رحلة إلى الحق طالت خمسين عاماً !! حوار سابق مع شهيد الولاية الشيخ حسن شحاتة
(إنه أكثر المشايخ الذين أثاروا جدلاً وصخباً وضجيجاً في مصر) هكذا وصفته الصحف والمجلات المصرية.
إنه العلامة الشيخ حسن أحمد شحاتة، عالم الأزهر ،وإمام الجماعة في أحد أضخم مساجد القاهرة، والموجه الديني للجيش المصري، وصاحب حلقات العلم في التلفاز والإذاعة والمساجد . هكذا يعرفه الناس الذين كان الألوف منهم يحتشدون في مسجده الواقع أمام السفارة الإسرائيلية ، ليأتموا بصلاته ،وليستمعوا إلى خطبه ومحاضراته التي طالما صدع فيها بالحق والولاية لأهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام) ، وطالما فضح فيها الظالمين والمنافقين والفرق المنحرفة ، وطالما هاجم فيها الصهاينة أمام سفارتهم الموبوءة عندما يعلو صوته ليصل إليهم ،فيتخذون إجراءات الأمن الاحترازية،مرتعدين خوفاً وجزعاً !
الشيخ شحاتة لم يكن عالماً أزهرياً فحسب ، بل أستاذاً لكثير من العلماء الذين تتلمذوا على يديه . وأئمة الأزهر بما فيهم الشيخ الطنطاوي ، يعرفونه عن كثب فقد كان زميلاً لهم ، بدأت عليه منذ الصغر ملامح ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وفي الوقت نفسه علائم كرهه لأعدائه رغم أنه لم يكن شيعياً آنذاك، بل شافعياً سنياً ، ولكنه كان يقول لأساتذته ومدرسيه:
( قولوا ما شئتم ولكن النبي وأمير المؤمنين والزهراء والحسنين شجرة واحدة أغصانها واحدة ثمرها واحد).
ولم تكن رحلة الشيخ إلى مذهب الأطهار من آل أحمد عليهم الصلاة والسلام سهلة ، بل امتدت طوال خمسين عاماً !رأى بعدها الرسول ((صلی الله علیه و آله و سلم)في رؤيا صادقة دفعته إلى اعتناق عقيدة الإيمان ، والمجاهرة بالولاية لأمير المؤمنين عليه السلام وإظهار الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) وإظهار البراءة من أعداءه ، على كل المنابر وفي مختلف وسائل الإعلام . وأحدث ذلك دوياً واسعاً..لقد تبعه الألوف من الناس عندما سمعوا منه صوت الحق ، ووجدوا عنده الحقيقة ولقوا عنده ما يروي حبهم الفطري لأهل البيت (عليهم السلام) الوحي والطهارة والعصمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وسرعان ما أحدث ذلك تموجاً واسعاً في البلاد ، فأخذ الناس يتناقلون خطبه وخطاباته ، فانقشعت عنهم سحب التجهيل ، وهو ما بدأ يهدد معاقل الوهابية والفرق المنحرفة ، فبدأت بشن حربها عليه وعلى أتباعه ، فاقتيد عام 1996 للتحقيق في أمن الدولة ،واعتقل وسجن مظلوماً بتهمة “إعلان الولاية لعلي بن أبي طالب وترويجها “تلك التهمة التي يسأل الشيخ شحاتة ربه أن يبقيه عليها !!
صحيح أن إعلان الولاية المقدسة كلف الشيخ كل ما يملك ،واضطره إلى التضحية بكل شيء ،بما في ذلك بقاؤه في إمامة الناس وقيامه بوظيفته الدينية التي كانت تستدعي سفره إلى بلدان كثيرة بدعوة منها ، غير أن هيبته بقيت راسخة في أذهان شعب مصر ، وشموخه ماثلاً في وجدانهم إذ إنه فضلاً عن كونه من علمائهم الكبار فإنه يعد الآن صوت الحق المعبر ،ورمز مقاومة الباطل وأهل الضلال .منذ الإفراج عنه والشيخ شحاتة ممتنع عن الإدلاء بأية أحاديث لوسائل الإعلام التي كانت – قبل تشيعه وبعده – تتسابق لإجراء المقابلات معه ،بما فيها التلفزيون الرسمي المصري ،حيث كان له برنامج خاص فيه ،إلا أن الشيخ خص “المنبر” بأول وأخطر حديث له منذ خروجه من السجن ،كشف فيه ما حصل له وتحدث فيه عن قصة حياته ،وما أدى إلى استبصاره وتمسكه بالثقلين ، كتاب الله وعترة نبيه ، فكان هذا اللقاء الذي جاء في أيام أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) ،وفي العدد الخاص بذكرى استشهاده العظيم .فإلى التفاصيل :
المنبر : سماحة الشيخ ..بداية نحن نشكر لكم موافقتكم على إجراء هذه المقابلة معكم في الوقت الذي اتخذتم فيه قراراً بالامتناع عن الحديث لوسائل الإعلام إثر ما تعرضتم له ،ونرجو لو تكرمتم في البداية بذكر نبذة عن سيرتكم الذاتية .
– بسم الله الرحمن الرحيم .حيث إننا في البدء فلا بد أن أقول :الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .اللهم صل بكل صلواتك التامات على حبيبك وسر أسرارك ونور أنوارك وسيد خلقك محمد عبدك ورسولك وصفيك وخليلك ،وعلى آله آل الشهود والعرفان سادات خلق الله من بني الإنسان صلوات ربي وتسليماته عليهم في النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وفي السماوات والأرضين وفي كل وقت وحين وفي الملأ الاعلى إلى يوم الدين .
عبدهم يستأذنهم في الحديث عن جنانهم العالي الغالي الذي من الله بفضله علي بالانتماء إليهم وركوب سفينتهم بعد عناء طويل دام خمسين سنة فجاء الجود الإلهي بموالاة أهل الولاية والإمامية والعصمة والنزاهة والصدق والكرمة فواليت قومًا حديثهم وكلامهم ” حدثني أبي عن جدي عن جبريل عن الباري ” فأي شرف يداني هذا الشرف ؟! ربنا ولك الحمد نسألك الثبات على ولايتهم والبراءة من عدائهم والاقتداء بسبيلهم والاعتصام بحبلهم حبل الله المتين وصراطه المستقيم، اللهم آمين نعم .. إني حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني , مولود في يوم الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة عام 1365 للهجرة الموافق 10/11/ 1946 للميلاد في بلدة ( هربيط ) التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بمصر في أسرة متوسطة الحال من أب تزوج من النساء ثلاثة أخرهن أمي ، وكنت الثاني بين أشقائي البالغ عددهم ستة تزوجت مرتين .
الأولى وأنجبت منها ثلاثة ثم طلقتها وتزوجت الثانية وأنجبت منها بتول . وهبني أبي للقرآن وأنا في بطن أمي كما أخبرني رحمه الله بذلك ، وبعد فترة الرضاعة ذهبوا بي إلى الكتاب الأول: فحفظت القرآن على يد الشيخ عبد الله العويل وأنا في سن الخامسة وستة أشهر تقريباً كما وجدت تأريخ ذلك بيد الوالد رحمه الله على هامش مصحف تفسير الجلالين . ثم دخلت الكتاب الثاني فجودت رواية حفص على الشيخ محمد موسى شنب ثم دخلت الكتاب الثالث فجودت الروايات ورش وحمزة على الشيخ عبد الحليم عبد النبي إسماعيل . ثم أدخلني أبي الأزهر فكنت الأول في القبول كما كنت الأول في الإعدادية الأزهرية.
أما المؤلفات فقد اختصرت كتاب إحياء علوم الدين وأنا دون الخامسة عشر فنقيته من الأكاذيب كما كان لي بعض القصائد الشعرية والرسالات الأخرى ، كرسالة ” سراج الأمة في خصائص السادة الأئمة ” وغيرها . النشاط الديني بدأ معي منذ نعومة أظفاري فوالدنا ربانا جميعاً على حب آل البيت والتودد إليهم وكان كثيراً ما يحدثني عن شخصية أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وكان يقول لي : ” يا ولدي إن أمير المؤمنين كان حامي حمى الإسلام , وكان النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) إذا مشى وحده يتعرض للأذى وإذا مشى معه أمير المؤمنين لم يكن يجرأ أحد على التعرض به بسوء ” .
ثم اعتليت المنبر للمرة الأولى في حياتي لخطبة الجمعة وأنا دون الخامسة عشر والعجيب أني كنت قد كتبت خطبة الجمعة بيدي ولما صعدت المنبر قرأت بعض الفقرات ثم ألقيت بالورق على المنبر وأكملت الخطبة ارتجالا ببركات آل البيت (عليهم السلام) وظللت أخطب الجمعة في مسجد الأشراف بالبلدة خمس سنوات ثم انتقلت إلى مسجد الأحزاب ببلدة مجاورة إثر فتنة فيها فظللت سنتين أخطب الجمعة وكان همي في هذا الوقت هو التصدي لأعداء آل البيت (عليهم السلام) وهم الوهابية الخبيثة ، سواء من أساتذة المعاهد الذين تعددت مناقشاتي معهم أو مع غيرهم من علماء البلدة أسرى الظلام ثم دخلت القوات المسلحة في عام 1968 للميلاد وكلفت بتولي التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين وخطبة الجمعة وكان لي في هذه الفترة قصيدة سميتها ” الدرة البهية في مدح العترة النورانية ” وقد شرحتها وكذلك كتبت بحثاً عن فاتحة الكتاب العظيمة في هذه الفترة ، وقد وفق الله من أسلموا على يدينا من النصارى ومن تابوا على يدينا من المسلمين حتى أني أقمت الحدود في هذه الفترة على عدد من الأصدقاء .
وأوجز أهم مراحل حياتي التي هي:
1 – مرحلة الجيش التي حضرت فيها معركة شهر رمضان وكان لي حديث في مجلة النصر وكرمت من مدير هيئة التدريب من أهالها متعلمون مثقفون.
2 – مرحلة ” الدورامون ” وهي مدينة في محافظة الشرقية وكانت معقلاً من معاقل الإخوان المسلمين والوهابية الخبيثة فقمت فيها على مدى ثماني سنوات بثورة كبيرة غيرت الأوضاع إلى الأصلح وساعدني على ذلك أن أكثر من 90%متعلمون مثقفون فاستجابوا لولاية آل البيت عليهم السلام.
3 – مرحلة القاهرة وتبدأ من أوائل عام 84 حتى عام 1996 للميلاد وهي الفترة التي كانت مكتظة بالنشاط الديني فكان لي خمسة دروس في مساجد متعددة غير خطبة الجمعة وإمامة الصلاة بمسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة وهو المسجد الذي استمرريت في الصلاة فيه وإلقاء الخطب والمحاضرات حتى اعتقلت كما كان لي أمسيات دينية بإذاعة القرآن الكريم وأحاديث في إذاعة صوت العرب وإذاعة الشعب كما كان لي ندوات في نوادي القاهرة وجميع محافظات الجمهورية ثم سجلت برنامجاً أسبوعياً تلفزيونياً تحت عنوان أسماء الله الحسنى كان يبث على القناة الأولى .
– المنبر : فمتى كان إعلانكم بالولاية لأمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام ؟
– لما ضاق صدري واشتد كربي بدأت أعلن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر وفي التلفزيون وفي الصحف كما أعلنت البراءة من أعدائه ولعنتهم عيانًا في جميع وسائل الإعلام فتم اعتقالي في شهر ربيع الثاني عام 1416 للهجرة الموافق لسبتمبر 1996 للميلاد وكانت تهمتي الوحيدة التي أسأل الله أن يثيبني عليها هي إعلان الولاية لعلي بن أبي طالب وترويجها ” اللهم صلي على آل البيت والعن أعداءهم .
– المنبر : هل لنا بتفصيل أكثر حول هذه المرحلة الدقيقة ؟
– إنني ولله الحمد نشأت منذ صغري على حب آل البيت (عليهم السلام) وموالاتهم ولكن بعد سنين طويلة انكشف لي الحق وكان ذلك من عام 94 إلى 1996 للميلاد وذلك على إثر رؤيا صادقة رأيت فيها رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) على جبل عالٍ وكنت أنا بين يديه الشريفتين . فجاء أمير المؤمنين (عليه السلام) وظل النبي والأمير يتحدثان ويتكلمان بلغة لم أفهمها ثم أرسل النبي الإمام في مهمة وأشار لي بالسير خلفه فسرت خلفه ولم أكن أرى من جسده الشريف إلا عنقه المقدس من الخلف وقد كان في غاية الجمال ( اللهم صل على محمد وآله محمد ) وكنت أنحدر من الجبل خلف الإمام , وكلما كنت أكاد أسقط كان الإمام (عليه السلام) يشير بيده إلي دون أن يلتفت فأقوم وأتماسك والحمد لله استيقظت من نومي وعلمت أن هذه الرؤيا تعني أنني لا بد أن أصدع بالحق وأسير خلف الإمام وأنني سأتعرض لكثير من المشقات ولكني سأصمد بولايته (عليه السلام).
منذ ذلك الحين وبعد رحلة بحث شاقة مضنية تمسكت بحبل الله المتين وصراطه المستقيم بولاية أهل البيت (عليهم السلام) فبدأت في إعلانها في كل مكان وقصدت بذلك الثأر لأمير المؤمنين والمعصومين الطاهرين من أعدائهم وطوال تلك المرحلة لم تفارقني بركات ساداتي حيث متعني الله بمشاهدتهم في المنام ومواساتهم لي عندما كنت أتعرض للمشاكل ولله الحمد والمنة.
لقد كلفني ذلك كل شيء لكن هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لسيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأرجو من حضرته التفضل علي بقبول هذا القليل .
– المنبر : وبعد ذلك جرى اعتقالكم ؟
– نعم ولكن – ولله الحمد – أفرجوا عني بعد ثلاثة أشهر .
– المنبر : وماذا عن تصديك لإقامة مجالس الإمام الحسين (عليه السلام) .. لقد شبهوا ذلك بإعدادك لانقلاب ؟
- إن بني أمية لعائن الله عليهم أسسوا في بلادنا مصر أن يوم عاشوراء يوم عيد وكذبوا على رسول الله (ص) في ذلك أكاذيب من قبيل الدعوة إلى الإطعام في هذا اليوم والاكتحال ولبس الجديد والغسل والصيام وزعموا بكذبهم أن هذا اليوم كان يوم السعادة على جميع الأنبياء فإن لله وإنا إليه راجعون .
لقد كنت أنظر إلى هذا الهراء الذي يضحك الثكلى ويؤلم قلوبنا في الوقت نفسه ، فالعوام ما زالوا يتخذون هذا اليوم عيدًا يوزعون فيه الحلوى ويطلقون عليها بالعامية اسم حلاوة عاشورا وذلك كله لأن العلماء قاتلهم الله – خرست ألسنتهم فكتموا الحق
وما جوا بالباطل فلم يعرف الناس ماذا جرى للحسين صلوات الله عليه وآله يوم عاشوراء وذلك لأن قتل الحسين مدبر من يوم زريبة بني ساعدة ، لقد صرخت وبح صوتي وقلت أيها الناس … كيف لكم أن تحتفلوا وتبتهجوا في يوم قتل فيه ابن رسول الله وقرة عينه ؟ وبدأت أقيم مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) فكنا نجلس أيام محرم على شرفته (صلوات الله عليه) ونتذاكر سيرته العطرة ورزيته المفجعة وكنا نبكي طوال الليل حتى يطلع الفجر ولما فعلت ذلك ولبست السواد وجلسنا عند مقام ( مسجد الإمام الحسين عليه السلام ) خافوا أن تنقلب مصر ففعلوا بي ما فعلوا ولله الأمر من قبل ومن بعد .
– المنبر : ألهذه الدرجة يخيفهم ذكر الحسين ؟
– ألم يرعب ذكره صلوات الله عليه الظلمة والطواغيت على مر العصور ؟
-المنبر : في هذا الإطار ..ما هي نظرتكم للشعائر الحسينية ؟
– إنها عبادات كالجمعة والجماعات والبكاء فيها على الحسين (عليه السلام) بصدق ومعرفة وإخلاص أمان من عذاب جهنم يوم القيامة فلا بد من إحياء ذكريات الأئمة في مواليدهم ووفياتهم لأنهم الأحباب وهل يمكن لعاقل أن يعيش بدون ذكر حبيبه وكما يقول الشاعر :
كرر على سمعي حديث أحبتي = فبذكرهم تتنزل الرحمات
وحضر مجالسهم تنل الرضى = وقبورهم زرها إذا ماتوا
إني لأعجب على من يعترض على إحياء ذكريات آل البيت … والله إنه لأمر عجيب في هذه الأمة ! لم يكتفوا بقتلهم وتشريدهم ومطاردتهم وسمهم وذبحهم بل ويحاولون أن يُنسوا الخلقَ ذكرَهم وينسفوا مجالسهم ، فأي أمة هذه ؟
إن النصارى يلتمسون آثار السيد المسيح (عليه السلام) ويقيمون الكنائس ويحيون مولده وتحتفل الدنيا معهم، واليهود يقفون عند حائط المبكى يبكون على الهيكل ، بل قال قائلهم : لو ترك موسى لنا ولدا لعبدناه من دون الله
وهؤلاء يعترضون علينا حين نبكي إمامنا الحسين ونندبه والله لا أدري من أي جنس هؤلاء ؟ هم قطعا ليسوا من البشر ولا من الأنعام لأن الأنعام بكت على الحسين بل بكاه البشر والوبر صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه والمعصومين من ولده.
لقد كلفني إعلان الولاية كل شيء .. لكن هذا أقل الواجب الذي أقدمه لأمير المؤمنين عليه السلام .
***
اكتشفت أنهم بعد وفاة النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) انقضوا عليه واغتصبوا مقام أخيه بمسرحية قذرة في زريبة بني ساعدة ؟
***
كيف يطلبون مني أن أمتنع عن لعن أعداء أهل البيت ؟ ألا لعنة الله عليهم أجمعين .
– المنبر : فما واجب الأمة تجاه أهل البيت عليهم السلام ؟
– واجب الأمة تجاه آل البيت أمر ثقيل ، فلا بد من اعتقاد العصمة التامة والكمال المطلق والجنة الخاصة والاعتقاد بالإمامة الإلهية والحجية البالغة الربانية وقبل كل ذلك البراءة من الأعداء الملاعين عليهم لعنة الله في كل نفس وحين وحين ملئ السماوات والأرضين. !
-المنبر : نلاحظ أن لهجتكم حادة كثيرا تجاه أعداء أهل البيت عليهم السلام !
-إنهم يستحقون أكثر من ذلك فقد شاء الله أن كل أمة عادت وكالت له وآذته ولكن ما أوذي نبي مثل ما أوذي نبينا في نفسه وآل بيته فقد دبرت له صلوات الله عليه وآله أربعون مؤامرة لقتله ، ونجاه الله ثم ظلموه في أخيه أمير المؤمنين في حياته تكرارًا واتهموه بأنه سد أبوابهم وترك باب أخيه وأخرجهم من المسجد وترك أخاه وفي كل مرة يدفع الله أعلام آل البيت وينبه بمقامهم ففي يوم المباهلة اجتمعوا ولقد لبسوا الجديد ومعهم نساؤهم وأبناؤهم ولكن النبيَّ (صلی الله علیه و آله و سلم) قال :” أين علي ؟ ادعوا لي حسنًا وحسينًا وفاطمة ” ذلك لأن هؤلاء هم أهل الطهر وخاصة الخلق وأحباب الحق هذا في حياة النبي أما بعد وفاته فإنهم قد انقضوا عليه في آل بيته فأول ما قاموا به أن اغتصبوا مقام أخيه أمير المؤمنين الذي أقامه الله فيه وأخذوا الخلافة بمسرحية قذرة أقاموها في زريبة بني ساعدة ! ثم انقضوا على الزهراء قرة عين المصطفى وفلذة كبده فاغتصبوا حقها وميراثها وآذوها وشتموها في ملئهم وأحرقوا دارها وكسروا الباب على ضلعها وأسقطوا جنينها وجرى ما جرى عليها !! وغضبت الزهراء وعند غضبها يغضب الله ومن يغضب الله عليه يستحق اللعن الدائم فلعن الله من آذى النبي فيها ، بأبي هي وأمي ماتت شهيدة .. ( بكى الشيخ ولم يكمل ) .
-قد جعلوا في مصر عاشوراء عيدا ! لقد صرخت وبح صوتي وقلت : كيف تبتهجون في يوم قتل فيه ابن رسول الله ؟!!
**
–المنبر : ماذا عن الصحابة ، ما هي النظرة المتوازنة التي ينبغي للمسلم أن ينظر بها إليهم ؟
-الصحابة كلمة مبتدعة لم يرد بها القرآن ولم يرد بها حديث ثابت عن النبي (ص) بل وردت في حديث مكذوب هو ” أصحابي كالنجوم ” وإنما الحديث الصحيح ” أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ” لأن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم مقامهم واحد وعقيدتهم واحدة وفقههم واحد وهدايتهم واحدة إذا هم صراط الله المستقيم .
من هم هؤلاء الصحابة ؟! أهم الجهلة الذين كانوا يلجئون إلى أمير المؤمنين في كل معضلة تشهد على جهلهم وها هي كتبهم مشحونة ” اللهم لا تبقني في قوم ليس فيهم أبو الحسن .. لولا علي لهلك عمر .. كل الناس أفقه منك حتى .. ” !
إن الذين يقولون بأن الصحابة عدول فإني مستعد لمناقشة جميع علمائهم على قنوات التلفزيون وفي مختلف وسائل الإعلام وليأتوا بما لديهم لآت بما عندي وقبل أن يأتوا إلي فليقرؤوا سورة التوبة والمائدة والمنافقون وليعدوا كم من الصحابة آذى النبي بالقول والفعل وكم منهم تبع هواه وليقرؤوا التاريخ بدقة ليجدوا المخازي العظام !
-المنبر : ما قولكم في الحقيقة المحمدية ؟
-نعم نؤمن بالحقيقة المحمدية اللطيفة الربانية سر أسرار الله في الأكوان الدنيوية والأخروية . فإن الحقيقة المحمدية هي أعلى الحقائق ونحن نؤمن بها ونسأل الله تعالى أن يثيبنا عليها ويتوفنا على ذلك .
-المنبر : ماذا عن التشيع في مصر ؟
– شعب مصر بطبيعته يحب آل البيت إلا عناصر الوهابية الخبيثة الذي يعتقدون أن زيارة الحسين موجبة لدخول النار كما يقولون ذلك على منابرهم ! ولكن ينقص شعب مصر المعرفة والوعي فلو عرفوا آل البيت حقيقة لتعبدوا بهم ولو عرفوا أعداءهم لتبرءوا منهم ولعنوهم والله قادر أن يكشف الغمة حتى يفيق الشعب ويعرف وفي مصر مقام بني باسم الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وحقيقة الأمر أن الحسين مقامه معروف أينما ذكر…
–المنبر : ماذا عن صولاتكم وجولاتكم في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ؟
– صولاتي وجولاتي كثيرة ويصعب شرحها كلها فجميع محافظات مصر ما عدا الغردقة والبحر الأحمر كانت لي فيها لقاءات وندوات عن ميلاد النبي وأمير المؤمنين عليهما السلام أما خارج مصر فعلى مدى ست سنوات كنت أقضي شهر رمضان في أبو ظبي وكانت دروسي وخطب الجمعة ألقيها من مسجد بلال وكانت تنقل على التلفزيون وذات مرة استدعاني سمو الشيخ زايد رئيس البلاد في قصره ورحب بي وأعلمني إعجابه الشديد بندوة تلفزيونية تحدثت فيها عن فضائل سادتي آل البيت مع مجموعة من علماء مصر وسورية كما كانت لي مناقشات ومناظرات مع علماء الوهابية في ساحة المسجد الحرام وفي منى وذهبت إلى المانيا وبريطانيا وكندا وأمريكا وحضرت مؤتمرات وندوات كثيرة في تلك البلدان .
-المنبر : فما هي رسالتكم وكلمتكم الأخيرة التي توجهونها إلى المسلمين ؟
– الرسالة التي أوجهها إلى المسلمين هي أن يتمسكوا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة الطاهرين أهل الطهارة والنزاهة والعصمة وأهل العلم والحلم والحكمة وفصل الخطاب وأن يتبرءوا من كل أعداء النبي وأعداء آل بيته وأن يستعملوا العقول ويتفكروا ويتدبروا فإن الله لم يميزنا عن الحيوانات إلا بالعقل والفهم وليسأل كل واحد نفسه هل يمكن للأعمى أن يقود الأعمى ؟ هل يمكن للناقص أن يكمل الناقص ؟ هل يمكن للعاصي أن يأخذ بيد العاصي ؟ هل يمكن للنجس أن يطهر النجس ؟ لا والله بل لا بد من بصير خبير طاهر معصوم حتى يأخذ بأيدينا وليس ذلك إلا في أئمة آل البيت المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين اللهم عجل فرجنا بإمامنا حتى يخرج لنا كالبدر الساطع فيحل السلام والأمان ويزول الظلام والزور والبهتان . اللهم آمين .
المصدر: الوكالة الشيعية للأنباء
مراجعة وتدقيق: (الحكمة)