مسلمو ألمانيا .. بين تشدُّد المتطرفين والتخوف من الإسلام

283

14-11-2014-11-d

تنامي نفوذ الإسلاميين المتشددين في ألمانيا وكما يقول بعض المراقبين، قد أصبح أمرا واقعا يهدد الأمن والاستقرار في هذا البلد خصوصا وان العديد من التقارير تشير إلى وجود العديد من الشبكات الإسلامية المتشددة والخطيرة المتصلة مع تنظيم القاعدة وغيرها من الحركات الإرهابية الأخرى، التي تعمل على تجنيد وتدريب الشباب تحت مسمى الجهاد، ويحذر الخبراء في مكافحة الإرهاب من أن السلفية شديدة تزيد شعبيتها مما يزيد عدد المجندين المحتملين في صفوف الدولة الإسلامية.
في خلال الآونة الأخيرة، شددت الحكومة الألمانية الخناق على المسلمين بشكل كبير وخاصة ً الإسلاميين المتطرفين، من خلال سن مجموعة من القوانين التي من شأنها أن تقيد الكثير من الحريات الدينية في ذاك البلد، الذي يعد المثال الأوربي في التسامح وقبول الآخر، غير أن الإجراءات الأخيرة ضد الإسلاميين الأصوليين أظهرتها بصورة متطرفة، وهو أمر طبيعي لأن التطرف ينتج تطرف موجه من الجانب الآخر، إذ تمثل تلك الإجراءات خطوة لردع التشدد وتبرز مخاوف السلطات الألمانية من انتشار الإسلام، وفي حقيقة الأمر أن الضحية الأولى والأخيرة في الصراع هم  المسلمون المعتدلون في ألمانيا.
حيث أثرت ظاهرة الهوس بمعاداة الإسلام بشكل مباشر على ضعف الاهتمام بقضايا المسلمين في أوربا، حيث زاد البعد العنصري ضد المسلمين من خلال التحريض على الكراهية حيالهم، في ظل عدم الاندماج الذي أدى إلى قيام معازل اجتماعية، فقد أثار السلفيون في الآونة الأخيرة بواعث خطر شديد اللهجة في أنحاء أوربا وخاصة ألمانيا فأصبحت الاشتباكات السلفية مؤخرا قضية مثارة في تأجيج الصراع السلفيين مع ألمانيا.
وبحسب بعض التقارير فقد سافر نحو 450 شخصا من ألمانيا للانضمام إلى الجهاديين في سوريا والعراق. وعاد منهم نحو 150. وتراقب السلطات الألمانية ما مجمله 225 مشتبها بهم يعتقد أنهم قادرون على شن هجمات في الأراضي الألمانية بالمقارنة بثمانين أو تسعين شخصا فقط قبل بضعة أعوام. وقد حذر وزير الداخلية الألماني من أن التشدد الإسلامي يشكل تهديدا أمنيا خطيرا لألمانيا وقال إن القادرين على شن هجمات في البلاد زادوا إلى أكبر عدد على الإطلاق.
وقال في مؤتمر أمني إنه إلى جانب الخطورة التي شكلها الجهاديون الألمان العائدون من سوريا يوجد هناك خطر وقوع اشتباكات في الشوارع الألمانية مع نشوب خلافات فيما بين الجماعات المتشددة. وهو ما يجسد الصراعات في الشرق الأوسط. وتابع الوزير الألماني إن قوات الأمن تعتقد أن الخطر الأكبر يجيء من المتشددين الذين يعملون بمفردهم مثلما حدث في كندا حينما قتل جنديان في هجومين قالت الشرطة إن من نفذهما اعتنقا الإسلام في الآونة الأخيرة. وقال الوضح حرج. عدد الأفراد الذين يشكلون خطرا لم يصل إلى هذا المستوى من قبل.. نحن نمثل الحرية ولهذا نحن المستهدفون بالكراهية.
ويذكر ان تلك التنظيمات الارهابية المسلحة قد اصدرت في وقت سابق تسجيلات مصورة تدعوا إلى بشن هجمات في ألمانيا. ويصف المكتب الاتحادي لحماية الدستور السلفية في ألمانيا بأنها أكثر الحركات الإسلامية ديناميكية. ويقدر أن عدد السلفيين ارتفع من نحو 3800 في عام 2011 إلى  العام الماضي ويمكن أن يصل إلى 7000 بنهاية عام 2014.
تشديد القوانين
وفي هذا الشأن دعا سياسيون ووسائل إعلام ألمانية إلى تشديد القوانين ضد مظاهر الإسلام المتشدد، وذلك بعد قيام مجموعة سلفية تطلق على نفسها اسم “شرطة الشريعة” بدوريات في شوارع مدينة فوبيرتال بغرب ألمانيا. فصحيفة “داي فيلت” اليومية المحافظة كتبت: “لا تساهل مع السلفيين”، فيما قال وزير العدل هيكو ماس: “لن نتساهل مع أية ممارسات غير قانونية موازية للنظام القضائي”. وصرح وزير الداخلية توماس دي ميزير لصحيفة “بيلد” إن “أحكام الشريعة غير مسموح بها على الأراضي الألمانية”.
أما شتيفن مايير من حزب “الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري” المتحالف مع “حزب المحافظين” بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، فدعا إلى “تجريم” تطبيق أحكام الشريعة المتشددة. وقامت المجموعة التي تسعى إلى تطبيق متشدد لأحكام الشريعة بالطلب من مرتادي النوادي الليلة عدم شرب الكحول أو الاستماع إلى الموسيقى، كما طلبت من مرتادي أماكن اللعب عدم اللعب مقابل المال.
وظهرت المجموعة في شريط فيديو انتشر على الإنترنت ومن أفرادها سفين لاو وهو ألماني اعتنق المذهب السلفي يقول إنه أحد الذين كانوا وراء فكرة الدوريات. وبموجب القانون الألماني الحالي فقد تواجه “شرطة الشريعة” تهمة الإخلال بالنظام العام. من جهته، دان رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا تصرفات السلفيين في فوبيرتال. وذكرت صحيفة داي فيلت “يجب عدم السماح للسلفيين والمتعصبين بالتستر بالحرية الدينية، وحتى الجماعات الإسلامية القلقة على صورة الإسلام وسمعة المسلمين تعتقد ذلك أيضا”.
إلى جانب ذلك فرضت المانيا حظرا على تنظيم الدولة الإسلامية بهدف منع المتشددين من تجنيد جهاديين شبان في المانيا خاصة عبر الانترنت ومنعهم ايضا من التعاون مع مقاتلين عائدين إلى اوروبا في تنفيذ هجمات. وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن حملة موسعة ضد التنظيم السني المتشدد فرضت ألمانيا حظرا فوريا يجرم كل اشكال الدعاية والانشطة والرموز المرتبطة بالتنظيم.
وفي مسعى للتصدي للمكاسب العسكرية التي حققها التنظيم في العراق تجاوزت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل السياسة الالمانية التي تحظر ارسال اسلحة إلى مناطق تشهد صراعات وبدأت في ارسال اسلحة ومعدات إلى أكراد العراق الذين يقاتلون التنظيم في شمال البلاد.
وقال وزير الداخلية الالمانية توماس دو مازيير “إن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي يشكل خطرا على السلامة العامة في المانيا أيضا” وقدر ان نحو 400 ألماني يقاتلون في صفوف التنظيم في العراق وسوريا قتل منهم نحو 40 بعضهم في تفجيرات انتحارية. وقال ان اكثر من 100 جهادي عادوا لألمانيا بينهم اناس “يتمتعون بخبرات قتالية وتعلموا كيف يكرهون.” وتابع الوزير قائلا “لا نعلم ما يقومون به لكن قد يشنون هجمات” مستشهدا بحالة جهادي فرنسي القي القبض عليه بعد عودته إلى بلاده للاشتباه بضلوعه في هجوم على متحف يهودي في بلجيكا خلال مايو ايار الماضي. بحسب رويترز.
وقال الوزير ان الدولة الإسلامية تدير حملات تجنيد باللغة الالمانية على مواقع التواصل الاجتماعي “لضم شبان وشابات للجهاد والحرب والقتل.” وأضاف “لكن الجهات الأمنية لا تستطيع بمفردها وقف التطرف بين الشباب المسلم” وحث الآباء والابناء والجيران والاصدقاء على المساعدة. كما أثنى الوزير الالماني على الجاليات الرئيسية المسلمة التي تعيش في المانيا على وقوفهم في وجه “المنظمة الهمجية.”
مواجهات عنيفة
في السياق ذاته دارت مواجهات عنيفة بين اكراد وايزيديين من جهة ومسلمين متشددين من جهة اخرى اسفرت عن اصابة 23 شخصا على الاقل في هامبورغ وهسيله (شمال المانيا) كما افاد مصدر في الشرطة. وفي هامبورغ، بدات المواجهات اثر تظاهرة نظمها الاكراد احتجاجا على “المذابح” التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة كوباني السورية دون ان يتخللها اي حادث.
وعلى الاثر تجمع 75 متظاهرا “يرجح” انهم من الاكراد حسب الشرطة حول مسجد المدينة في مواجهة 50 اسلاميا متشددا. في البداية حالت الشرطة دون حدوث مواجهات لكن سرعان ما عززت كل من المجموعتين قواها ليصل عدد كل منهما إلى نحو 400 فرد كما اكدت شرطة هامبورغ في بيان. وعلى الاثر جرت اشتباكات بين الفريقين من خلال مجموعات صغيرة تحمل عصي واسلحة بيضاء. و”اصيب 14 من هؤلاء بينهم اربعة اصاباتهم خطيرة” حسب المصدر نفسه. واضاف البيان “في النهاية تمكنت الشرطة من التفريق بين المجموعات المختلفة” مستخدمة خصوصا خراطيم المياه مشيرا إلى توقيف 22 شخصا.
وفي هسيلة (ساكسونيا السفلى) جرت مواجهات بين ايزيديين، اقلية ناطقة بالكردية لها وجود قوي في هذه المنطقة، وبين اسلاميين من اصل شيشاني حسب الشرطة المحلية التي تعرضت ايضا للقذف بالحجارة والزجاجات. واصيب تسعة اشخاص بينهم اربعة من قوات الامن. في تركيا سارت تظاهرات كردية عنيفة احتجاجا على رفض الحكومة التدخل في مدنية كوباني الكردية، شمال سوريا، لمنع سقوطها في ايدي مقاتلي الدولة الاسلامية تخللتها اعمال شغب اسفرت عن مصرع 14 شخصا.
وردا على سؤال عن المواجهات في المانيا وفي تركيا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتن شافر في مؤتمر صحافي “من خلال ما يصلنا من صور عن المعارك في كوباني ومن اجلها ارى شخصيا انه يمكن تفهم وجود اشخاص ليس في تركيا وحدها وانما في المانيا ايضا يمكن ان يشعروا بالغضب” موضحا ان الامر لا يتعلق ب”تبرير” الحوادث التي وقعت في المانيا. بحسب فرانس برس.
ويصعب تقدير عدد المهاجرين الاكراد في المانيا حيث تستند الاحصائيات إلى معلومات موطنهم الاصلي في حين ان الاكراد موزعون على عدة دول مثل سوريا وايران والعراق وتركيا ولبنان وغيرها. لكن استنادا إلى جمعية اكراد المانيا يوجد “اكثر من مليون مهاجر كردي” يعيشون في المانيا.
التصدي للخطر
من جانب اخر وفي مدرسة كارل فون أوسيتزكي الثانوية ببرلين يقول مدرس التاريخ والسياسة نالان كيليج إنه لا حديث على ألسنة الكل سوى عن تنظيم الدولة الإسلامية. ويتطلع الطلاب وغالبيتهم مسلمون من أصول تركية للحديث عن تقدم الدولة الإسلامية وعن الأزمة في سوريا وعن مقاطع الفيديو التي يشاهدونها على فيسبوك وواتساب وعن التفسير المتشدد للإسلام الذي أقنع مئات الشبان من سنهم بالرحيل عن ألمانيا إلى الشرق الأوسط. وقال “الكل يتحدث عنها .. الأمر يعرض على كل شاشات التلفزيون.”
وتقول المدرسة إنها تريد تلبية احتياج الطلاب لمناقشة أمر المتشددين بينما تعدهم في الوقت ذاته لرفض التفسير المتشدد للإسلام. وتحدث بعض رجال الدين المتشددين بالفعل مع بعض الصبية خارج المدرسة في مناطق تسوق مزدحمة ببرلين. وأنشأ هذا حاجة ملحة في ألمانيا وفي مناطق أخرى بأوروبا لمنح دورات وقاية لحماية من يعتقد أنهم في خطر بالإضافة إلى وضع برامج لاجتثاث التشدد بين الأسر التي تأثرت بالفكر المتطرف.
وقال أيجان ديميريل مدير مشروع تدعمه الحكومة يهدف إلى حماية الشبان من التشدد الإسلامي “ضحكنا عندما شاهدنا مقاطع الفيديو البدائية المتطرفة الأولى هذه في 2005.. لكن حركة سياسية ودينية ظهرت من العدم وأخذتنا كلنا على حين غرة.” وتقدر السلطات أن ما لا يقل عن 450 شخصا سافروا من ألمانيا إلى سوريا للانضمام إلى الأنشطة الجهادية في إطار قوة أوروبية تضم نحو ثلاثة آلاف شخص. ولقي العديد منهم حتفهم هناك ونفذ خمسة على الأقل تفجيرات انتحارية ولا توجد مؤشرات على أن هذا التوجه للسفر يتراجع.
وتقول الحكومة إنها تريد أن تمد يدها للشبان في وقت مبكر قبل أن يطوروا توجهات متطرفة بالتحرك في المدارس وعبر العاملين في مجال الخدمات الاجتماعية والتجمعات المسلمة. وتلجأ السلطات في جزء من توجهها إلى الأساليب التي طورتها في التصدي للنازية الجديدة ومعاداة السامية واليسار المتطرف. لكن ألمانيا وضعت النشاط الخاص بالوقاية واجتثاث التطرف على عاتق ولاياتها الستة عشر وقلصت التمويل الوطني للمشاريع التي تديرها جماعات مدنية.
وقالت إيرين ميهاليتش النائبة عن حزب الخضر التي تتهم الحكومة بالافتقار لاستراتيجية وطنية وخفض التمويل لمشاريع المجتمع المدني التي كثيرا ما تتمتع بمصداقية أكبر لدى الشبان “ينبغي أن نتطرق إلى جذور التطرف ونحن متأخرون كثيرون.” وكشفت الأجوبة المكتوبة للحكومة عن أسئلة رسمية طرحها حزب الخضر أن الحكومة الاتحادية تخصص 551316 يورو فقط لمشاريع الوقاية المدنية واجتثاث التطرف هذا العام وهو تراجع بواقع 25 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
وجمع ديميريل الذي نظم دورات تدريب للوقاية من معادة السامية نحو 30 طالبا معظمهم ذكور بين سن 16 و17 عاما للورشة التي ينفذها في مدرسة أوسيتزكي. وقال ديميريل “المشكلة الكبيرة بالنسبة للشبان هي الشعور بأنهم غير مقبولين كمسلمين في المجتمع. هذا يخلق بيئة اصطياد خصبة للمتشددين الإسلاميين الذين يقولون للشبان .. نعم أنتم مستبعدون لأنكم مسلمون.” ويضيف أن الشبان لديهم صورة سلبية للغاية عن الإعلام ويرونه منتقدا ورافضا لهم. ويعلم ديميريل الشبان بأن تكون لديهم القدرة على التمييز بشكل أكبر وألا يشعروا أنهم مضطهدون.
وفي ورشته يعرض ديميريل تقريرا تلفزيونيا تبثه قناة تلفزيونية حكومية بشأن اعتراض السكان على تخصيص يوم للنساء فقط في حمام للسباحة بميونيخ. ويقول أحد الطلاب “انه (تقرير) عنصري ومليء بالأنماط ومهين.” ثم يعرض عليهم التقرير مرة أخرى ولكن ببطء وعلى مراحل. ويظهر في التقرير احتقار بعض السكان للفكرة وللمسلمين. لكن يظهر أيضا مستشارون ألمان طرحوا فكرة اليوم ويأيدون تطبيقه. وبانتهاء الجلسة يقبل الطلاب فكرة أن المجتمع الألماني ليس عدائيا في جوهره. ويهز الطلاب رؤوسهم عندما يسألون إن كانوا ينجذبون للدولة الإسلامية ودعايتها. بحسب رويترز.
ويقول يوسف (17 عاما) الذي يحضر درسا للقرآن بعد المدرسة “ما يقوم به هؤلاء الناس لا صلة له بالإسلام.” وتابع قوله “لا أشعر بالانجذاب لهم ولا لأفكارهم لكن أعتقد أن بعض الناس يرونها مرضية لها. فهم يتطلعون لشيء يمنحهم بعض النشاط.. فأنت ستذهب لسوريا وسيتم تدريبك وستقاتل .. إنها مغامرة.”
داعش في ألمانيا
على صعيد متصل ندد مسلمو ألمانيا بأفعال تنظيم الدولة الإسلامية وتعهدوا بكبح مد الشبان الذين يتوجهون للانضمام إلى المقاتلين المتشددين في سوريا والعراق. وفي برلين شارك سياسيون وألمان من غير المسلمين نحو ألف مسلم في احتجاجهم على الإسلاميين المتشددين. وأكدوا كذلك أن الغالبية العظمى من المسلمين مسالمون وسط الهجمات المستمرة على المساجد ومخاوف من تزايد هوس الخوف من الإسلام.
وحث سياسيون بارزون مسلمي المانيا البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة على الحذر من تجنيد الدولة الإسلامية خصوصا من خلال الإنترنت حيث ينجذب الشبان بشكل متزايد لدعوات المشاركة في الجهاد وكذلك لفكرة إقامة خلافة إسلامية جديدة. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن المدعي العام الاتحادي يحقق مع أكثر من 30 شابا يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية. وتراقب السلطات المحلية كثيرا من الناس بسبب أعمالهم المشتبه فيها في سوريا.
وقال محمد عثمان (23 عاما) الذي كان يتحدث في منطقة كروزبرج في برلين “المسلم لا يقتل المسلمين الآخرين.” وتابع قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية “يسيئون إلى أنفسهم ولا يسيئون إلى الإسلام لأنهم ليسوا مسلمين. المسلمون لن يقبلوا ذلك ولن يتسامحوا مع ذلك.” بحسب رويترز.
وقال شاب عمره 19 عاما يدعى مصطفى عند سؤاله عن أولئك الشبان الذين ينضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية “أخشى عليهم وعلى عائلاتهم وعلى ألمانيا وعلى العالم إنها كارثة ضخمة.” وتابع قائلا “ما يمكننا عمله هو أن نمنع آخرين من الانضمام. يجب أن نوضح لهم البدائل الأخرى.” وقال أيمن مزيك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا إن الهدف من الدعوة هو أن نوضح “أن الإرهابيين والمجرمين لا يتحدثون باسم الإسلام.. إنهم داسوا على تعاليم ديننا ولا مكان لهؤلاء القتلة والمجرمين بين صفوفنا وفي ديننا.”
محاكمة متطرف
في السياق ذاته بدأت في المانيا محاكمة اسلامي متطرف الماني بتهمة القتال مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وسط مطالبات باتخاذ اجراءات اكثر تشددا للحؤول دون شن التنظيم هجمات في اوروبا. واتهم كريشنيك بريشا (20 عاما) المتحدر من كوسوفو والمولود في فرانكفورت بالانتماء إلى شبكة ارهابية اجنبية، في اول محاكمة من هذا النوع ترتبط بالتنظيم المتطرف في المانيا. ويمكن ان يواجه بريشا عقوبة السجن عشر سنوات في حال ادانته المحكمة العليا في فرانكفورت.
وبدات المحاكمة وسط اجراءات امنية مشددة وعلى خلفية حملة يشنها الغرب ازاء التهديد الذي يمثله المواطنون الذين يعودون من القتال في سوريا والعراق حيث تلقوا تدريبا واكتسبوا خبرة ميدانية. ويقول الادعاء ان بريشا سافر إلى سوريا مرورا بتركيا في تموز/يوليو 2013 برفقة اسلاميين اخرين للمشاركة في القتال. واضاف ان بريشا تلقى فور وصوله تدريبا على السلاح واوكلت اليه مهام حراسة واسعاف طبي.
وجلس بريشا الضخم البنية وقد اطلق لحية طويلة وارتدى تي شيرت اسود وبنطلونا رياضيا رماديا دون ان يبدو عليه اي انفعال خلال الجلسة. ويشتبه في مشاركته خلال الاشهر الستة التي امضاها في سوريا في ثلاث معارك على الاقل. وعاد بريشا إلى المانيا لاسباب تجهلها السلطات الالمانية واوقف في مطار فرانكفورت. بحسب فرانس برس.
ويقول الادعاء ان لا دليل على انه كان يخطط لشن هجوم في المانيا. الا ان المحققين ياملون في كشف اكبر قدر ممكن من المعلومات حول طريقة مل تنظيم الدولة الاسلامية في اوروبا قبل صدور الحكم. وتأتي المحاكمة وسط قلق السلطات من ان المقاتلين العائدين قد ينقلون المعركة إلى اوروبا. وفتح القضاء الالماني 140 تحقيقا جنائيا ضد مقاتلين مفترضين او مؤيدين للدولة الاسلامية، حسب مجلة “دير شبيغل”.
خطرا كبير
إلى جانب ذلك قالت وكالة الاستخبارات الاتحادية الألمانية إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية سيتمكنون من شن عمليات في العراق “في المستقبل القريب” رغم الضربات الجوية التي توجهها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وجهود قوات الأمن العراقية لاستعادة الأراضي العراقية التي سيطر عليها التنظيم. ودقت الاستخبارات جرس الانذار لتزايد عدد الإسلاميين المتشددين داخل ألمانيا المستعدين للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية للقتال في العراق وسوريا وحذرت من تزايد خطر وقوع اشتباكات عنيفة في شوارع ألمانيا بين جماعات راديكالية متناحرة.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا هذا العام وأعلن الخلافة الإسلامية وأعدم أو طرد شيعة ومسيحيين وجماعات أخرى لا توافق على تفسيره المتشدد للشريعة. وقالت الاستخبارات الاتحادية الألمانية في بيان إن الدولة الإسلامية ما زالت قادرة على العمل بنجاح في محافظة الأنبار بغرب العراق وخارج بغداد وتسعى لاقناع مزيد من العراقيين السنة بالتحول ضد التحالف الذي يقاتل التنظيم بقيادة الولايات المتحدة.
وأضافت “استمرار الفراغ السياسي والأمني في العراق في المستقبل القريب سيزيد من صعوبة قتال الجماعات الإرهابية الراديكالية.” وتابعت أنه في سوريا أظهر القتال بين الدولة الإسلامية والقوات الكردية في مدينة كوباني القريبة من حدود تركيا أن المتشددين ما زالوا في وضع يسمح لهم بالهجوم حتى وإن ضعفت حركتهم جراء الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة.
وفي بيان مواز قال المكتب الاتحادي لحماية الدستور الذي يتولى شؤون الاستخبارات الداخلية إن عدد الإسلاميين السلفيين يزيد في المانيا وكذلك عدد المجندين المحتملين للدولة الإسلامية. وسافر نحو 450 شخصا من ألمانيا للانضمام للمقاتلين الإسلاميين الراديكاليين. وأضاف أن بعض الشيشان المقيمين في المانيا ينضمون للسلفيين وتابع أن كثيرا من هؤلاء المجندين نشطون ويتسمون بالعنف. وحذر أيضا من تزايد الاشتباكات في ألمانيا بين جماعات إسلامية ومؤيدين للانفصاليين الأكراد على خلفية الصراع في كوباني. بحسب رويترز.
وقال هانس جيورج ماسين رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور في البيان “السلفيون يجندون مقاتلين من أجل الدولة الإسلامية. منذ صيف عام  يجند حزب العمال الكردستاني أتباعه لمحاربة الدولة الإسلامية.” وأضاف “نخشى أن تتصاعد الاشتباكات العنيفة بين المتطرفين في شوارعنا” في إشارة إلى اشتباكات وقعت في الآونة الأخيرة في مدن ألمانية بين سلفيين وأكراد محليين وأحدثها كان بين سلفيين ومؤيدين من أقصى اليمين في مدينة كولونيا بغرب البلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*