احمد رزج تصنف الحرب النفسية، على إنها من أخطر الأسلحة التي غالبا ما تستخدم في الحروب، ولذلك لتأثيرها بصورة كبيرة وجوهرية على نتائج الحرب وتحديد المنتصر فيها والخاسر.
وكثيرة هي المعارك التي حسمت ولم تطلق فيها رصاصة واحدة، وما حصل في الموصل وسيطرة عصابات داعش الإرهابية على المدينة وانهيار قوى الجيش وانسحابهم منها دون حدوث معركة حقيقية، هو خير دليل على إن الإشاعة والحرب النفسية قد تحسم المعركة قبل بدايتها أحيانا.
ولهذا نجد إن الدول المتقدمة تنشئ مراكز بحثية متخصصة في الحرب النفسية وكيفية بث الإشاعة وأدوات الترويج لها، أو كيفية مواجهة الإشاعة المضادة وصدها.
لكننا نحن في العراق، مع الأسف لا زلنا نفتقد لأبسط مستلزمات مواجهة الإشاعة والرد عليها وعدم السماح لها بالتأثير على معنويات المواطن البسيط أو المقاتل في الجبهة.
ليصل الأمر لدى البعض إن يتحول من حيث يعلم أو لا يعلم إلى عميل يقدم أفضل الخدمات للعدو، بسبب جهله في كيفية مواجهة الإشاعة المضادة والرد عليها، بحيث إننا نكون أحيانا عبارة عن منابر إضافية للترويج لهذه الإشاعات وزيادة مساحة انتشارها وتأثيرها على العامل النفسي للمجتمع والفرد.
والأمثلة على ذلك كثيرة وعديدة، ومنها ما حصل قبل فترة من لغط كبير وقيل وقال حول قصة مجزرة ناظم التقسيم في الانبار والحديث عن استشهاد 140 جندي، فخلال اقل من 24 ساعة فقط أصبح هذا الخبر حديث الشارع العراقي وخلال يوم واحد انهارت المعنويات وأصبح شعور لدى الكثير بان الموازين قد انقلبت وبعدما كانت داعش مطاردة وفاقدة لعنصر المبادرة، تحولت هذه العصابات الإجرامية (وبسبب إشاعة دبرت بليل) من الدفاع للهجوم وإنها هي من تحدد مكان وزمان المعركة وطبيعتها.
ولهذا فأننا اليوم مطالبون بان نكون أكثر حذرا في التعامل مع أي معلومة تصل لنا، لأنها قد تكون إشاعة المطلوب منا بثها والترويج لها ليتحقق هدف داعش منها بحصول انهيار نفسي داخل الجبهة الداخلية وبالتالي قد يصل هذا الانهيار إلى المقاتل في الخطوط الأمامية، وعند ذلك يكون من ساعد داعش على الترويج لهذه الإشاعات (عميلا داعشيا وبامتياز).