بغداد/الحكمة/: إتهم مرصد الحريات الصحفية (داعش) باختطاف ثلاثة صحافيين في مدينة الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، وفي حين بين أن ذلك التنظيم سبق أن خطف أكثر من 14 صحفياً موصلياً منذ احتلاله المدينة في العاشر من حزيران الماضي، وأنه ما يزال يحتجز ستة كتاب أو صحفيين أو مصورين في محافظة نينوى، دعا الصحفيين والإعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة (داعش) لأخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الآليات المناسبة لمغادرتها واللجوء لأماكن آمنة يسعى هو لتوفيرها لهم بـ”القريب العاجل”.
وقال المرصد في بيان تسلمت (الحكمة) نسخة منه، إنه “يبدي قلقه على حياة صحفيين عراقيين اختطفهم تنظيم داعش الاسبوع الماضي، ويدعو الصحفيين والإعلاميين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم لأخذ الحيطة والحذر لحين ايجاد الآليات المناسبة لمغادرة تلك المدن واللجوء لأماكن آمنة يسعى المرصد لتوفيرها بالقريب العاجل”.
وقال صحفيون محليون في مدينة الموصل، بحسب البيان إن “تنظيم داعش المتشدد أقدم على اختطاف ثلاثة من زملائهم، داخل المدينة، قبل أن يقتادهم لإحدى مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم، إلى جانب عدد آخر من الصحفيين الذين كانوا قد احتجزوا في وقت سابق بعد العاشر من حزيران الماضي”.
ونقل المرصد عن شهود عيان، من منطقة النور شمال شرقي الموصل، قولهم إن “تنظيم داعش أقتحم في الساعة السابعة من صباح الأربعاء الماضي، منزل الصحفيين الأخوين محمد وصميم إبراهيم، واقتادهما إلى جهة مجهولة”، مشيراً إلى أن “محمد إبراهيم، الذي دخل عقده الأربعين (من مواليد 15 أيار 1971)، يعمل مراسلاً في وكالة عين الإخبارية، إلى جانب شقيقه صميم الذي يعمل مصوراً فوتوغرافياً في المؤسسة ذاتها”.
إلى ذلك أكد ممثل مرصد الحريات الصحافية في مدينة الموصل، وفقاً للبيان، أن “مجموعة من عناصر تنظيم داعش اقتحمت منزل الصحفي عبد العزيز محمود، الواقع في منطقة حي الجزائر وسط المدينة، وانهالوا عليه بالضرب قبل أن يعصبوا عينيه ويقتادوه إلى جهة مجهولة”، مضيفاَ أن “محمود كان يعمل مراسلاً لقناة الموصلية الفضائية، التي سيطر عليها التنظيم لدى احتلاله الموصل”.
وأبلغ صحفيون المرصد، كما جاء في البيان، أن “خطوة داعش جاءت بعد قرار محكمته الشرعية التي وجهت للصحفيين المختطفين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحفي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية وأجنبية”.
ونقل البيان عن صحفي، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن “اتصالات عديدة أجريت بعد اختطاف الصحفيين الثلاثة بهدف التوسط للإفراج عنهم إلا أن قياديي التنظيم رفضوا التدخل في هذه القضية متعذرين بصدور أوامر من الخط الأول في قيادة التنظيم بهذا الشأن”، مبيناً أن “أقارب للمختطفين وشخصيات أخرى أجرت سلسلة اتصالات لمعرفة أماكن احتجاز ابنائهم ليتبين بعدها أن التنظيم اقتادهم لأحد مراكز الاختطاف، في أحد منازل المسؤولين الحكوميين السابقين، إلى جانب أكثر من 14 صحفياً كان قد احتجزهم على دفعات خلال المدة التي تلت العاشر من حزيران الماضي”.
وذكر المرصد، أن “صحفيين محليين من داخل الموصل وخارجها، أكدوا له أن الصحفيين ممن لم يغادروا المدينة، التزموا بنحو قاطع بتعليمات تنظيم داعش بعدم ممارسة المهنة أو الاتصال بأي وسيلة إعلام، سواء كانت عراقية أم أجنبية”.
ونقل المرصد، عن صحفي من داخل المدينة، رفض الكشف عن اسمه أيضاً، قوله إن “تنظيم داعش يتحجج بتسريب تقارير صحفية عن الموصل تنقل مستجدات أحداث المدينة أولا بأول، ما يعكس صورة غير حقيقية عما تسمى بدولة الخلافة”، مؤكداً أن “أغلب زملاء المهنة التزموا تعليمات التنظيم”.
وكان صحفيون محليون، قد أبلغوا مرصد الحريات الصحفية، في وقت سابق، وفقاً للبيان، أن “تنظيم داعش قام باعتقال الصحفيين، بعد مداهمة منازلهم في مناطق متفرقة من مدينة الموصل، إلا أنه عمد بعد ذلك إلى الافراج عنهم تباعاً”.
وبحسب احصائيات مرصد الحريات الصحفية، فان “تنظيم داعش ما يزال يحتجز ستة كتاب أو صحفيين أو مصورين في محافظة نينوى، منذ العاشر منذ حزيران الماضي، فضلاً عن الصحفيين الثلاثة الذين اختطفهم الاسبوع الماضي، منهم الكاتب والصحفي فاضل الحديدي والإعلامي الشاب مهند العكيدي، في حين يلف الغموض مصير مقدمي البرامج في قناة الموصلية الفضائية، ميسلون الجوادي وجمال المصري ومراسل قناة سما الموصل الفضائية قيس طلال”.
وكشف مرصد الحريات الصحفية عن توصله إلى “معطيات تفيد بأن الصحفي علي النوفلي، الذي لم يُعرف مصيره في وقت سابق، ما يزال معتقلا لدى تنظيم داعش بعد اعتقاله من داخل مدينة الموصل قبل شهرين”.
وتابع المرصد، أن “داعش أفرج عن أكثر من 17 صحفيا في المدينة ذاتها، بعد التحقيق معهم وأخذ تعهدات منهم بعدم ممارسة أي نشاط إعلامي أو حتى استخدام أجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم”.
وكان مرصد الحريات الصحفية، أكد في،(الـ19 من تشرين الثاني 2014 المنصرم)، أن الصحافيين والعاملين معهم، تعرضوا لهجمات متتالية منذ الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، حيث قتل فيه 276 صحافياً عراقياً أو أجنبياً، منهم 164 صحافياً قتلوا بسبب عملهم الصحفي وكذلك 62 فنياً أو مساعداً إعلامياً، وأن الغموض يلف العمليات الإجرامية الأخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي.
كما أكد المرصد أن 74 صحافياً أو مساعداً إعلامياً خطفوا وقتل أغلبهم وما يزال 23 منهم في عداد المفقودين، وأن 20 صحافياً ما يزالون محتجزين لدى تنظيم (داعش) منذ سيطرته على مدينة الموصل، في العاشر من حزيران الماضي.
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحافي على مستوى العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحافياً وإعلامياً منذ سقوط النظام السابق سنة 2003.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، عدت أن العراق ما يزال البلد “الأول في قتل الصحافيين وإفلات المجرمين من العقاب”، وكشفت عن عزمها إطلاق حملة لحمايتهم، وفي حين بيّنت وزارة الداخلية أن الصحافيين يشكلون “فريسة سهلة” للجماعات المسلحة يستغلونها لإحداث “ضجة تؤكد عدم استقرار العراق”.
يذكر أن منظمة “حملة الشارة الدولية” لحماية الصحفيين، كشفت في،(الـ15 من كانون الأول 2014 المنصرم)، عن مقتل عشرة صحافيين في العراق خلال سنة 2014، وصنفت العراق كـ”رابع أخطر” بلد لعمل الصحافيين.