الطريدة .. محمد مرسي !
بعد الفتوى التي أصدرها الشيخ يوسف القرضاوي، والتي تقضي بحرمة الخروج على محمد مرسي العيّاط ، وتصف معارضيه ومن يطالبونه بالرحيل بأنهم … “بلطجية” ! جاء الرد من ابنه الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي في مقال بعنوان ( الطريدة … محمد مرسي) نشرته صحيفة الشروق المصرية:
دَرْسٌ من اللهِ للإِنْسَانِ عِبْرَتُــــــهُ/أَنَّ الفَرِيسَةَ قَدْ تَصْطَادُ صَائِدَهَــــا!
يظن كل رئيس دائما أنه الصيّاد، ثم يكتشف فجأة أنه قد أصبح طريدة، والغريب فى الأمر أنه لا يكتشف ذلك إلا بعد أن يعجز عن الحركة بسبب شباك (الشعب/الصيّاد).
مَاذَا بِرَبِّكَ تَنْتَظِرْ…؟/أَنْ يَكْسِرَ الثُّوَّارُ بَابَكَ؟ حينَهَا هَيْهَاتَ تَقْدِرُ أَنْ تُمَثِّلَ فَوْقَ شَاشَاتِ القِوَادَةِ دَوْرَ غَلابِ العِبَادِ المُنْتَصِرْ…!
دائما يتأخر الرؤساء، ودائما يلاقون المصير نفسه، بعد أن تكون جميع الحلول قد أصبحت غير مرضية للناس.
لَوْ حَاصَرَ الثُّوَّارُ قَصْرَكَ فى الظَّلامِ فَسَوْفَ تَخْذُلُكَ الحِرَاسَةُ والحَرَسْ…/سَتَصِيرُ قِطًّا عَلَّقَ الفِئْرَانُ فَوْقَ قَفَاهُ فى الليلِ الجَرَسْ… /هِىَ سُنَّةٌ للهِ تَصْدُقُ دَاِئمًا يَتَكَلَّمُ الثُّوَّارُ بالحَقِّ المُبِينِ تَرَى البَنَادِقَ قَدْ أُصِيبَتْ بالخَرَسْ…!
الناس أقوى من كل الحراسات، الشعب أقوى من كل الأسوار والتحصينات، الأمة أقوى من كل التنظيمات.
مَاذَا بِرَبِّكَ تَنْتَظِرْ…؟ /مَاذَا أَشَارَ عَلَيْكَ قَوَادٌ وحَاشِيَةٌ تُصَعِّرُ خَدَّهَا للنَّاسِ؟ أَنْ تُلْقِى خِطَابًا آخَرًا؟ وتقول: إِنَّ الذِّئْبَ تَابْ…!/مَاذَا يُفِيدُ خِطَابُكَ المَحْرُومُ مِنْ أَدَبِ الخِطَابْ…؟
ستشتعل النار فى ثوب (الرئيس/الطريدة)، وسيلقى خطابا متأخرا لا معنى له، سيحاول إطفاء الحريق الذى يظن أن بينه وبين باب قصره عدة كيلومترات وهو لا يعرف أن النار قد أمسكت بطرف ثوبه!
سيحاول التفاوض، ولكن: (لا تَعْتَمِدْ أَوْ تَعْتَقِدْ أَنَّ التَّسَامُحَ إِنْ أَتَى الطُّوفَانُ مَضْمُونٌ، لأَنَّكَ حينَ تَبْدَأُ بالتَّفَاوُضِ والمِيَاهُ تَهُزُّ تَاجَكَ، سَوْفَ تَعْرِفُ كَمْ تَأَخَّرَ نَاصِحُوكَ عَنِ النَّصِيحَةِ، سَوْفَ تَعْرِفُ كَمْ يَتُوقُ الشَّامِتُونَ إلى الفَضِيحَةِ، سَوْفَ تَعْرِفُهَا الحَقِيقَةَ أَنْتَ مَحْصُورٌ كَجَيْشٍ هَالِكٍ كَانَتْ لَهُ فُرَصُ النَّجَاةِ مُتَاحَةً لَوْ كَانَ قَرَّرَ الانْسِحَابْ…!/يَا أَيُّهَا المَحْصُورُ بَيْنَ الرّاغِبينَ بِقَتْلِهِ أَنْصِتْ بِرَبِّكَ قَدْ أَتَى وَقْتُ الحِسَابْ…!/ يَا مَنْ ظَنَنْتَ بِأَنَّ حُكْمَكَ خَالِدٌ أَبْشِرْ فَإِنَّ الظَّنَّ خَابْ…!)
لقد أصبح (الرئيس/الطريدة) وحده… لا أحد معه، وسيدخل كل أنصاره إلى جحورهم بعد أن رفضوا الإنصات لخطاب العقل، وسيصدر (الرئيس/الطريدة) مراسيم سخيفة لإرضاء الناس، ولكن: (لَنْ يَنْفَعَ المَرْسُومُ فالمَقْسُومُ آتْ…!/ لَنْ يَرْحَمَ الثُّوَّارُ دَمْعَكَ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْ دُمُوعًا للثَّكَالى الصَّابِرَاتْ/ تَحْتَاجُ مُعْجِزَةً ولَكِنْ مَرَّ عَهْدُ المُعْجِزَاتْ…).
الحل الوحيد الآن أن نحتكم إلى استفتاء حر بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأن يعلن الرئيس ذلك قبل الثلاثين من يونيو!
لقد كنت من أوائل الداعين لتلك الانتخابات المبكرة، وكنت ألمح هذا الحريق الذى يكاد يلتهم مصر منذ شهور، وكتبت مطالبا بذلك فى هذه الزاوية تحت عنوان (حل وحيد قبل الانهيار) فى التاسع من مارس 2013، ولكن لم يستجب أحد!
لو أعلن الرئيس عن هذا الاستفتاء الآن قد تهدأ الأمور، ولكن إذا ركب رأسه، فسوف يرى الحقيقة خلال أيام: (يَا سَيِّد القَصْرِ المُحَصَّنِ نَحْنُ مَنْ يَجْرى وَرَاءَكَ بالحِجَارَةِ والبَنَادِقِ فَانْتَبِهْ…/لَسْتَ الزَّعيمَ اليَوْمَ بَلْ أَنْتَ الطَّرِيدَةْ…!)
حفظ الله مصر
“الشروق” المصرية