العتبة العبّاسية المقدّسة تتواصل بمشروعها الوطنيّ لإعداد القرّاء في العراق
أصبحت العتباتُ المقدّسة مناراتٍ لدراسة القرآن الكريم والغوص في بحار علومه لاقتناء الدرر والجواهر، كما باتت منطلقاً لمجتمعٍ يحمل القرآن فكراً ومنهجاً وعقيدة، وذلك من خلال افتتاح مؤسّساتٍ ومعاهدَ للقرآن الكريم، والتي ترعى العديد من النشاطات التي تصبّ في هذا المجال المبارك، وانبرى القائمون عليها لجعلها مراكز للبحث في علومه مع حفظه وأصول تلاوته وتفسيره، ومنها معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة والذي رعى مشروعاً وطنيّاً لإعداد القرّاء وصقل مواهبهم، فهو بذرة مباركة يُراد بها أن توجد نهضة قرآنية كبرى، فهذا المشروع الرائد يهدف الى إعداد مئات القرّاء المجيدين والمُتقنين للتلاوة وفنونها، وقد أُعِدَّ من أجل هذا الهدف برنامجٌ متكاملٌ أُقِرّت فقراتُهُ العديدة من قبل النقابة العامّة للقرّاء في جمهورية مصر العربية وحصل منها على شهادة الريادة والتميّز.
كانت لشبكة الكفيل وقفة مع الشيخ جواد النصراوي مدير معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة فأطلعنا على برنامج المشروع، حيث بيّن: “يبدأ المشروع بدورات تخصّصية للصوت والنغم تُقام في مدينة كربلاء المقدسة ضمن شروط خاصة وهي:
1- الدورات وتشمل القرّاء الذين يتمّ اختبارهم من قبل وحدة التلاوة.
2- أن يكون القارئ قد انتهى من علم التجويد وتكون سلامة تلاوته من ناحية التجويد بنسبة لا تقلّ عن سبعين بالمائة كمرحلة أولى للمشروع، وبعد ذلك يتمّ قبول من يكون مستواه أدنى وسيدخل دورة تجويدية كاملة.
3- يجب أن تكون مستويات الطلبة في كلّ دورة متقاربة من جانب فنّ التلاوة.
4- يُفضّل أن تكون الأعمار متقاربة وحبّذا أن يكونوا من الشباب أو الناشئين.
5- كلّ دورةٍ لا يزيد عدد محاضراتها على عشرة جلسات يومية متتالية”.
وتابع: “بعدها يتمّ اختيار أفضل المستويات في كلّ دورة وتكريمهم وبدء مرحلة جديدة معهم والاعتماد على أبرزهم بتبنّي فتح دورات تخصصية في محافظاتهم، وكذلك الاعتماد على فروعنا في المحافظات العراقية لتطبيق مراحل إعداد القرّاء من خلال أساتذة أكفاء في تلك المحافظات”.
أمّا مراحل إعداد القرّاء فهي -بحسب ما بيّنه الشيخ النصراوي- عشر مراحل متتالية لإعداد القارئ المُتقِن والمتميّز وهي كما يأتي:
المرحلة الأولى: صحّة القراءة (وهي تعلّم قراءة النصّ القرآني من جهة الحروف والحركات –الهجاء أو السواد-).
المرحلة الثانية: سهولة التطبيق.
المرحلة الثالثة: الفصاحة، (وهي إعطاء حقّ الحركات والحروف).
المرحلة الرابعة: السطح الأوّل من التجويد + تقليد تلاوة واحدة لقارئ معين.
المرحلة الخامسة: السطح الثاني من التجويد، وهو نقل أسلوب التلاوة المقلَّدَة الى نصٍّ آخر من المصحف الشريف.
المرحلة السادسة: تطوير التقليد وتثبيت القالب من خلال تعلّم عدّة تلاوات لقارئٍ المعين.
المرحلة السابعة: الحفظ الموضوعي.
المرحلة الثامنة: الإبداع وذلك من خلال تعلّم تلاوات وأساليب أخرى لقرّاء آخرين.
المرحلة التاسعة: القراءات.
المرحلة العاشرة: حفظ كلّ القرآن مع التفسير.
ويتضمّن المشروع كذلك مسابقات خاصة بالطلبة وإقامة عددٍ من المسابقات التمهيدية والوطنية، وتتبنّى العتبةُ العباسية المقدّسة توفيرَ كلّ مستلزمات المسابقة وجميع احتياجاتها من المكان والتنظيم والتحكيم والجوائز…الخ. وتنقسم المسابقات الى قسمين:
أوّلاً: المسابقات التمهيدية:
ويتضمّن المشروع إقامة مسابقات في كلّ المحافظات خاصة لطلبة المشروع من المرحلة الرابعة فما فوق تُسمّى مسابقات تمهيدية على الشكل الآتي:
1- مسابقة كلّ محافظة لطلبة المشروع من تلك المحافظة حصراً.
2- لا تجري المسابقة إلّا بعد وجود عدد من الطلبة لا يقلّ عن عشرين قارئاً في تلك المحافظة.
3- المسابقة التمهيدية تجري كلّ ستة أشهر.
4- يشرف على المسابقة مجموعةٌ من المحكّمين المختصّين.
5- يتأهّل الفائزون الثلاثة الى المسابقة الوطنية مباشرة، ولا يحقّ لهم الاشتراك إلّا بعد عامٍ واحد لمَنْ لم يحصل على المركز الأوّل، أمّا الحاصل على المركز الأوّل فلا يُمكنه المشاركة إلّا بعد عامين.
ثانياً: المسابقات الوطنية السنوية:
وتكون للقرّاء الذين فازوا بالمسابقتين التمهيديّتين من كلّ المحافظات المشاركة في المسابقة التمهيدية والتي تُقام في العتبة العباسية المقدسة.
بعدها يتمّ تكريم الطلبة الفائزين في جميع المسابقات، حيثُ يُقام حفلٌ بهيجٌ يُحتفى من خلاله بهؤلاء الثلّة القرآنية، وتقوم العتبةُ العباسية المقدّسة بتكريم جميع الفائزين من خريجي المشروع الوطني لإعداد القرّاء في العراق عند حصولهم على إحدى المراتب الثلاث الأولى في المسابقات العالمية أو الوطنية أو المحلّية.
العتبة العباسية المقدسة