الرئيس معصوم يقبل عتب النائب الحكيم ويصدر بيانا يعزي فيه بوفاة النبي الاعظم(ص) وأربعينية الإمام الحسين(ع)
227
شارك
أصدر رئيس الجمهورية بيان تعزية بمناسبة وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وأربعينية سبطه الأمام الحسين (عليه السلام) بعد يوم من اصدار النائب الحكيم بيانا عتب فيه على رئاسة الجمهورية لعدم اصدارها بيانا حول ذكرى اربعينية الامام الحسين ( عليه السلام ) التي مضت الاسبوع الماضي بمشاركة اكثر من 20 مليون زائر بحسب احصائيات رسمية في مشهد عده المراقبون باكبر تجمع بشري عالمي في التاريخ .
“في ما يلي نص بيان سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في ذكرى وفاة الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي عليهما السلام اللتين تحييهما ملايين المسلمين العراقيين وتستلهم قيمهما في مواجهة الارهاب والتطرف.
يستعيد المسلمون في مثل هذه الأيام ذكرى وفاة الرسول الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وهي ذكرى تستعاد معها القيم العظيمة للرسالة السمحاء التي جاء بها نبي الهدى والرحمة. إنها قيم الإيمان والمحبة والتآخي بين البشر، وهي قيم الحرية التي انتقلت بالبشر من نير العبودية إلى فضاء الكرامة الانسانية، وبما جعل من الرسالة السماوية التي حملها الرسول بشارة خير ومحبة وسلام. لقد كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هي المثال الذي يلهم المسلمين على طول التاريخ تلك القيم العظيمة التي ضحى من أجلها النبي، وهي حياة اقترنت فيها التضحية والعمل بنور الهداية ونشر رسالة السماء لتحقيق العدل على الأرض. وهذه هي الأجواء التي ظل المسلمون يستنهضونها ويعملون من أجلها كلما اقتضت الحياة والظروف ذلك، وما مثال شهادة سبط النبي العظيم الحسين بن علي عليهما السلام إلا تعبير حي عن العمل بمبادئ الرسالة السمحاء التي توجب مقاومة الظلم والطغيان لصالح الإيمان وكرامة الشر وحريتهم وانعتاقهم. هكذا يستعيد المسلمون ذكرى وفاة الرسول كما استعادت الملايين ذكرى شهادة سبطه الحسين. وما استعادة المناسبتين إلا تأكيد على أن الحياة العظيمة لتحقيق الرسالة السمحاء والشهادة من أجل الحق هما أثران خالدان في وجدان الأمة وفي وعيها. وفي ظروف هذه الذكرى الأليمة والعظيمة يواصل العراقيون مقاومتهم وتحديهم لقوى التطرف التي سعت إلى تشويه المفاهيم والانحراف بها إلى أسوأ ما في التاريخ من ظلام وضلالة حيث تستباح الحرمات وتهتك الكرامة وتسلب الحياة الانسانية وتهدر الدماء. إن انتصار العراقيين في هذه المواجهة ضرورة يمليها حق البشر باختلاف أديانهم وطوائفهم في الحياة بوطنهم بكرامة ويفرضها الدفاع عن الوجه السمح للرسالة العظيمة التي جاء بها الرسول العظيم والتي يريد الارهاب تشويهها بما يقترفه من جرائم يندى لها الجبين الانساني. وسنكون قريبين من هذا النصر بتلاحمنا ووحدتنا وبتمسكنا بالقيم العظيمة، قيم الايمان والحرية والكرامة. إنها القيم التي نذر رسول الرحمة حياته من أجلها ورسختها الرسالة التي بعث من أجلها وجسدتها شهاده سبطه الحسين. سلاما يا رسول السلام.. سلاما ياشهيد الحق.
فؤاد معصوم رئيس الجمهورية
وكان النائب الدكتور عبد الهادي الحكيم قد عاتب السيد رئيس الجمهورية لعدم إصداره بيانا بمناسبة وفاة الرسول وذكرى أربعينية الإمام الحسين فيما يأتي نصها:
رسالة الى السيد رئيس الجمهورية وجه السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم اليوم الخميس 18/12/2014م كلمة بمناسبة حلول عيد الصوم لأبناء الديانة الإيزيدية في العراق والعالم باعتباره “رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن” بنص الدستور. ذلك أن من واجبات رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن أن يشارك مواطنيه جميعا – ومنهم أبناء الديانية الإيزيدية – أفراحهم وأتراحهم، بغض النظر عن انتماءات المواطنين القومية والدينية والعرقية والمذهبية والمناطقية وغيرها عملا بالمادة 14 من الدستور التي جاء فيها: “العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الاصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي”. لقد كان من المتوقع – ونحن نعيش أجواء أربعينية الإمام الحسين (ع) – أن يعزي السيد رئيس الجمهورية النبي الكريم (ص) وآل بيته الأطهار (ع)، والأعم الأغلب من مواطني العراق المؤمنين أحزانهم بهذه المناسبة المؤلمة، وكيف لا، وقد شارك في إحيائها الملايين من العراقيين والعرب والمسلمين، سيرا على الأقدام لمئات الكيلومترات وصولا الى ضريح سيد الشهداء (ع)، وغطى سواد الحزن وراياته مدن وساحات وشوارع العاصمة بغداد، والأعم الأغلب من محافظات العراق لأيام، وعطّلت الحكومة الاتحادية وحكومات المحافظات دوائرها الرسمية، وغلقت الأسواق والمحلات أبوابها، وغطت مراسيم إحياء هذه المناسبة الدينية الشجيّة – التي وصفت بأنها أكبر تجمع سلمي ديني في العالم – القنوات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف والمجلات العراقية والعربية والعالمية. غير أن ما كان متوقعا لم يقع للآن، فلم نسمع، ولم يسمع ملايين العراقيين الحزانى من السيد رئيس جمهوريتهم كلمة، ولا تعزية، ولا بيانا، ولا رسالة، ولا مشاركة، ولا مبادرة، ولا صوتا، ولا بنت شفة. علما بأنه ما زال في الوقت متسع، فلا زالت الجموع المؤمنة من المواطنين الزائرين المعزين تملأ مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف لحين انتهاء مراسيم إحياء ذكرى وفاة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في يوم 28/ صفر / 1436هـ الموافق ليوم 21/12/2014م. فهل سنسمع من السيد رئيس الجمهورية تعزيته بالمناسبتين الحزينتين المؤلمتين: ذكرى وفاة رسول الإنسانية محمد (ص)، وذكرى أربعينية سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، هذا ما ستكشفه لنا الأيام القليلة القادمة، وإنّ غداً لناظره قريب.