شيعة نيجيريا يتهمون الجيش بمحاولة “توريطهم” في العنف مثل “بوكو حرام”
اتهمت “الحركة الإسلامية الشيعية” المظلة الممثلة للطائفة في نيجيريا، جيش البلاد بـ”التخطيط لزرع قنابل، ومن ثم إلقاء اللوم في أعمال العنف على أعضائها”، وهو الادعاء الذي دحضه الجيش.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال المتحدث باسم الحركة، وزعيم الشيعة في نيجيريا “عبد الله دانلادي”: “لديهم (الجيش) خطط بالأحرى لمهاجمة أنفسهم، يضرمون النيران في بعض الأماكن، ويزرعون بعض القنابل، لتنفجر مثلما يفعلون في حالة بوكو حرام، ويدعون أن الحركة الإسلامية التي تفعل ذلك”.
واعتبر “دانلادي”، وهو مدرس جامعي، أن “المؤامرة لتلفيق اتهامات لجماعتهم يحركها إحباط السلطات من أن الشيعة لم يسعوا للانتقام لمقتل 33 من أعضاء الجماعة مؤخرا، بينهم ثلاثة من أبناء زعيمها رجل الدين الشيعي إبراهيم زكزاكي، خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين في بلدة زاريا شمال غرب”.
وأضاف: “نحن نفهم أن… الحكومة تريد استفزازنا وجرنا إلى العنف، وعندما رأوا أننا لم نفعل ذلك، وأننا أوضحنا بالفعل أنه ليس لدينا مثل هذه النية، لأننا قد تركنا كل شيء بيد الله، والآن فإن لديهم خططا للتسبب في العنف، ثم ينحون باللائمة علينا”.
ومضى زعيم الشيعة في نيجيريا قائلا: “بصرف النظر عن هذا، لدينا بعض التقارير الأمنية… ومفادها أن الحكومة قد طلبت من جميع المؤسسات الأمنية أن تكون على أهبة الاستعداد، لأننا سنشن هجمات”.
وذهب إلى القول بأن “العنف في شمال شرق نيجيريا هو من قبل الجيش الذي يقلب الأمر ثم يلقي باللوم على جماعة بوكو حرام”.
وزاد بقوله: “بعد أن قتلوا (السلطات النيجيرية) محمد يوسف (زعيم بوكو حرام)، بدأوا في زرع القنابل هنا وهناك، ويدّعون أنها بوكو حرام التي تسعى إلى الانتقام”.
وتابع: “جميع حالات انعدام الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد، ليست من فعل أحد سوى الحكومة، التي تتحول بعد ذلك لإلقاء اللوم على بوكو حرام”.
وزاد بالقول “إنهم (السلطات) يريدون التحول إلى نفس المنطق في التعامل مع الحركة الإسلامية (الشيعية)، ولكن الحمد لله فقد أوضحنا أننا لن نلجأ إلى (ارتكاب) أي من أعمال العنف”.
لكن الجيش نفى هذه الاتهامات، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية، كريس أولوكولادي إن “الجيش النيجيري ليس لديه خطة لتأطير أي شخص أو منظمة، وهذا ليس من مبائدنا أو قواعدنا”.
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: “أي شخص لا يخطط للتسبب في أو تشجيع العنف والإخلال بالأمن في أي جزء من البلاد، لا يوجد ما يدعوه للخوف أو الانزعاج”.
ومضى المتحدث قائلا: “الجيش لن يستسلم لأي حيلة لصرف انتباهه عن جهود احتواء الإرهاب، والجرائم ذات الصلة التي تهدف إلى تقويض أمن البلاد”.
وأشار “دانلادي”، إلى أن الحركة الشيعية مثلت أمام لجنة التحقيق التي شكلها الجيش للتحقيق في عمليات القتل الأخيرة.
وأوضح أنهم -من خلال توفير مقاطع تسجيلات مصورة وصور- أثبتوا للجنة العسكرية أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار كما ادعى الجيش.
وتابع المتحدث باسم الشيعة: “كانت مذبحة للمدنيين الأبرياء”، واتهم الجيش بارتكابها قائلا: “لقد ارتكبوا جريمة قتل، والعالم كله يراقب لمعرفة كيف سيتستترون على هذا الأمر”.
وكان الجيش النيجيري، قد اعترف بإطلاق النار على المتظاهرين المسلمين الذين خرجوا في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين بولاية كادونا الشمالية في إطار تظاهرات يوم القدس العالمي يوم 25 يوليو/ تموز الماضي.
ولكن الجيش أشار إلى أن قواته لم تبادر بالهجوم، واتخذت هذا الأجراء، فقط للدفاع عن النفس بعد أن تعرضت لإطلاق النار.
وأتبع “دانلادي”، غاضبا: “هل سينكرون أنهم أطلقوا النار، أو أن هناك 33 جثة أو أنهم لن يضمنوا أن الجناة لن ينجوا بفعلتهم؟”.
وردا على سؤال عما إذا كانت الحركة، تخطط لرفع دعوى قضائية ضد الجيش، أوضح المتحدث أنهم قاموا بتشكيل لجنة، مجلس تحقيق وأنهم يتوصلون إلى النتائج الخاصة بهم.
وأضاف”دانلادي”: “نريد أن نرى إلى أي مدى سينتهي هذا الأمر. ولا نريد استباق نتائجهم”.
وبدوره لفت المتحدث العسكري، “أولوكولادي”، إلى أن التحقيق لا يزال جاريا، وأوضح أن “التحقيق العسكري، يهدف إلى التأكد من تفاصيل الحادث في ذلك اليوم في زاريا، وسلوك عمليات القوات، وأنه لا يزال ساريا”.
وخلصت منظمة “العفو الدولية”، في تقرير صدر مؤخرا بشأن الحادث، إلى أن قوات الجيش قد قتلت المتظاهرين بالخطأ، غير أن الجيش النيجيري شكك في نزاهة الوكالة الدولية في تقييم الموقف.
وبلغة قبائل “الهوسا” المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني “بوكو حرام”، “التعليم الغربي حرام”، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة “بوكو حرام” على سلمية حملاتها – رغم طابعها المتشدد – ضد ما تصفه بـ”الحكم السيء والفساد”، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.
ووصف خبراء المكاسب التي حققتها بوكو حرام الأسابيع الأخيرة بأنها “غير مسبوقة”، وقالوا إن الحركة تقترب، أكثر من أي وقت مضى، من تحقيق هدفها بإقامة دولة في شمال نيجيريا، فيما يرى محللون آخرون أن الجيش الحكومي لديه القدرة على وقف تقدم الحركة.
وكالة الأناضول