دعوة إلى سكان العالم للمشاركة في التنقيب عن أدوية في التربة
النجف الاشرف– (الحكمة) متابعة: دعا علماء أمريكيون الناس في شتى أرجاء العالم إلى المشاركة في حملة للتنقيب في تربة الأرض عن مركبات يمكن تحويلها إلى عقاقير دوائية جديدة.
ودفع اكتشاف حديث، بشأن احتمال وجود مضادات حيوية جديدة في تربة الأرض، فريق بجامعة روكفيلر إلى دراسة الوحل في كل بلدان العالم.
وبدأ العلماء بالفعل تحليل عينات مأخوذة من شواطئ وغابات وصحراوات في شتى أرجاء خمس قارات، لكنهم بحاجة إلى مساعدة من أجل الحصول على عينات أخرى.
وقال العلماء على موقعهم الإلكتروني الذي يحمل اسم “عقاقير من الوحل” إن “العالم مكان كبير ولا نستطيع أن نصل إلى جميع أركانه.”
وأضافوا “نحتاج إلى بعض المساعدة في الحصول على عينات من التربة من شتى أرجاء العالم. فإن كنتم من المهتمين بذلك فعليكم التسجيل.”
ويرغب العلماء في الحصول على معلومات من المواطنين في جميع الدول لاسيما تلك المعلومات الخاصة بالحصول على عينات من بيئات فريدة غير مكتشفة من قبل مثل الكهوف والجزر وينابيع المياه الساخنة.
ويقول العلماء إن مثل هذه الأماكن قد تحتوي على مركب يطلق عليه “الكأس المقدسة” والذي تنتجه بكتيريا من تربة الأرض تعتبر بوجه عام من المركبات الجديدة في العلوم.
وقال الباحث شين برادي لبي بي سي “لا نرغب في مئات الآلاف من العينات. فكل ما نرغب فيه حقا هو الحصول على ألفي عينة من بعض الأماكن الفريدة التي قد تحتوي على بعض المكونات المهمة بالفعل. لذا نحن لا نبحث عن عينات من تربة حديقتك، على الرغم من أنها تحتوي على الكثير من البكتيريا أيضا.”
وأضاف أن فريق عمله مهتم أيضا بالحصول على معلومات من المدارس والكليات التي قد ترغب في المشاركة في المشروع.
وقال الباحثون في دورية “إي لايف” إنهم أجروا اختبارات وتوصلوا إلى نتائج واعدة من بين 185 عينة حتى الآن.
وقد توصل برادي وزملاؤه إلى مركبات قد تمثل مشتقات أفضل لعقاقير موجودة بالفعل.
فعن طريق عينة مستخرجة من ينبوع ماء ساخن في نيومكسيكو، توصل العلماء إلى مركبات شبيهة بتلك المركبات التي تنتج “إيبوكسمايسين”، وهو جزيء طبيعي يستخدم كنقطة بداية لعدد من عقاقير مرض السرطان.
كما توصل العلماء من خلال عينات من البرازيل إلى جينات وراثية قد تتيح إصدارات جديدة لعقار آخر مهم لعلاج مرض السرطان يعرف باسم “بليومايسين”.
وفي تربة من جنوب غرب أمريكا يأمل العلماء في التوصل إلى مركبات شبيهة بعقار “ريفامايسين” الذي قد يساعد في علاج مرض السل.
وتستخرج العديد من العقاقير التي نستخدمها اليوم من الوحل مثل المضادات الحيوية كالبنسلين وفانسومايسين.
وقد تتيح البكتيريا غير المخلقة من البيئة مجموعة رائعة من الجزيئات الجديدة، التي قد يصبح العديد منها عقاقير دوائية جديدة، حسبما قال فريق البحث.
وأضافوا أن ما يعادل سعة ملعقة شاي من التربة يحتوي على عدد كبير من الميكروبات يفوق تعداد البشر على الأرض، وأن نسبة ضئيلة فقط منها مخلقة.
وقال برادي، رئيس مختبر الجزيئات الصغيرة المشفرة وراثيا “نأمل في أن تفضي هذه الجهود الخاصة برسم خارطة التنوع الميكروبي والكيميائي للطبيعة إلى اكتشاف أدوية جديدة وإصدارات أفضل لأدوية موجودة بالفعل.”
وسوف يبدأ العلماء في تحديد بؤر في شتى أرجاء الأرض يمكن العثور فيها على بكتيريا التربة.
وأضاف برادي “التنوع الفريد الذي عثرنا عليه يعد خطوة أولى تجاه حلمنا لصياغة خارطة للعالم تضم المركبات الكيميائية التي يمكن إنتاجها عن طريق الميكروبات، أشبه بخرائط غوغل والخرائط الأخرى لجغرافيا العالم.”
كما ينقب علماء آخرون في قاع البحار من أجل الكشف عن جزيئات محتملة لعقاقير.
وحلل مارسيل جاسبار، بجامعة أبردين، ما يربو على 1500 سلالة بكتيرية من قاع المحيط، بعضها يعود لملايين السنين، وقال إن 15 سلالة تبشر بنتائج واعدة.
وأضاف “بدأ الأمر يحظى باهتمام بالغ. وقريبا سنذهب إلى أتاكاما قبالة سواحل تشيلي للبحث هناك. إنها بيئة فريدة. على عمق 8000 متر وتحتوي على نسب عالية من المادة العضوية.”
المصدر: (BBC)