام فاحش لا نستطيع نشره، ولا يقبله مخلوق على أمه أو أهل بيته فضلًا عن أهل بيت النبي الكريم. فهل ننتظر حتى يأتينا هذا الفحش الفكري فيكفينا ما يتتسللون به في معارض الكتب الدولية من كتب تحمل السفالات والانحطاط والفحش الفكري!!.

النقطة الثالثة: المعاملة بالمثل هل يسمح لنا بها؟

بمعنى هل يسمح لأهل السنة في الدول العربية بتوزيع مجلاتهم بإيران تلك المجلات التي تمجد أصحاب رسول الله.. والخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة.. الخ؟

هل يوافق هؤلاء الشيعة على أن ننشر كتب فضائل الصحابة عند باعة الصحف بإيران؟

وإذا هوّن البعض من خطورة الأمر – على طريقة الرأي والرأي الآخر – فينبغي أن يسمح لنا على الأقل بفتح المجال هناك لنشر كتبنا ومجلاتنا بجميع محافظات إيران كما يحدث الآن بمصر للآسف!!، وهذا لن يحدث أبدًا!!؛ فهم لا يسمحون للآن في طهران ببناء مسجد واحد لأهل السنة من الإيرانيين والذين يبلغ عددهم حوالي 20 مليونًا!!، وبكل بجاحة يأتي البعض عندنا لييسر لهم فتح مراكز التقريب المزعوم بين السنة والشيعة ويتناسى أنهم لا ولن يسمحوا لنا نحن بذلك!!، وزاد الطين بلة أن يفتح لهم مجال توزيع المجلات الشيعية من خلال أعرق المؤسسات صحفية حكومية لتوزع في كل مكان من محافظات مصر لإرساء جسور التواصل بينهم وبين عوام أهل السنة.

في لبنان المطابع تطبع سنويًّا مئات الكتب الشيعية التي تقدح في الصحابة وأهل السنة، بينما لا تجرؤ مطبعة واحدة أن تنشر تطبع كتابًا يرد على الشيعة ويهاجمهم، وإلا كان مصيرها المصادرة واعتقال صاحبها وربما الذهاب به إلى حبل المشنقة!!

إنه غزو ممنهج ومنوع؟.. يقابله تهاون صريح من المسؤولين في بلادنا.. وسطحية من دعاة الوعظ في الفضائيات في التعامل مع هذه الفرق المنحرفة؛ فبعد اختراقهم لبعض الصحف المصرية قبل سنتين أو ثلاث جاء غزو الفضائيات بالعشرات.. وعلى الأقمار العربية (النايل سات.. والعرب سات) فضلًا عن الأقمار الأخرى تبث صباح مساء التطرف والتحريض والسب والشتم لأهل السنة ولأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم..

ثم رأينا غزوهم باختراق الطرق الصوفية.. حتى بعض دعاة القومية رأيناه يتنازل عن قوميته المزعومة لصالح النفوذ الفارسي الذي لا يسمح لقصاصة ورق أن تدخل لإيران مكتوبًا عليها كلمة “الخليج العربي” فضلًا عن مجلة أو جريدة أو كتاب أو خريطة.

 

المصدر:  (موقع  طريق الإسلام الوهابي)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*