عن “شيلة” أُم شهداء سبايكر

336

2-9-2014-2-d

كثّر الله خير الدكتور سليم الجبوري الذي قدر حرقة قلب أُم الشهيد حين كشفت عن رأسها تحت قبة البرلمان وتقبل “شيلتها” عندما رمتها بوجه النّواب.
كثّر الله خيره، لأنه لم يقتد بسنة الزعماء المنتهية ولايتهم عندما جاءت لأحدهم هناء أدور شاكية اعتداء قواته على أبنائها شباب ساحة التحرير وجلدهم والتنكيل بهم بالعلن.(…). أهينت الأم هناء من قبل أعلى مسؤول تنفيذي رغم أنها لم ترم “شيلتها” بل تقدمت بطلب مكتوب على ورقة. ورقة أرعبت “القائد” فصاح بحمايته: “وخروها”. لبشاعة تلك الصيحة .التقطها الصحافي الأميركي دكستر فيلكينس ليوثقهابمجلة “نيو يوركر” بحروف إنجليزية: Wakhrooha.
كثيرون تحدثوا عن معنى رمي العراقية لشيلة الرأس. بعض حسبه استنهاضا للهمم. وبعض اعتبره إهانة للرجال الذين أمامها. لو كان كذلك لكبّعتهم،بعباءتها. في الحقيقة إنها تقصدت كشف رأسها. لماذا؟ هكذا تفعل العراقية حين تضيق بها الدنيا ويحاصرها الخوف واليأس. إنها رسالة للسماء كي يستجيب الرب لدعائها كما فعلت ليلى أم علي الأكبر.
منذ الصغر كان الشيخ عبد الزهرة الكعبي يبكينا حتى نهزّ الأرض بعبراتنا وهو يتلو علينا بصوته الشجي والمميز: “أن علياً الأكبر نزل إلى ساحة الوغى، وإذ بالحسين (ع) يتوجه إلى أمه ليلى، ويطلب منها الدخول إلى إحدى الخيم، ونشر شعرها، والتوجه إلى ربها بالدعاء، ليرجع ابنها سالماً إليها، فإني سمعت جدي رسول الله يقول: بأن دعاء الأم بحق ابنها مستجاب”.
ولم لا تكشف أُم شهداء كربلاء سبايكر رأسها والمتسببون قد أخفوا رؤوسهم في جحور الخضراء. لا خجلا، بل لأن وجوههم التي اعتادت الضحك على بسطاء الشيعة قد انفضحت.

هاشم العقابي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*