مٓنْ يَستهدِف الحشدَ الشّعبي؟

297
مقاتلون من الحشد الشعبي يصدون هجوم لداعش في مدينة بلد
مقاتلون من الحشد الشعبي يصدون هجوم لداعش في مدينة بلد

نــــــــزار حيدر
قبلَ ان أُسمّي عدداً من الشمّاعات لأعلّق بها قصورنا وتقصيرنا، وقبل ان أوزّع التّهم يميناً وشمالاً، وهي شَغلتنا المفضّلة نحن الشرقيّين، وخاصة العراقيّين، وددتُ ان اطرح الأسئلة التالية؛
اولاً؛ كم لَجنة شعبيّة من أسر ضحايا سبايكر، مثلا، جابت عواصم العالم ودارت على المؤسسات الدّولية لتعرض الأدلة والإثباتات للراي العام لتقنعه بأنّ مثل هذه الجرائم التي يرتكبها الارهابيون ترقى، بلا شك، الى مستوى الجرائم ضد الانسانية وانها ينطبق عليها تسمية حرب إبادة جماعية؟.
ثانياً؛ كم وثيقة قدّمتها ممثّليّة العراق في هيئة الامم المتحدة الى المجتمع الدولي فيما يخصّ الجرائم البشعة التي يرتكبها الارهابيون في كل مدينة ومنطقة احتلّوها؟.
ثالثاً؛ كم فيلم وثائقي، باللغات الحية، انتجت شبكة الاعلام العراقي عن بطولات الحشد الشعبي ومواقفه الانسانيّة النّبيلة في كلّ شبرٍ حرّره من يد العصابات الإرهابية؟.
رابعاً؛ كم محطّة اعلام دولية مثل (سي ان ان) واخواتها صحِبت مراسلها معها قواتنا المسلّحة الباسلة وهي تدخل مدينة محررة من يد الارهابيين لتوثّق جرائمهم التي يخلّفونها لحظة هزيمتهم و (انسحابهم التكتيكي) وتسجّل تعاملها الإنساني مع الاهالي؟.
خامساً؛ كم تقرير دولي وباللغات الحية نشر اعلامنا الوطني بشأن جرائم الارهابيين في المناطق المغتصبة؟.
سادساً؛ كم جريمة بشعة مثل سبايكر نجحت حكومتنا الموقّرة بتسجيلها بالمؤسسات الدولية كجرائم إبادة جماعية؟.
وكم…وكم.. وكم…وكم؟.
الجواب؛ صفر، لا شيء.
لقد قلتُ واقولُ وسأظلُّ اقول بانّ حربنا مع الارهاب هي حربٌ إعلامية اولاً وقبل ايّ شيء اخر، وهي حربٌ نفسيّة قبل ان تكون ميدانيّة، وحربُ ارادات سياسية قبل ان تكون حرب عصابات وحرباً نظامية، الا اننا وللاسف لازلنا لم نع بعد حقيقة هذه الحرب وعمق فلسفتها، ولذلك ترانا للان نتعامل معها بالبيانات العسكرية فقط، لا نعير للإعلام والدبلوماسية والجانب القانوني ايّ اهتمام.
قد تحقّق نجاحاً عظيماً في ساحة المعركة الا انّك ستفقد أثره ويضيع توظيفه اذا فشلتَ في تسويقه بطريقة سليمة، والعكس هو الصحيح، فعلى الرغم من عِظم الجرائم التي يرتكبها الارهابيون في المناطق المحررة قبل هزيمتهم منها، الا ان النتيجة تبدو وكأنّ قواتنا الباسلة والحشد الشعبي هو الذي ارتكبها لحظة دخوله المناطق المحررة، لماذا؟ لانّ كذبهم (مصفّط) وصدقنا (مخربط)!.
ولذلك لم يبالغ من قال ان عاشوراء فعلٌ حسيني وديمومة زينبية، فعلى الرغم من عَظمة الفعل الذي سجله الامام الحسين (ع) وأهل بيته واصحابه من الشهداء الابرار في يوم عاشوراء في كربلاء، الا انّهُ كان معرضاً للمحو والاندثار لولا رسالة الاعلام العظيمة التي حملتها العقيلة زينب عليها السلام.
مما سبق نستنتج انّ اوّل من يستهدف الحشد الشعبي وبطولاته وتعامله الإنساني، ويقلّل من إنجازاته ويساهم في الطّعن بمصداقيّته، وتوجيه الاتهامات له، هو تقصيرنا وجهلنا وغفلتنا.
اما بقيّة العناوين فأنتم تعرفونها جيداً لستُ هنا بحاجةٍ الى ان أُصدّع رؤوسكم بذكرها واحداً واحداً، فكما اسلفتُ فانّ جهدنا المفضّل عادة هو التبرير ورمي كاهل المسؤولية على الاخرين للتهرب منها، وكلّنا نتذكر جوابنا للوالدين عندما كنّا أطفالاً صغاراً في المدرسة عن سبب رسوبنا مثلاً في درسٍ او اكثر؛ [المعلّم عداوة وياي]!!!.

متطوعون من الحشد الشعبي يحتفلون بهد تطهير مناطقهم من دنس داعش
متطوعون من الحشد الشعبي يحتفلون بهد تطهير مناطقهم من دنس داعش
حشود..المطوعين الملبين لنداء المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي يتوجهون لحماية العراق ومقدساته
حشود..المطوعين الملبين لنداء المرجعية الرشيدة بالجهاد الكفائي يتوجهون لحماية العراق ومقدساته

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*