لعن الله “داعش” ومن يقف وراءه في شرق الأرض وغربها، الذي استهدف بجرائمه المساجد في دولنا المسلمة وكأننا عدوها الرئيس.
هل ما يقوم به “داعش” نوع من الحرب النفسية ضد الشعوب العربية؟ فكلنا نشاهد الضحايا، وقبل سقوطهم قتلى وهم في أمان وطمأنينة، وبعد لحظات يصبحون أشلاء مقطعة جراء هذه الأعمال الخارجة على الدين والقيم الإسلامية والإنسانية.
هل هذه التنظيمات الغامضة التي لا نعرف من يقف وراءها تقوم بإدارة التوحش، وهدفها خلق القلق لدى الإنسان البسيط؟ وأنا هنا أتحدث عما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الحوادث التي لا أعرف حقيقتها، ولكنها تميل إلى روح النكتة لما يحصل في بعض المساجد في مجتمعاتنا بعد حوادث “داعش” الأخيرة، إذ تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً من جنوب المملكة، عندما هرب المصلون، وأولهم الإمام، حين أغلقت الريح باب المسجد بقوة! هذا شعور طبيعي في ظل استهداف هؤلاء المجرمين دور العبادة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نحن – ولاسيما في الخليج – مجتمعات مسالمة لم نتعود على مثل هذه الأجواء المتوترة، فهل يهدف “داعش” إلى تخويف المسلمين المسالمين من ارتياد المساجد؟ أي كذب هذا الذي يدعيه “داعش”.
في حادثة لا تبتعد كثيراً عن ذلك، ما قامت به السلطات التونسية بإغلاق 80 مسجداً بعد حادثة استهداف السياح الأجانب في أحد الفنادق في منطقة سوسة، ووصلتني رسالة عبر “واتساب” ببدء تركيب أجهزة أمنية لتفتيش المصلين في بعض مساجد الإمارات، وأنا لا أستغرب أن تعمم هذه الإجراءات في كل المساجد في كل الدول العربية.
“داعش” بإرهابه المجتمعات العربية، ولاسيما المساجد، سينفع الشركات الغربية المصنعة لأجهزة الرقابة والأمن، فهل “داعش” متواطئ مع تلك الشركات لزيادة أرباحها على حسابنا، وعمولتنا – نحن شعوب المنطقة – هي دماؤنا؟
الحادثة التي وقعت في إحدى أسواق شمال العاصمة الرياض، عندما تم القبض على عامل أجنبي وهو يرتدي زياً نسائياً، ويبدو أن غرضه من تلك الحركة هو السرقة أو التسول، وتم القبض عليه من الأجهزة الأمنية، ويبدو أن ذلك العامل لا يعرف ما يجري في منطقتنا وأن هناك تنظيماً يسمى “داعش”، يلبس بعض أفراده لباساً نسائياً في محاولات للتمويه؛ للوصول إلى المناطق التي يريدون تفجيرها، كما حدث في مسجد العنود بالدمام. المهم انتشر خبر وجود رجل بزي نسائي في تلك السوق، وأطلق المتسوقون أرجلهم للريح، ويا روح ما بعدك روح، والغريب ومن خلال المقاطع التي شاهدتها أن حبيبنا الجوال كان حاضراً وبقوة في المشهد، إذ صور بعضهم الحشود وهي تعدو هاربة من السوق، وبعضهم فقد هاتفه في ذلك المشهد وهو بين متردد بالبحث عنه أو النجاة بنفسه أو نفسها. هذه صورة لما تريد هذه الجماعة الإرهابية أن نكون عليه؛ حال من عدم الطمأنينة في أوجه حياتنا، وعلينا ألا ننخدع وننجر إلى ما يسعون إليه، فسنظل نذهب إلى مدارسنا وأسواقنا ومساجدنا وملاعبنا الرياضية، فهذه سحابة عابرة لا تمنعنا من حياتنا، ونحن على ثقة بأجهزتنا الأمنية، التي هي مستهدفة كذلك، وخير مثال على يقظتها ما قامت به من عملية استباقية في مدينة الطائف قبل أيام، بالقضاء على أفراد من ذلك التنظيم.
باعتقادي، أن من المهم والواجب أن يكون المواطن في صف واحد مع رجال الأمن في التبليغ عن أي دليل قد يكون له علاقة بهذه التنظيمات.
*إعلامي وكاتب صحفي سعودي في جريدة الحياة. حاصل علي ماجستير في الصحافة من جامعة مارشال في ولاية غرب فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية .