حرس الحدود: أبراج المراقبة مع السعودية متباعدة وغير مؤمنة وعناصرها لا تملك أي اتصال بالقيادة

208

1-10-2014-7-d
العراق الذي يتعرض لهجمة إرهابية غير مسبوقة منذ أشهر لا يبدو انه حصّن حدوده بما يكفي، وهذا ما فتح المجال أمام تسلل العناصر المسلحة جيئة وذهابا، وزاد من صعوبة مسك الأرض بالنسبة لقوات حرس الحدود التي تعيش حالة من التفكك والضياع، لاسيما تلك الممتدة مع الجارة الجنوبية الغربية السعودية.

ظروف الحياة التي تقاسيها عناصر قوات حرس الحدود المرابطة في مناطق نائية عن بعضها، ويتم إرسال الماء والغذاء لها بصعوبة بالغة.روى أحد كبار مسؤولي قوات حرس الحدود “المنطقة الخامسة” التي تمتد من غرب العراق على الحدود مع الأردن نزولا إلى البصرة، ومرورا بالشريط الحدودي مع السعودية، أن “عدة كيلو مترات تفصل بين نقطة وأخرى، إضافة إلى أن الطرق المؤدية إلى النقاط الحدودية جميعها طرق ترابية تعيق الحركة، فيما يحتاج حرس الحدود إلى سرعة الاستجابة في حال حصول أي طارئ”.

وحول الأوضاع على الحدود العراقية السعودية في ظل تكاثف عناصر (داعش) في المناطق المتاخمة للحدود السورية والأردنية والسعودية، أضاف المسؤول الكبير الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريح صحفي”، أن “الأمور ليست على ما يرام، وهناك ثغرات كبيرة في قوات حرس الحدود لم تعالج للأسف الشديد.

وأوضح أنه “بين برج مراقبة وآخر على الحدود العراقية السعودية مسافة لا تقل عن أربعة كيلو مترات، ولكل خمسة أبراج يوجد هناك ملحق يبعد عن الحدود والأبراج مسافة خمسة كلم”، مبينا أن “إحدى أهم العقبات هي عدم وجود طرق معبدة أو مهيأة لحركة المركبات، بل إن الطرق البينية ترابية ووعرة جدا”.

وأكد المصدر المسؤول “، أن “المشكلات التي تواجه حرس الحدود هي الطرق السيئة، فكثيرا ما تتعطل المركبات، ناهيك عن انه في كل برج يرابط شرطيان فقط في معظم الأحيان”، لافتا إلى أنهما “لا يمتلكان وسائل اتصال بالقيادة، ويعانيان من ضعف جميع شبكات الاتصال”.

مصدر مسؤول في قوات الحدود، عضّد رأي المسؤول الحدودي أعلاه، وقال لـ”العالم الجديد”، أن “الحدود العراقية السعودية غير مؤمنة بشكل جيد، ولا توجد عوائق حدودية أمام المتسللين سوى شق صغير يمتد لمسافة معينة فقط، ومن السهولة بمكان تجاوزه”.

وأردف المصدر الذي رفض هو الآخر كشف هويته أن “تلك المعوقات والظروف الصعبة لعناصر حرس الحدود تدفعهم إلى غض النظر في بعض الاحيان عن القيام بواجباتهم، واتخاذ ما يلزم، خوفا من أي ردة فعل لا يمكن السيطرة عليها”، لافتا إلى أن “الظاهرة تفاقمت بعد قيام الجهات المعنية بنقل قوات من حرس الحدود المرابطة في المناطق الجنوبية إلى المناطق الغربية الساخنة، كونهم (العناصر) لا يعرفون تضاريس تلك المناطق، ولا يتمتعون بعلاقات قرابة أو صداقات متينة مع أبناء العشائر القاطنة هناك، والتي ربما تؤمن لهم حياتهم في حال تعرضهم إلى خطر يفوق دفاعاتهم”.

 

كنوز ميديا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*