العاشر من رمضان.. وفاة خديجة بنت خويلد(رضي الله عنها)

470
ذكرى وفاة الصديقة الطاهرة خديجة الكبرى سلام الله عليه
ذكرى وفاة الصديقة الطاهرة خديجة الكبرى سلام الله عليه

خديجة بنت خويلد(رضي الله عنها)

قرابتها بالمعصوم

زوجة محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأُمّ السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وجدّة الإمامينِ الحسن والحسين(عليهما السلام).

اسمها ونسبها

أُمّ المؤمنين، السيّدة خديجة بنت خويلد بن أسد.

أُمّها

فاطمة بنت زائدة بن الأصم.

ولادتها

ولدت حوالي عام 68 قبل الهجرة، أي قبل ولادة النبي(صلى الله عليه وآله) بـ 15 عاماً، ومن المحتمل أنّها ولدت في مكّة باعتبارها مكّية.

زواجها

تزوّجت(رضي الله عنها) من رسول الله(صلى الله عليه وآله) في 10 ربيع الأوّل، وكانت في عمر الأربعين، وكان عمره(صلى الله عليه وآله) خمس وعشرين عاماً، ولم يتزوّج غيرها في حياتها حتّى تُوفّيت(رضي الله عنها).

من أولادها

اختلفت الأقوال في عدد أولادها من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولكن من المسلّم أنّ القاسم والسيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) منها، والقاسم قد تُوفّي في حياة النبي(صلى الله عليه وآله)، وبه يُكنّى.

إسلامها

كانت(رضي الله عنها) أوّل امرأة آمنت بالدين الإسلامي، فقد ورد عن ابن شهاب أنّه قال: «بلغنا أنّ خديجة بنت خويلد زوج النبي(صلى الله عليه وآله) كانت أوّل مَن آمن بالله ورسوله»(1).

من صفاتها

كانت(رضي الله عنها) امرأة حازمة لبيبة شريفة، ومن أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً، وقد آزرت زوجها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أيّام المحنة، فخفّف الله تعالى عنه بها.

وكان(صلى الله عليه وآله) لا يسمع شيئاً يكرهه من مشركي مكّة من الردّ والتكذيب إلّا خفّفته عنه وهوّنته، وبقيت هكذا تسانده حتّى آخر لحظة من حياتها.

مكانتها وفضلها

لها(رضي الله عنها) مكانة ومنزلة عالية عند الله تعالى، حتّى إنّ جبرائيل(عليه السلام) أتى إلى النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها عزّ وجل ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نَصَب»(2).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وابنة مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد»(3).

وقال(صلى الله عليه وآله): «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلّا مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد»(4).

إنفاقها

قد أنفقت(رضي الله عنها) أموالها في أيّام تعرّض المسلمين للاضطهاد والحصار الاقتصادي الذي فرضه مشركو مكّة، حتّى أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) قال: «ما نفعني مال قطّ مثل ما نفعني مال خديجة»(5)، وكان(صلى الله عليه وآله) يفكّ من مالها الغارم والأسير، ويعطي الضعيف، ومَن لا والد له ولا ولد، والعيال والثقل.

حبّ النبي(صلى الله عليه وآله) لها

كان(صلى الله عليه وآله) يحبّها حبّاً كثيراً، ويكفينا شاهداً على ذلك قول عائشة: «ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبي‏(صلى الله عليه وآله) ما غِرتُ على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبي‏(صلى الله عليه وآله) يُكثر ذكرها، وربّما ذبح ‏الشاة ثمّ يقطّعها أعضاءً ثمّ يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا إلّا خديجة! فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها الأولاد»(6).

وقالت أيضاً: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرة إلى أن قلت: قد عوّضك الله من كبيرة السن.

قالت: فرأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) غضب غضباً سقط في جلدي، فقلت في نفسي: اللّهم إنّك إن أذهبت عنّي غضب رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم أذكرها بسوء ما بقيت، فلمّا رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي قد لقيت، قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورزُقت منّي الولد إذ حرمتيه منّي»(7).

وفي رواية قالت: «أغضبتُه يوماً فقال:(صلى الله عليه وآله): إنّي رُزِقتُ حُبّها»(8).

وفاتها

تُوفّيت(رضي الله عنها) في 10 شهر رمضان 10 للبعثة النبوية الشريفة في شعب أبي طالب بمكّة المكرّمة، ودُفنت في مقبرة الحجون بمكّة المكرّمة.

وصيّتها لرسول الله‏(صلى الله عليه وآله)

لمّا اشتدّ مرضها(رضي الله عنها) قالت: «يا رسول الله‏ اسمع وصاياي:

أوّلاً: إنّي قاصرة في حقّك فاعفني يا رسول الله. قال‏(صلى الله عليه وآله): حاشا وكلّا، ما رأيت منكِ تقصيراً، فقد بلغتِ بجهدك، وتعبت في داري غاية التعب، ولقد بذلت أموالكِ وصرفت في سبيل الله مالَكِ.

ثانياً: أوصيك بهذه ـ وأشارت إلى فاطمة ـ فإنّها يتيمة غريبة من بعدي، فلا يؤذينها أحد من نساء قريش، ولا يلطمنّ خدّها، ولا يصيحنّ في وجهها، ولا يرينّها مكروهاً.

ثالثاً: إنّي خائفة من القبر، أُريد منك رداءك الذي تلبسه حين ‏نزول الوحي تكفّنني فيه. فقام النبي(صلى الله عليه وآله) وسلّم الرداء إليها، فسرّت به سروراً عظيماً، فلمّا تُوفّيت خديجة أخذ رسول الله‏(صلى الله عليه وآله) في تجهيزها وغسّلها وحنّطها، فلمّا أراد أن يكفّنها هبط الأمين جبرائيل وقال: يا رسول الله، إنّ الله يقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام ويقول لك: يا محمّد إنّ كفن خديجة من عندنا، فإنّها بذلت مالها في سبيلنا.

فجاء جبرائيل بكفن وقال: يا رسول الله، هذا كفن خديجة، وهو من أكفان الجنّة أهداه الله إليها. فكفّنها رسول الله‏(صلى الله عليه وآله) بردائه الشريف أوّلاً، وبما جاء به جبرائيل ثانياً، فكان لها كفنان: كفن من الله، وكفن من رسوله»(9).

ـــــــــــــــــــــ

1. المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي 8/328 ح28.

2. صحيح مسلم 7/133.

3. الاستيعاب 4/1821.

4. تفسير جامع البيان 3/358.

5. الأمالي للطوسي: 468.

6. صحيح البخاري 4/231.

7. المعجم الكبير 23/13.

8. صحيح ابن حبّان 15/467.

9. شجرة طوبى 2/234.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*