كارثة بيئية تنذر بإبادة بشرية لأهالي حي الشرطة في النجف الأشرف
214
شارك
الحكمة – تقرير: محمد الشريفي
في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم المتقدم لتقديم أفضل الخدمات الأمنية والصحية والبيئية لمواطنيها ، يعيش أبناء النجف الأشرف وتحديدًا أهالي منطقة حي الشرطة خطرًا حقيقيًا يتهدد حياتهم بسبب وجود ( المسلخ ) ، وهو المكان الذي تُذبح فيه الماشية من الأبقار والأغنام.
غياب المسؤول
فجأة ومن دون مقدمات وردني اتصال هاتفي من أحد الإخوان الساكنين في تلك المنطقة وتحديدًا في ما يعرف ( بالتجاوز ) يناشدني بالحضور إلى مسلخ النجف الكائن في منطقة حي الشرطة حيث والكلام للمتصل بيوتهم وعوائلهم يتهددها الدمار والإبادة الجماعية نتيجة طفح ( مجاري المسلخ ) وانحدارها باتجاه تلك المنازل البائسة ولا أخفي القارئ الكريم سرًا أني تصورته مبالغًا في وصفه ومع هذا ومن منطلق الأمانة الصحفية توجهت إلى المكان المذكور لأرى ما لم أكن أتخيل أن أراه هناك لكن الأهم من ذلك هو غياب أي مسؤول أو موظف في ( المسلخ ) باستثناء أحد العاملين والذي يعمل بصفة سائق تنكر !!
ما رأته عيني كان مهولًا فلا قاعات نظامية ولا مكانٍ نظيف ولا يوجد شيء له علاقة بمفردة ( صحة ) ! فالدماء والأوساخ والنفايات وبرك الماء الآسن تملأ المكان والروائح الكريهة والسموم تشعرك بالاختناق على بعد أكثر من ثلاث مئة متر من المكان ، الأخ علي كريم السائق كان الوحيد المتواجد في المسلخ حيث تحدث بمرارة عن هذه المعاناة التي تتهدد أرواح الأبرياء ورافقني أثناء التجوال والتصوير مؤكدًا أن هذه المشكلة ليست وليدة اليوم بل هي مشكلة مستعصية منذ سنوات ولا حلّ لها رغم الزيارات المتكررة للمسؤولين وآخرهم والكلام لازال لـ علي كريم السيد النائب الأول لمحافظ النجف الأشرف لكن لم تتغير الأمور ولن تتغير.
مناشدات مؤلمة
بعد الحديث المقتضب مع علي كريم توجهت صوب سكنة المنطقة وتحدثت مع صاحب الاتصال الذي رجاني بعدم الكشف عن أسمه او هويته ليسرد لنا تفاصيل مؤلمة عن هذا الواقع المرير قائلًا : منذ سنوات ونحن وعوائلنا نعاني من هذا الخطر الذي يتهدد أرواحنا وأرواح أبنائنا ولا ذنب لنا إلا كوننا فقراء إلى الله لا نملك بيتًا أو مالًا يمكننا من السكن في مكان أفضل لذا نحن اليوم نرزح تحت خطر وتهديد الموت عبر الأمراض التي يمكن أن تفتك بنا دون التفات أو اهتمام من الجهات المعنية وحتى الزيارات التي يقوم بها بعض المسؤولين بين الحين والآخر لا تتعدى كونها زيارات شكلية لم تضع الحلول الناجعة لهذا الخطر.
إنني أناشد المسؤولين عبر موقعكم بأن يلتفتوا لنا ويساعدونا على النجاة من هذه المصيبة وأسأل ماذا لو كانت عائلة المسؤولة تسكن هنا ؟ هل كان سيسكت ؟ هل كان سيدع الموت يتهدد حياة أطفاله ؟ نحن لا نطالب إلا بتغير مكان المسلخ ونقله إلى مكان بعيد وآمن خارج المناطق السكنية حفاضا على أرواح الأبرياء.
في تحدث المواطن أبو محمد الطرفي وهو من سكنة المنطقة واصفًا وجود المسلخ وسط المناطق السكنية الفقيرة بالجريمة المتعمدة لإبادة الفقراء سب وصفه وتساءل لو كنا نملك المال هل كنا سنقبل بالعيش وسط هذا الهلاك ؟ بالتأكيد كنا سنبث عن سكن ملائم في أماكن راقية لكن ليس ذنبنا اننا خلقنا فقراء ؟ نحن نحمد الله على كل حال لكننا نطالب بحماية عوائلنا وأطفالنا من الموت قبل أن تقع كارثة بيئية لن ينفع معها بعد ذلك الندم.
في حين أشارت الحاجة أم يوسف إلى أن الدماء ومياه المجري تسربت إلى داخل منزلها البسيط ولولا عناية الله ومساعدة الطيبين من أبناء الحي لحدث مالا يحمد عقباه . أما آخر من تحدث فهو مواطن رفض الإفصاح عن اسمه أو التعريف بهويته مكتفيًا بالقول إن كل الذي أقدمت عليه الجهات المسؤولة هو ردم المجاري الطافحة في محاولة لإخفاء آثار هذه الجريمة البيئية والإنسانية الخطيرة مطالبًا باتخاذ إجراءات رادعة بحق المتغاضين عن هذه الجريمة النكراء.