علماء البصرة المغدورون مقربون من النجف وتساؤلات حول إختراق الجناة لمنافذ الزبير الحصينة

188

m-05-01-2015-24.jpg

تكرّر قناة العراقية -شبه الرسمية- بث شريط مصور قبل نشرات الأخبار، يظهر فيه احد رجال الدين السنة من جنوب البلاد، وهو يدعو أبناء ملته للجهاد ضد “داعش”.

الشيخ السني الذي يظهر في الفيديو مرتديا عمامة بيضاء، لقي مصرعه الخميس الماضي في هجوم مسلح، غرب البصرة، بعد ان أطلق مجهولون الرصاص على سيارته الشخصية مع ثلاثة من زملائه الذين كانوا معه بالمصادفة، عقب عودتهم من إجتماع خاص بالوقف السني، وسط البصرة، لوضع ترتيبات الإحتفال بالمولد النبوي.

وكان الشيخ يوسف الراشد (55 عاماً)، والذي يعتقد بانه المستهدف الرئيسي من الحادث، إمام وخطيب جامع الزبير أبن العوام، وهو أول من دعا الى محاربة التنظيم المتطرف، وله دور مهم في تماسك المجتمع البصري والوحدة بين الشيعة والسنة، كما يقول المسؤولون، وكان قد لأستلم تهديدات سابقة من جهات مجهولة تنذره بالقتل.

وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، تشير التحقيقات الأولية التي تمت بعد زيارة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ورئيس لجنة الأمن في البرلمان حاكم الزاملي للمحافظة، إلى تورط “داعش” في عملية الاغتيال، رغم ان آخرين يتهمون ميليشيات غير منضبطة بالتورط في الموضوع.

من جهته يقول النائب السني -الوحيد- عن البصرة عبدالعظيم العجمان ان “وتيرة عمليات الاغتيال في الزبير تصاعدت منذ 6 اشهر، بعد تغيير قائد شرطة الزبير –الشيعي- العقيد فيصل العبادي”.

والقتلى الأربعة -بحسب العجمان- هم أعضاء في رابطة الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة في الزبير للتقريب بين المذهبين، والتي أسست في عام 2006، ويمثلهم في الطرف الآخر الشيخ محمد فلك وهو ممثل سماحة المرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله) في البصرة. ويقول النائب عن البصرة ان المجموعة كانت تعمل بروح الفريق الواحد ولم تحدث بينهم خلافات طوال السنوات الثمانية الماضية.

ومن بين القتلى أيضاً أحد مراجع السنة في البصرة وهو الشيخ حسن الدرويش (80 عاما) وهو إمام وخطيب مسجد المزروع في الزبير، والشيخ ابراهيم الخبير وهو امام وخطيب جامع سوق الجت، وكان يدرس لنيل الماجستير في جامع الامام الاعظم في بغداد، والشيخ احمد موسى وهو امام وخطيب جامع زين العابدين في الزبير، بالاضافة الى الشيخ الراشد وهو أيضاً رئيس ملاحظية الوقف السني في الزبير، واصابة الشيخ مصطفى الصالح في ساقه. ويزيد العجمان قائلا ان “البصرة خالية من داعش، والمسلحون يتواجدون عن اقرب نقطة من المحافظة بمسافة 400 كم”، لكنه لا ينفي في الوقت نفسه تورط التنظيم المتطرف، ويقول ان “التنظيم لديه أذرع وحواضن في البصرة، وان المجرمين يريدون تخريب جو الوئام والانسجام بين الشيعة والسنة”.

ويشير النائب عن البصرة الى ان الاهتمام الحكومي بما حدث في المحافظة جاء بسبب ان “الضحايا يمثلون خط الاعتدال في البصرة ولديهم شعبية كبيرة”. والسنة في البصرة -بحسب العجمان- ليسوا خطرين على النظام السياسي، ويمثلون بنائب واحد في كل انتخابات تشريعية عامة، ولديهم عضوان في مجلس المحافظة.

والعجمان نفسه هو النائب البديل عن المرشح السني السابق عبد الكريم الدوسري والذي قتل بهجوم مسلح في قضاء الزبير بالبصرة قبل أربعة أيام من انتخابات نيسان الماضي، وكان آخر سني يقتل في البصرة قبل حادث اغتيال رجال الدين الأربعة. إلى ذلك، يقول العضو الشيعي البارز في مجلس محافظة البصرة احمد السليطي إن “ملابسات كثيرة تقع خلف الجريمة، وان الشيخ حسن الراشد هو المستهدف الأول والرئيسي في الحادث”. ويضيف السلطي في تصريح لـ”المدى” أن “اطلاق النار الذي حدث كان على سيارة الشيخ الراشد، الذي عاد لتوه من اجتماع للوقف السني في البصرة لإعداد احتفالات الوقف بالمولد النبوي”. ويمضي السليطي بالقول “كان الشيوخ الآخرون بصحبة الراشد، وقد عادوا معه في سيارته بالمصادفة، وبعضهم لم يخرج من الزبير منذ ثلاثة اشهر”.

 

المدى برس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*