توقعات بتغيير مسار الحرب ضد “داعش” في العراق بعد دخول “إف 16” الخدمة

340
مقاتلة من نوع {اف 16} («الشرق الأوسط»)
مقاتلة من نوع {اف 16} («الشرق الأوسط»)

الحكمة – متابعة: في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية عن انتهاء تدريب الطيارين والفنيين على طائرات “إف 16” الأميركية الصنع فقد وصلت أربع طائرات منها إلى البرتغال أمس في طريقها إلى العراق.

وقال المتحدث باسم الوزارة العميد يحيى رسول في تصريح إن “تدريب الطيارين والفنيين على طائرات (إف 16) انتهى”، مضيفا أنه تم “إنجاز البنى التحتية للقاعدة التي سوف تستقبل الطائرات”، مشيرا إلى أنها “ستصل إلى البلاد على شكل وجبات”. وبشأن الأنباء التي أفادت بأن الطائرات ستصل إلى قواعد في الأردن وليس العراق، تابع رسول أن “الطائرات ستكون في العراق ووزير الدفاع خالد العبيدي أكد ذلك سابقا”.

وكانت بغداد قد أبرمت عقدا لشراء 36 طائرة من المقاتلات التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، لكن الشحنات الأولى التي كان من المقرر إرسالها إلى قاعدة بلد الجوية في العراق تأخرت بسبب مخاوف أمنية بعد أن اجتاح داعش مساحات من العراق.

في سياق ذلك، أكد الخبير الأمني معتز محيي الدين، مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ”الشرق الأوسط” أنه “رغم أن التأكيدات الرسمية تشير إلى أن هذه الطائرات الأربع سوف تصل إلى قاعدة بلد الجوية شمال بغداد لكن لا تزال هناك أنباء أخرى تشير إلى إمكانية أن تكون قاعدة الحبانية غرب بغداد هي المكان البديل بسبب الأوضاع الأمنية المحيطة بقاعدة بلد بالإضافة إلى وجود رأي آخر مفاده أن قاعدة المفرق الأردنية قرب الحدود العراقية يمكن أن تكون مقرا لهذه الطائرات”.

وردا على سؤال عما إذا كان مسار الحرب ضد “داعش” سيتغير بعد دخول هذه الطائرات إلى الخدمة، قال محيي الدين إن “العراق تعاقد على 36 طائرة ودفعت أثمانها وكان ينبغي أن تصل لكي تحدث نقلة نوعية حقيقية في مسار الحرب لكن وجود أربع طائرات لن يحدث التأثير الذي كان يمكن أن يحصل لو تم تسليم كل الطائرات”، مبينا أن هناك شكوكا في النيات الأميركية على صعيد تسليم العراق ما يحتاجه لاسيما الأسلحة الثقيلة ومنها الطائرات، مبينا أن حادث سقوط الطائرة العراقية مؤخرا في الولايات المتحدة أثناء التدريب أمر تحيطه الشكوك خصوصا لجهة عدم قدرة الطيار على الهبوط الآلي منها أثناء سقوطها لخلل فيها حتى دون الحاجة إلى الضغط على الزر نظرا للتقنيات التي تحملها.

وبين محيي الدين أنه رغم ذلك فإن المواصفات الخاصة لهذه الطائرة على صعيد العمليات العسكرية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فهي طائرات استطلاع وتعرض واستطلاع أرض – جو وأرض – أرض ولديها القابلية على القيام بعمليات قتالية مختلفة ومن مواقع منخفضة جدا وهو ما سيساعد على كشف مخابئ “داعش” إذ إنها أيضا تقوم بعمليات الكشف والتصوير ولديها قابلية التخلص من النيران سواء كانت العدوة أم الصديقة وتحمل صواريخ وحاويات قنابل، مضيفا أن طائرات “أواكس” أميركية ترافقها أثناء الطيران من مواقعها البعيدة لكي تشكل حماية لها.

وعد محيي الدين أن ميزة هذه الطائرة هي في إحداث تدمير حقيقي لمخابئ “داعش” والصواريخ المحمولة على الأكتاف وبالتالي ستساعد كثيرا على تهيئة القوات البرية على التقدم نحو أهدافها.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*