عبقُ الماضي بنكهة عمرانية مشروع توسعة بوّابات صحن أبي الفضل العباس(ع) يسير بخطوات متسارعة
ضمّ مشروعُ التوسعةِ الأفقية لصحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) بين طيّاته العديد من المشاريع الفرعية والتي بجُمْلَتها تشكّل العنوانَ الرئيس والأبرز لهذا المشروع الكبير والحيويّ، والذي لم تألفه عتباتنا المقدّسة منذ قرون عديدة، ومن تلكم المشاريع مشروع توسعة بوابات الصحن الشريف (المداخل الرئيسية له)، والتي أولت لها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة اهتماماً كبيراً، حيث تشكّل هذه البوابات مع باقي الأجزاء الخارجية من كتيبة قرآنية ومقوّسات وغيرها من الإنهاءات التي شهدها المشروع لوحةً فنيةً في غاية الروعة تصميماً وتنفيذاً، جمعت بين جنباتها عبق الماضي المحاكي للنسيج المعماري للعتبة المقدسة وبمواد ذات كفاءة معمارية وإنشائية عالية الجودة، حيث أبدع المصمّمون لهذا المشروع وممّا زاد في إبداعه التنفيذ الذي جاء وفقاً له.
شبكة الكفيل واكبت جميع مراحل تنفيذ هذا المشروع المهمّ، واليوم عادت لتلتقي بالمهندس ضياء مجيد الصائغ، رئيس قسم المشاريع في العتبة العباسية المقدّسة، فحدّثنا عمّا توصّل اليه فتحدّث قائلاً: “منذ أن وُضِعَت التصاميمُ الأوّلية لمشروع توسعة بوّابات صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام)، كانت الأمانةُ العامة للعتبة المقدسة حريصةً على استخدام العناصر والأشكال الإسلامية الخاصة التي تُستخدم في بناء ونقوش العتبات المقدّسة في العراق، مع إضفاء طابع التميّز والخصوصية الذي يميّز كلّ عتبةٍ عن الأخرى، لذا كانت الخطوط والزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على جدران كلّ باب (الداخلي والخارجي) من أهمّ ما يميّز هذا المشروع، مع دقّة وجودة الأعمال التي أظهرتها على مستوى عالٍ من الإتقان في التنفيذ”.
وأضاف: “إنّ عدد الأبواب المحيطة بالسور الشريف يبلغ تسعة أبواب، توسّعت كمداخل أي عُمِلَت لها بوابات بثلاثة أضعاف طولها الطبيعي تقريباً فكانت حاضنةً للبوابات القديمة، فمثلا باب الإمام الحسين(عليه السلام) كان يبلغ طوله (2,75م) وأصبح (11م)، حيث كان أقصى طول للباب هو (3م) وقد أصبح بعد مشروع التوسعة كلّ باب له بوّابة كبيرة، ثم عُمِلَ لكلّ بابٍ ديكوراتٌ ونقوشٌ خاصّة به واستخدم فيها الكاشي الكربلائي المذهّب وبعضه المعرّق”.
وبيّن الصائغ: “بعضُ الأبواب ضمّت التصاميمُ الخاصة بها قباباً ومقرنصات، كذلك شملت الأعمال تركيب قطعٍ ضوئيةٍ خُطَّت عليها بعض التسليمات على أبي الفضل العباس(عليه السلام) التي تشير الى أوصافه التي اشتهر بها مضافاً اليها اسم الباب ليكون علامةً تعريفيةً له، وكلّ بابٍ أصبحت لها ميزة تصميمية معينة، الأعمال تحتاج الى وقتٍ ودقّة في العمل فإنّك في نفس الوقت تحتاج لدخول الزائرين فلا تسطيع غلقها بصورةٍ كاملةٍ كما تحتاج لإتمام العمل، وعلى هذا المبدأ وُزّعت وقُسّمت الأعمالُ فبعضها تمّ الانتهاءُ منه بصورة كاملة مثل باب الإمام الجواد(عليه السلام)، ومنها ما دون ذلك وبنسب متفاوتة، ومن المؤمّل -إن شاء الله- الانتهاء بصورةٍ كاملة في غرّة شهر شعبان المبارك وفي غمرة فرحة المحبّين والموالين بذكرى ولادة قمر العشيرة(عليه السلام)”.
شبكة الكفيل العالمية