الحكمة – متابعة: هل تشعر بأنك تعمل أكثر من طاقتك؟ وبأنك غارق في تفاصيل العمل؟ وهل تشعر بأنك حزين؟ لقد أصبحت مثل هذه الأمور شائعة في أيامنا، مما جعل الناس يحجمون عن العمل بسببها، وإلى حد يصعب معه أن نتذكر ما يعنيه بالضبط الشعور بالوضع الطبيعي.
على الرغم من الوتيرة السريعة لمجالات العمل في الزمن الحاضر، هناك وسائل لاستعادة زمام الأمور، والتقليل من الشعور بأنك محاصر. كما يمكن تحقيق مستوى أعلى من السعادة عند إنجاز واجباتك اليومية في العمل، وحياتك الخاصة أيضاً.
وقد تناول العديد من الأشخاص المؤثرين على موقع “لينكد-إن” هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية، ونعرض فيما يلي بعض النصائح التي قدمها اثنان منهم.
جيف هيدن- مالك شركة “بلاك-بيرد ميديا”
يقول هيدن في مقاله على الموقع بعنوان “10 وسائل لتوقف إحساسك بأن العمل فوق طاقتك ويهيمن عليك”: “نجتهد جميعاً لحل مشكلة إيجاد حالة من التوازن الفعّال بين حياتنا المهنية والشخصية. ربما يعود ذلك إلى أننا نتطلع إلى أمور بعيدة عن دواخلنا لنجد الحل فيها: مثل برامج الكمبيوتر، والتطبيقات، والأجهزة، وأنظمة إدارة الوقت، وغيرها من وسائل.”
لذا، ما الذي يمكنك عمله؟ يشير هيدن إلى ما كتبه المؤلف “سكوت إيبلين”، الذي يوصي باتباع 10 طرق لإيقاف الشعور بالانخراط المفرط في العمل والتحكم في حياتك. ومن بين هذه النصائح:
“حدد العنصر المسيطر عليك في الوقت الحاضر وتغلّب عليه” إن أولئك الذين يعيشون دوماً داخل ’اللحظة‘ الراهنة ولا ينظرون أمامهم ليضعوا الخطط سعياً لتحقيق أهدافهم وأحلامهم.”
“اطرح السؤال: ’هل هذا ضروري حقاً؟‘ وتحدى فرضياتك الأساسية فيما يخص عاداتك التي تتبعها. فهل تحتاج حقا لحضور ذلك اللقاء؟ وهل تحتاج لكتابة ذلك التقرير؟ هل تحتاج إلى الرد على تلك الرسالة الإلكترونية؟”
ويضيف هيدن: “في أحوال كثيرة، لا داعي للقيام بتلك المهام، لكنك تنجزها لأنك اعتدت على القيام بها دوماً. عليك أن تلغي أكبر عدد ممكن من تلك المهام التي تبدو لطيفة بالنسبة لك. وعندما تقوم بذلك، سيُتاح لك وقت أكثر وسيمكنك الاستفادة من ذلك الوقت لتكون أكثر فعالية في أمور لها أهميتها الحقيقية.”
ويتابع: “ضع أكثر الواجبات أهمية في المقدمة. ما هي أولوياتك للشهر القادم؟ وللأسبوع القادم؟ ولليوم؟ عليك أن تحددها، وأن تقوم بذلك أولاً بأول. لِمَ تُرهق نفسك بواجبات أقل أهمية عندما تكون الواجبات القيّمة حقاً هي تلك التي تخلقها أنت بنفسك – سواء كانت لشركتك وعملك، أو لحياتك الخاصة؟”
“امنح نفسك وقتا لمعرفة أفكار عقلك الباطن: هذا هو مفتاح الحل لاتخاذ قرارات ذكية عندما تواجه مشاكل معقدة،” مثلما كتب هيدن في مقاله.
ويضيف: “تُظهر الأبحاث أن الناس يميلون إلى اتخاذ أحسن قراراتهم عندما تتوفر لهم فرصة لمراجعة المعطيات والبيانات والوقائع، ثم تركيز أفكارهم على شيء آخر لبعض الوقت. تمشى قليلاً على سبيل المثال، او قم بعمل روتيني لا يحتاج إلى تركيز، أو مارس بعض التمارين الرياضية. أي شيء يتولى فيه جسدك القيادة ويأخذ عقلك فيه بعض الراحة. ستندهش من الحلول التي تحلم بها عندما لا تحاول أن تكون فيها مبدعاً.”
“ضع لنفسك حدوداً: لا يمكن لأحد أن يعمل سبعة أيام في الأسبوع. مع ذلك، قد تشعر بتلك القدرة –لأنك تدع المجال لنفسك. ضع حدوداً لا تتجاوزها: الوقت الذي ستتوقف فيه عن العمل، وأوقات محددة ستقضيها مع عائلتك، وأوقات محددة لا تردّ فيها على المكالمات القادمة، وغير ذلك. ثم عليك أن تُخبر الجميع بالحدود التي رسمتها لنفسك. لن يقدّر الآخرون ويحترموا أوقاتك وحدودك التي وضعتها لنفسك ما لم تحترم ما حدّدوه لأنفسهم،” ما يقول هيدن.
ما تعريف السعادة بالضبط؟ وهل تستطيع تحقيق السعادة عندما تكون حياتك، المهنية والعائلية مليئة بالضغوط؟ تقول “كابالليرو” في مقالها الذي يحمل عنوان “لا تكمن السعادة في الحصول على كل ما تريد”: “أعتقد أن السعادة هي نمط حياة، وهي أمرٌ تمارسه يوماً بعد يوم. فأن تعيش حياتك على أفضل ما يمكن ليس أمراً بذلك التعقيد، إنه أبسط مما تتصور.”
وتقدم “كابالليرو” في هذا الإطار ثلاث نصائح للعيش السعيد (الذي يوازن بين العمل والحياة الخاصة).
“عليك أن تعتني بجسدك: وعليك أن تدرك طبيعة ما تأكله وتشربه. وتعلّم كيف تنصت لما يعبر عنه جسدك. وتأكد من تناولك أطعمة تسهم في منحك الصحة البدنية والعقلية والوجدانية.”
“أسس علاقات هادفة: فمن المفيد للغاية أن تطور ثلاثة أنواع من العلاقات الرئيسية؛ واحدة مع شخص يكبرك وذو حكمة أكثر منك، وعلاقة صداقة مع شخص في مستوى عمرك لتتواصل معه، وأن تجد مرشداً لك يكون أصغر منك ليعطيك وجهات نظر جديدة. ستوفر لك إقامة هذه الأنواع الثلاث من العلاقات نظاما سليما للدعم.”
“عبر عن امتنانك للآخرين: التعبير عن الامتنان له تأثير إيجابي على النفس وعلى حياتك، إضافة إلى تأثيراته على الأشخاص من حولك. فإقرارك بالفضل يساعد في التغلب على الصعاب والتحديات. كما أن التفكير الإيجابي الناتج عن خلق وسلوك الامتنان قد أثبت فوائده للصحة، مثل خفض مستويات القلق والتوتر.”