تقرير أمريكي: تنظيم بديل لقاعدة العراق يقوده بعثيون وحرس جمهوري

165

 القاعدة

بعد الحراك الشعبي الذي تشهده المحافظات ذات الغالبية السنية في العراق منذ أكثر من أربعة أشهر وتطوره إلى تصادم مسلح عقب اقتحام قوات أمنية لساحة الاعتصام في قضاء الحويجة في محافظة كركوك التي تضم تركيبة معقدة من المكونات بدأت تحذيرات غربية تتزايد من مخاطر اندلاع حرب أهلية على خلفية طائفية في البلاد.

فلم يخف سياسيون عراقيون تخوفهم من الأوضاع ومنهم رئيس الحكومة نوري المالكي الذي أكد وفي أكثر من مناسبة على أن العراق على أعتاب اقتتال داخلي نتيجة عودة التنظيمات المسلحة والميليشيات بخطابها المتشدد الذي يحرض على اذكاء العنف.

ويشير تقرير أمريكي اطلعت عليه “وكالة نون الخبرية “، إلى أن “اشتباكات العراق تثير مخاوف حول حرب أهلية جديدة”.

وتزايدت الهجمات على الأجهزة الأمنية من قوات الجيش والشرطة وقوات الصحوة الموالية للحكومة في محافظات الأنبار ونينوى وديإلى وكركوك وصلاح الدين عقب اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح بينهم جنود.
ويلفت التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية “الآن وبعد قيام أعداد كبيرة من أبناء قبائل السنة بالاشتباك مع القوات الحكومية، هناك سؤالان يدوران في أذهان العراقيين من مختلف الطوائف؟ هل تتجه البلاد نحو حرب أهلية جديدة؟ وإذا كان الحال كذلك، فهل ستتولى مجموعة البعثيين السابقين قيادة أحد جوانبها؟”

وشكلت العشائر في المحافظات المعتصمة جيشًا مسلحًا لها من أبنائها قالت إنه يتولى حماية الأماكن التي يتواجد فيها المحتجون ويمنع تكرار “الانتهاكات” من القوات الامنية إلّا أن الحكومة سرعان ما هددت بالقضاء على تلك المظاهر المسلحة.

ويشير التقرير إلى أن “هذه المجموعة، رجال جيش الطريقة النقشبندية، قد ظهرت كبديل محتمل لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بالنسبة للسنة الذين يساورهم منذ وقت طويل شعور عميق بالتهميش في ظل حكومة يقودها الشيعة، والذين قرروا حمل السلاح مرة أخرى”.

ويعد تنظيم النقشبندية من التنظيمات المسلحة المتهمة بـ”الإرهاب” والمسؤولة عن العديد من أعمال العنف التي جرت خلال الأعوام السابقة، وقد برز لأول مرة عام 2008 عبر منشورات مدونة باسمه وينتشر في مناطق شمال العراق وله امتدادات مع المتشددين الإسلاميين في إقليم كوردستان.

ويؤشر التقرير “مشاعر الاستياء بين السنة قد احتدمت عقب غارة شنتها قوات الأمن على اعتصام لمحتجين سنة في قرية تقع شمال مدينة الحويجة، التي تعد معقلًا لهذه الجماعة المسلحة”.

ويبدو أن بلدة الحويجة ألهبت مشاعر المتظاهرين في العراق، مما ينذر باحتمال عودة الصراع الطائفي الذي عاشه العراق في عامي 2007 و2006 ولم يخرج منه رابحًا على الأرجح وقتل على إثره عشرات الآلاف.

ويقول التقرير “بينما واصل تنظيم القاعدة شن هجماته الانتحارية وتفجير السيارات الملغومة، كانت جماعة رجال جيش الطريقة النقشبندية تنتظر الفرصة الملائمة وتعمل على تسليح نفسها، وتجنيد العديد من أعضاء وحدات الحرس الجمهوري التابعة لصدام حسين، وصياغة حملة إعلامية محكمة لنشر رسالتها والتأكيد على أن أعضاءها هم حماة القومية العربية السنية ومحاربو النفوذ الإيراني”.

ويتهم سياسيون ورجال دين وشخصيات سنية الحزب الحاكم ورئيس الحكومة نوري المالكي بـ”العمالة” لدولة إيران وأنهما ينفذان “أجندات طائفية” بتوجيه منها تعمل على “إقصاء وتهميش السنة في العراق وتبعدهم عن مركز القرار” لكن المالكي دائمًا ما يقول إن ” العراق مستقل أرضًا وشعبًا وسيادةً ” ودول الجوار لا تتدخل بشؤونه حتى إن حاولت إحداها فإنه “لن يسمح بذلك”.

وتنقل صحيفة “نيويورك تايمز” عن ضباط بالاستخبارات الأمريكية قولهم إن “تنظيم القاعدة لن يتولى قيادة التمرد السني في العراق في المستقبل، وإنما سيقوده تنظيم يتزعمه أعضاء كبار سابقون من حزب البعث الذي أنشأه الرئيس العراقي السابق صدام حسين”، في إشارة إلى تنظيم النقشبندية.

ويقول مختصون بشؤون الجماعات المسلحة إن تنظيم القاعدة فقد حواضنه في المناطق السنية في العراق وتلاشى تعاطف البعض معه في تلك المناطق بسبب استهدافه الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة والمدنيين في الأسواق والمساجد.
من جانبه يسلط مقال لصحيفة بريطانية واسعة الانتشار على الوضع في العراقي ويعتقد كاتبه أن “طبول الحرب بدأت تدق ثانية في هذا البلد، الذي تمزقه النزاعات الطائفية”.

ويشير المقال الذي نشرته صحيفة الاندبندنت، إلى أن “الهياكل السياسية، التي وضعتها الولايات المتحدة في العراق، بعد الإطاحة بصدام حسين، لم تكن صلبة”.

ويلفت المقال إلى أن “أعمال العنف بين المكونات الثلاثة عادت، منذرة بحرب أهلية تؤججها المواجهات الدامية في سوريا المجاورة، التي لها أيضًا خلفيات طائفية”.

ويرى أن “صعود الشيعة إلى السلطة في العراق جعل حزب الدعوة يبدو أنه المعادل الشيعي لحزب البعث في عهد صدام حسين، كل ما يهمه هو حماية مصالح وامتيازات طائفته”.

ويصف المقال المالكي، بـ”أنه رجل يعدم المهارة السياسية لإقناع السنة والكورد بأنه حريص على مصلحة الأمة كلها”.

يشار إلى أن سياسيين يحذرون من حدوث حرب أهلية على أسس طائفية إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه في البلاد، معبرين عن رأيهم أن الحل الأمثل يكمن في استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.

وتتفق أطراف دولية مع تلك التحذيرات على وجود خطر يحيط بالعراق في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، وانعكاس الأحداث التي تجري في سوريا على واقع المنطقة.

ويبدي مراقبون قلقهم من أوضاع المنطقة والأزمة السورية بالتحديد ويقولون إنها بدأت تتطور وتأخذ منحاً طائفياً ومذهبياً قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.

 المصدر: وكالة نون

مراجعة: (الحكمة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*