بثقةٍ وروحيةٍ عاليةٍ واستكمالاً لما بدأته العتبة العباسية المقدسة تُباشر بإضافة قرابة (1000م2) لصحنها الشريف

267

24-1-2015-S-06

    بعد النجاح الذي تحقّق بإنشاء سرداب الإمام محمد الجواد(عليه السلام) الذي يقع أسفل الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) من الجهة الشمالية، والذي يعدّ الباكورة الأولى لإنشاء سراديب أخرى حيث أثبت ذلك بامتصاصه للزخم الكبير من الزائرين (النساء) خلال زيارة الأربعين المنصرمة، وبثّ في الروح الأمل على نجاحه معمارياً بالدرجة الأولى واحتوائه للزائرين بالدرجة الثانية، ممّا حدا بالأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة وفي قرارٍ جريء متنامٍ عن ثقةٍ بالكوادر العاملة تخطيطاً وتنفيذاً بوشر بالمرحلة الثانية من مشروع السراديب للعتبة العباسية المقدسة والتي تقع أسفل الصحن المطهر لأبي الفضل العباس(عليه السلام)، وتوسّم هذا السرداب بأعزّ اسمٍ وشخصيةٍ لقمر بني هاشم(سلام الله عليه) ألا وهو (سرداب الإمام الحسين(عليه السلام)) كونه يقع في الاتجاه المقابل لصحن سيد الشهداء(عليه السلام).

المشروع هو من المشاريع التي أولت لها العتبة العباسية المقدسة أهميةً كبيرةً وجعلتها في مقدّمة المشاريع التي تنفّذها، باعتباره باكورةً لمشاريعها الاستراتيجية التي لم تألفها وتشهدها العتبة المقدّسة بصورةٍ خاصة وباقي العتبات المقدّسة في العراق بصورةٍ عامة كونه الأول من نوعه، عادّةً إيّاه نقلةً نوعيةً مهمةً وانعطافةً عمرانية جمعت عراقة وقداسة المكان مع الحداثة بأسلوبٍ فنيّ حديثٍ غاية في الروعة من الناحية التصميمية والتنفيذية، وقامت العتبة العباسية المقدسة بتسخير الإمكانيات أجمع من أجل إتمام وإنجاز هذا المشروع الحيوي في الوقت المحدّد له.

المهندس ضياء مجيد الصائغ رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة وهي الجهة المشرفة بصورة مباشرة على تنفيذ المشروع بفقراته كافة التصميمة والتنفيذية بيّن لشبكة الكفيل: “سرداب الإمام الحسين(عليه السلام) يقع في الجهة الغربية من العتبة المقدسة وفي المنطقة المحصورة بين بوابتي صاحب الزمان والإمام الحسن(عليهما السلام)، وتبلغ مساحته (1000م2) تقريباً، بطول (66م) وعرض (14.2م) ومزوّد بكافة وسائل الراحة للزائرين فضلاً عن مصاعد كهربائية وسلالم للنزول والصعود من غير تقاطع مع حركة الزائرين، وسيتمّ إنشاؤه بالطريقة ذاتها التي استخدمت في إنشاء سرداب الإمام الجواد(عليه السلام)، وقد تمّ الانتهاء من عملية رفع الطبقة الأوّلية من التربة مع أنابيب المجاري والكهرباء وغيرها، إذ سبقتها أعمالُ تغطية الصحن وأواوينة بمادة النايلون لمنع دخول الأتربة الى باقي مرافق الصحن المطهّر، كذلك تهيئة طريق لنقل الأنقاض وبضمنه طريق لمرور العجلات بدءً من الصحن الشريف مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين”.

مضيفاً: “سيتمّ بعد ذلك تثبيت أعمدة كونكريتية بطريقة متداخلة مع بعضها بحدود (10سم) وبعمق (12م) تحت الأرض لتشكّل سوراً يحيط بالسرداب، وهذا السور يمنع تدفّق المياه الجوفية إن وجدت، بالإضافة الى منع زحف وانهيار الجدران الى الداخل ولتهيئة مكانٍ لزرع (البايبات) وبعمق (1.5متر) لتأتي باقي الأعمال تباعاً، وسيُقسم الى أجزاء حيثُ سيتضمّن العمل الانتقال من جزءٍ الى آخر لضمان استمراريته وبدون توقّف إن شاء الله”.

واختتم الصائغ: “إنّ أيّ مشروع بهذه الضخامة فإنّه من البديهيّ يواجه بعض العقبات، لكن بحمد الله تعالى وبأنفاس وبركات أبي الفضل العباس(عليه السلام) الروحية وبهمّة القائمين على العتبة العباسية المقدسة وقسم مشاريعها استطعنا أن نتغلّب على كل العقبات، لنجعل من هذا الدعم المعنويّ والروحيّ دافعاً لإتمام مسيرة العمل بهذا المشروع، وهذا ولّد لدينا زخماً إضافياً من المعنويات العالية”.

24-1-2015-S-07

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*