محاولات عراقية لاستثمار الأزمة المالية للإصلاح الاقتصادي

    تحاول الحكومة العراقية والمؤسسات الاقتصادية في البلاد استثمار الازمة المالية التي ضربت الاقتصاد العراقي والعمل على تلافي الاخطاء التي ادت الى هذه النتائج في المستقبل، بغية اعادة ترتيب الاوضاع الاقتصادية.

رئيس الحكومة حيدر العبادي، شدد على ضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي، وتحويل تحديات انخفاض أسعار النفط عالميا الى فرص للمباشرة ببرنامج إصلاح حقيقي وفعال في مجال الاقتصاد والحوكمة.

وفي الوقت الذي يرى فيه رئيس الحكومة اهمية الاصلاح الاقتصادي في البلاد، تقول النائبة سوزان بكر لـ”الغد برس”، إن “امام العراق فرصة ليعمل على الاستفادة من الأخطاء التي كانت موجودة في موازنات الأعوام الماضية، وبناء اقتصاد قوي يعتمد على خطط ستراتيجية محكمة”.

وتضيف ان “بقاء الاعتماد على النفط امر ليس بصالح العراق، خاصة وأن هناك تراجعاً في أسعار النفط، لذلك من الضروري ان ينشط العراق سياحته وباقي المجالات التي تدخل من خلالها مردودات مالية للبلاد”.

وخلال لقائه بالعبادي اكد رئيس البنك الدولي، يونغ جيم كين”دعم البنك الكامل للرؤية التي طرحها رئيس مجلس الوزراء أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس”، مشيدا بـ”الخطوات التي بدأها العراق في مجال الإصلاح الإداري”.

الى ذلك ترى النائبة فاطمة الزركاني خلال حديثها لـ”الغد برس”، أن “العراق الان بامس الحاجة الى خبرات اقتصادية كبيرة، تتمكن من انتشاله من الواقع الاقتصادي الذي يعيشه، والذي قد يؤثر مستقبلاً على الاوضاع العامة في البلاد، خاصة وان الاقتصاد يعتبر الركيزة الاساس للمجتمعات”.

وتبين ان “من الضروري اشراك القطاع الخاص في العملية الاقتصادية في البلاد، لان بقاء الاعتماد على القطاع العام فقط يضر الاقتصاد العراقي”.

من جهته يؤكد الخبير الاقتصادي محمد العلوچي لـ”الغد برس”، أن “العراق الان مطالب بالخروج من فكرة الاقتصاد الريعي ويعمل على ان يشرك القطاع الخاص والشركات الاستثمارية في مجال المساهمة بانعاش اقتصاده”.

ويشير الى ان “بقاء الاعتماد على الدولة وموازنتها في كل شئ يخص الاقتصاد امر سيضر بها، ولن يعود على العراق بالفائدة، لذلك على العراق ان يجد خطة اقتصادية تبعده عن أية أزمة مستقبلية”.

وبحث رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الجمعة، مع مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب الأوضاع الاقتصادية في العالم والسبل الكفيلة لدخول الشركات العالمية للاستثمار في العراق.

يذكر أن أسعار النفط العالمية شهدت انخفاضاً كبيراً هو الأول من نوعه منذ خمسة أعوام، مما أدى إلى تضرر العديد من البلدان بينها العراق.