كما هو معلوم أن المرأة نصف المجتمع بل هي الرئة التي يتنفس منها المجتمع لما لها من دور في بناء الأسرة وتربية الأجيال منذ أن يولد الفرد وهو رضيع حتى يكبر ويمر بالطفولة المبكرة ثم الطفولة المتأخرة فسن المراهقة ثم الشباب فنجد تربية المرأة لأولادها مع الرجل له تأثير كبير في تصرفات الأطفال داخل الأسرة ومن ثم المجتمع الثاني المدرسة ثم الثالث وهو المجتمع الكبير لذا تعتبر المرأة هي الركن الثابت في الأسرة والمنزل ويقضي الأبناء ذكوراً وإناثا أغلب وقتهم مع المرأة ولا يحتاج أفراد الأسرة للرجل أكثر من احتياجهم للمرأة ، لذا نسال هل يكون تقاعد المراة في سن مبكرة افضل من تقاعدها وهي تجتاز الستين من العمر اسوة بتقاعد الرجال ؟ هذا ما طرحناه على متحدثينا الذين اجرينا معهم اللقاءات لمعرفة اراءهمبشان هذا الموضوع.
المدرس المتقاعد حسن الموسوي تحدث عن رأيه بمساوة الرجل مع المرأة في سن التقاعد قائلا: “لا يمكن قياس عطاء الرجل في العمل بعطاء المرأة فالرجل حتى بعد سن الستين يكون نشيطاً معطاء, أما المرأة فإنها قبل أن تصل الستين غالباً ما تصبح جدة لها أحفاد وحيث إن تكوينها يختلف عن تكوين الرجل فإنها غالباً ما تميل إلى البقاء في البيت وإذا خرجت فأنها تحتاج لمن يساعدها ومن يهتم بها لضعف صحتها وقد تصاب بأمراض العصر من (سكر وضغط) اكثر من الرجل”.
مضيفا: “إذا أخذنا عمل المرأة في مختلف المجالات وخاصة مجال التعليم نجد معظم من هن على رأس العمل الآن من مديرات المدارس خريجات الكليات أو معاهد المعلمات وإذا تمت إحالتهن على التقاعد بعد سن الستين فماذا بقى لهن من حياة اجتماعية ليمارسنها وماذا يتبقى من عطاء يقدمنه لأسرهن سواء الأسرة الصغيرة أو الكبيرة حيث أصبحت صحتهن غير قادرة للعطاء للأسرة أو المدرسة”.
من جانبها أكدت الموظفة المقاعدة سميرة مهدي إن: “إحالة المرأة في سن مبكرة على التقاعد بعد خدمة ثلاثين سنة أو بلوغ الخمسين من العمر وصرف راتبها بحيث يكون موازيا ومتساويا للرجال لمن وصل سن التقاعد ستين سنة هذا يعطي الفرصة للنساء الأخريات للعمل في الوظائف التي يتم إخلاؤها بالتقاعد المبكر لهن وأيضاً لإدخال دماء جديدة إلى ساحة العمل تتمتع بالعلوم الحديثة”.
وتقول الباحثة الاجتماعية إيمان الطائي إن: “المرأة بطبعها ميالة لإدارة شؤون منزلها والاهتمام بزوجها وأولادها وبناتها فلماذا لا تعطي الفرصة لذلك قبل بلوغ الستين بحيث لا يقل الراتب كثيراً إذا خرجت من ساحة العمل بتقاعد مبكر كي تهتم بزوجها وأبنائها وبناتها وتعطيهم من الأمومة ما يجعلهم ناجحين في حياتهم العملية وأيضاً لزوجها والذي بالطبع يكون أكبر منها على الأقل بخمس أو عشر سنوات في الغالب ويحتاج لمن يراعيه وهو في هذا السن المتقدم”.
مضيفة إن: “البقاء على رأس العمل لمدة أربعين عاماً أو أقل بقليل لا شك أنه غير منصف بالنسبة للمرأة وإذا تقاعدت بصورة مبكرة قل راتب التقاعد بشكل كبير مما يجعل المرأة تتمسك بالبقاء على رأس العمل حتى تصل إلى سن الستين ، هذا بالإضافة إلى أن خريجات الكليات من مديرات ومعلمات وبقائهنعلى رأس العمل لسن الستين سوف يؤثر على صحتهن وعطائهن تجاه أسرهن”.
طالبة كلية العلوم بجامعة الكوفة هدى محمود بينت إن: “المرأة إذا أحيلت للتقاعد في سن مبكرة قليلاً عن سن الستين تمنح أسرتها من الوقت والعطاء الكثير وتفسح أيضاً المجال للنساء الآخريات بأن يخرجن للعمل بسلاح العلم من العلوم الحديثة وعلى كوادر أعلى لحصولهن على درجات علمية أعلى وبطاقات شابة تميل للتجديد وتطبيق العلوم الحديثة. لا سيما أن هناك من الخريجات المؤهلات ينتظرن فرصة التوظيف”.
فيما اختلف راي المحامية هناء البغدادي التي تحدثت عن رايها قائلة : ” لا أجد ان هناك اختلافا بين الرجل والمراة في سن التقاعد فمثلما الرجل يقدم خدمة لبلاده من خلال عمله فالمراة ايضا تقدم خدمة وليس من المنصف ان تخرج المراة من وظيفتها بحجة انها امراة وهي لم تقدم بعد ما مطلوب منها فسنين العمل الطويلة في الدائرة او المدرسة ستعطيها خبرة مهمة يمكن ان يستفيد منها المجتمع”.
يذكر ان قانون التقاعد العراقي الجديد يتيح للموظفات ممن لديهن ثلاثة أطفـــــــال فما فوق بالتقديم على التقاعد المبكر والتفرغ لتربية أطفالهن ووفق نظام معين تتم مناقشته في مجلس الوزراء.