كيماوي صدّام .. من حلبجة إلى خان العسل: معلومات خطيرة يكشفها بعثي منشق
262
شارك
كشف مصدر مطلع منشق عن حزب البعث العراقي المنحل عن أن الأسلحة الكيميائية التي استخدمها المسلحون ضد الأبرياء في منطقة “خان العسل” بريف حلب شمالي غرب سوريا، جرى توريدها من قبل فلول نظام صدام الذين يعملون حاليًّا تحت مظلة نائب رئيس حزب البعث عزة الدوري.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية لوكالة أنباء فارس إن “الأسلحة الكيميائية التي استخدمت في الهجوم على منطقة خان العسل كانت قد أعدت من قبل عناصر بعثية في الجيش العراقي السابق وهي من صناعة العميد السابق عدنان الدليمي، حيث تم تزويد الإرهابيين من عناصر الدوري الذين يتعاونون مع عناصر ما يسمى بـ “جبهة النصرة” في حلب وبتنسيق مع أنقرة وعبر مدينة “أنطاكيا” التركية في محافظة “هاتاي”.
والمصدر كان مساعدًا لعزة الدوري – أبرز القيادات الصدامية الذي لا يزال في حالة الفرار ويرأس حزب البعث المحظور بعد إعدام صدام – حيث انشق المصدر عن المجموعة قبل بضعة أشهر، لكنه يحمل وثائق تكشف عن مؤامرات الدوري.
وكان العميد عدنان الدليمي عنصرًا رئيسيًّا في مشاريع صدام لإنتاج الأسلحة الكيميائية. وبعد سقوط الدكتاتور وعندما انقسام حزب البعث العراقي إلى فرعين من محمد يونس الأحمد البدراني وعزة الدوري، انضم الدليمي إلى المجموعة الأخيرة، إذ تم نشرها في شمال غرب العراق، حيث معقل فلول حزب البعث المنحل لإنتاج مواد كيميائية.
وأضاف المصدر أن “قذائف الهاون التي سقطت في منطقة “خان العسل” هي من نوع 80 م.م، وأودت بحياة العشرات من المدنيين، هي من أحدث إنتاجات المختبرات الخفية التي تعمل تحت إشراف الدليمي، حيث تم إرسال شحنة منها إلى أعضاء “جبهة النصرة” لاختبارها بسورية”.
وأردف يقول: إن “العديد من المهندسين في الصناعات العسكرية العراقية السابقة تبنوا تدريب الإرهابيين في سورية، لتدريبهم على كيفية استخدام هذه الأسلحة الكيميائية”، مضيفا أن “جميع الخطط بهذا الشأن أعدت من قبل الدليمي، ونُفذت بعد موافقة المطلوب للقضاء العراقي عزة الدوري”.
وتابع المصدر أن “قذائف هاون الكيميائية التي استخدمها عناصر “جبهة النصرة” في خان العسل، انطلقت من قرية “كفر داعل” شمال غربي حلب التي يسيطر عليها الإرهابيون حيث كانت تحتوي على مادة كيميائية مألوفة جدًّا لقادة حزب البعث العراقي، كما أنها تحتوي أيضًا على غاز الأعصاب سارين”. مستدركًا قوله: “كان لعدنان الدليمي وزملائه البعثيين في الصناعات العسكرية العراقية دور مهم في إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة الكيميائية، واستخدامها في مناطق واسعة ضد القوات الإيرانية في حرب 1980-1988 وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء في بلدة حلبجة الكردية”.
و في يناير/ كانون الثاني الماضي، نشرت لقطات فيديو على مواقع الإنترنت يتبين من خلالها أن المسلحين في سورية يمتلكون قنابل تحتوي على مواد كيميائية، حيث قاموا فيه بتهديد المدنيين في حال تعاونهم مع القوات الحكومية.
كما أظهر مقطع فيديو آخر أن المسلحين اختبروا مواد كيميائية سامة على عدد من الأرانب عن طريق استنشاقها.
هذا وأعلنت “كارلا ديل بونتي”، عضو “لجنة التحقيق بانتهاك حقوق الانسان في سورية”، في مقابلة مع قناة RSI الإيطالية أمس الأحد (5 مايو/آيار) أن “المعلومات والأدلة التي جمعها أعضاء اللجنة الدولية من الأطباء المختصين ومن المتضررين والمصابين تؤكد استخدام غاز السارين من قبل المسلحين في سورية”. وقالت “ديل بونتي” إنه “انطلاقًا من المؤشرات التي حصلنا عليها، فإن مسلحي المعارضة استخدموا الأسلحة الكيميائية باستعمالهم غاز السارين”.
واستعرضت “ديل بونتي” محتوى التقرير الذي حضره موظفو اللجنة التي زارت الدول المجاورة لسورية، حيث التقوا بالمتضررين والأطباء وعناصر المشافي الميدانية”. وأضافت لم نجد حتى الآن أدلة تثبت أن القوات الحكومية استخدمت الأسلحة الكيمائية المحظورة بموجب القانون الدولي. وفيما لم تعلّق “ديل بونتي” على أن المسلحين في سورية كيف حصلوا على هذه المادة السامة وعن طريق أية دولة أو جهة، أشارت إلى أن “الخبراء رغم ذلك ما زالوا بعيدين عن طرح الاستنتاج الأخير(…) وأنه يتوجب التأكد من نتيجة تحقيقاتنا عن طريق شهادات إضافية. لكن في الوقت الحاضر استطعنا تحديد بأن القوى المعارضة للنظام هي من استعملت غاز السارين”.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد عين ديل بونتيه في 28 سبتمبر/أيلول في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول انتهاكات حقوق الانسان في سورية.
وكان المسلحون في “سراقب” بريف دمشق و”خان العسل” بحلب قد استخدموا المواد الكيمياوية في القتال مع الجيش السوري، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا (30 ابريل) أن المسلحين فتحوا أكياسًا بداخلها ““بودرة” أمام مواطنين في سراقب، ما أدى لإصابة عدد منهم باختناق ورجفان نقلوهم بعدها للمشافي التركية لاتهام الجيش السوري.
كما ذكر مصدر مسؤول سوري لـ”سانا” أن المسلحين قاموا على إثر الاشتباكات مع الجيش السوري بإحضار مادة “بودرة” غير معروفة مغلفة بأكياس وجمعوا مواطنين في حي شابور ومدخل مدينة سراقب الجنوبي وأقدموا على فتح الأكياس ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق ورجفان وأعراض تنفسية، ثم نقلوا المصابين بعد ذلك إلى المشافي التركية بهدف استغلال الحالة لاتهام القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيميائية.