كيف تتكون إفرازات العين لدينا؟

جيسن جين غولدمان
الحكمة – متابعة: تمتلئ أعيننا بمادة لزجة أثناء النوم، فما هي؟ يحاول “جيسن غولدمان” في هذا التقرير كشف النقاب عن هذه المادة، إذ أن وظيفتها أهمّ بكثير مما نتصور.
أول شيء أقوم به عندما أستيقظ صباح كل يوم هو إلقاء نظرة على القائمة الطويلة من الرسائل التي تراكمت في هاتفي المحمول وأنا نائم دون أن أسمعها، والأمر الثاني الذي أقوم به هو أن أزيل المادة اللزجة التي تراكمت في زوايا عيني طوال الليل. أيا كان اسمها، مخاط العينين، رمل الخ، فإنك تعرف تماماً ما أعنيه. كنت دوما أتساءل عن مكوناتها وكيف تشكلت، ولذا سعيت لاستقصاء الأمر.
تبدأ المسألة كلها من الدموع –وبتعبير أدقّ، غشاء الدموع الذي يغطي العينين. عيون الثدييات التي تعيش على سطح الأرض، سواء كانت لوجوه البشر أو الكلاب أو القنافذ أو الفيلة مغطاة جميعها بغشاء للدموع من ثلاث طبقات تسمح للعين القيام بوظيفتها على أحسن ما يرام. (تختلف وظيفة الدموع في الثدييات البحرية مثل حوت الدولفين وأسد البحر.)
تسمى الطبقة الملاصقة للعين “الكنان السكّري”، والتي تتألف معظمها من مادة مخاطية. تغطي هذه الطبقة القرنية وتجذب إليها الماء، مما يتيح انتشاراً متساوياً للطبقة الثانية: وهي محلول الدمع الذي يتكون في الأساس من الماء. ربما لا يتجاوز سمكها أربعة ميكرومتر فقط، وهو يعادل تقريبا سمك خيط رفيع من حرير العنكبوت، إلا أن هذه الطبقة مهمة جداً، إذ أنها تحافظ على زيوت العين وتقي من الالتهابات المحتملة. وأخيراً، هناك طبقة خارجية تتألف من مادة دهنية تسمى “ميبيوم”، والتي تتكون من شحوم كالأحماض الدهنية والكوليسترول.
تطورت مادة “ميبيوم” هذه لتلائم تماما جسم الثدييات، وعند درجات الحرارة الطبيعية للجسم البشري، تصبح هذه المادة سائلا دهنيا شفافا. وإذا انخفضت حرارة الجسم لدرجة واحدة فقط، فإنها تتحول إلى مادة صلبة شمعية بيضاء اللون، مادة العين اللزجة المألوفة لدينا.
تتشكل رقائق كبيرة من هذه المادة الصلبة خلال النوم لسببين. أولهما هو أن حرارة الجسم تنخفض قليلاً خلال الليل بشكل عام. ولذا، فإن بعضاً من مادة “ميبيوم” يبرد بما يكفي ليتحول من حالته السائلة إلى حالته الصلبة.
