فضائل وأعمال أوّلُ ليلةِ جُمُعةٍ من شهر رجب (ليلة الرغائب)

474
 قال رسولنا الكريم (ص) :"لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّها ليلةٌ تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب"

قال رسولنا الكريم (ص) :”لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّها ليلةٌ تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب”

شهرُ رجب الأصبّ من الأشهر المتناهية الشرف والبركة، وقد تواترت الأخبارُ الواردة عن الأئمّة الطاهرين المعصومين(صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين) في جلالة قدره ولزوم احترامه، فإنّه شهرٌ عظيم البركة والأحاديث في فضله كثيرة، ورُوي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (إنّ رجب شهرُ الله العظيم لا يقاربه شهرٌ من الشهور حرمةً وفضلاً، والقتال مع الكفار فيه حرام، ألا إنّ رجب شهرُ اللهُ، وشعبانَ شهري، ورمضان شهرُ أمّتي. ألا فمن صام من رجب يوماً استوجب رضوان الله الأكبر، وابتعد عنه غضبُ الله وأُغلق عنه بابٌ من أبواب النار).

وعن أبي عبدالله الصادق(صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): رجب شهر الاستغفار لاُمَّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنّه غفور رحيم. ويسمّى رجب الأصبّ لأنّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّاً، فاستكثروا من قول: “أَسْتَغْفِرُ الله وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَة”).

وورد ذكرُ الكثير من الأعمال التي يُستحبّ الإتيان بها فيه ودأب عليها المؤمنون، ومنها أنّ أوّل ليلةٍ من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرّغائب، والتي أوصانا بها الرسول الكريم(صلّى الله عليه وآله) حين قال في ذكر فضل شهر رجب: (لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة منه، فإنّها ليلةٌ تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك أنّه إذا مضى ثلث الليل لم يبقَ ملكٌ في السماوات والأرض إلّا يجتمعون في الكعبة وحواليها، ويطّلع الله عليهم اطّلاعة فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربّنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوّام رجب، فيقول الله تبارك وتعالى: فعلت ذلك).

وفيها كذلك عملٌ مأثورٌ عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وذو فضل كثير وهي صلاة ليلة الرغائب، ومن فضلها أن تُغفر لمن صلّاها ذنوبٌ كثيرة، وأنّه إذا كانت أوّل ليلة نزوله الى قبره بعَث الله اليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجهٍ طلقٍ ولسانٍ ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشرْ فقد نجوتَ مِن كلّ شدّة، فيقول: مَنْ أنت فما رأيتُ أحسن وجهاً منك، ولا سمعتُ كلاماً أحلى من كلامك، ولا شممتُ رائحةً أطيب من رائحتك؟ فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصّلاة التي صلّيتَها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئتُ اللّيلة لأقضي حقّك، وآنس وحدتك، وأرفع عنك وحشتك، فإذا نُفِخَ في الصُّور ظلّلتُ في عرصة القيامة على رأسِك، فافرح فإنّك لن تعدم الخير أبداً.

وَصِفَةُ هـذه الصّلاة وكيفيّتها أن يصوم أوّل خميسٍ من رجب ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة ويقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وَسورة القدر (إنّا أَنْزَلْناهُ) ثلاث مرّات والتوحيد (قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ) اثنتي عشرة مرّة، فإذا فرغ من صَلاته قال سبعين مرّة: (اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلى آلِهِ)، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: (سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ)، ثمّ يسأل حاجته فإنّها تُقضى إن شاء الله.

 ض ح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*