كل عام وأنتم بخير عيد سعيد وفطر مبارك عليكم جميعاً
أعمال ليلة عيد الفطر:
هي من اللّيالي الشّريفة، وقد وردت في فضل العبادة فيها وإحيائها أحاديث كثيرة، وروي أنها لا تقل عن ليلة القدر، ولها عدّة أعمال:
الأوّل: الغُسل إذا غربت الشّمس.
الثّاني: إحياؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد.
الثّالث: أن يقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء وعقيب صلاة العيد: “اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لا إلـهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ،اللهُ أكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ، الْحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا وَلَهُ الشُّكْرُ على ما أوْلانا”.
الرّابع: أن يرفع يديه إلى السّماء إذا فرغ من فريضة المغرب ونافلته، ويقول: “يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، يا ذَا الْجُودِ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّد وَناصِرَهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، وَاغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْب أحْصَيْتَهُ ا وَهُوَ عِنْدَكَ في كِتاب مُبين، ثمّ يسجد ويقول في سجوده مئة مرّة: أتُوبُ إلَى اللهِ”.
الخامس: زيارة الإمام الحسين عليه السلام، فإنّ لها فضلاً عظيماً.
بسندٍ معتبرٍ عن الصادق عليه السلام قال: “من زار قبر الحُسَين عليه السلام ليلة من ثلاث ليالٍ غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان “.
وعنه عليه السلام قال: “من زار الحُسَين بن علي عليه السلام ليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبَّلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخِرة”.
والزيارة هي:
“يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ الله يا بْنَ رَسُولِ الله عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الذَّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جاءَكَ مُسْتَجِيراً بِكَ قاصِداً إِلى حَرَمِكَ مُتَوَجِّها إلى مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلى الله تَعالى بِكَ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ أَأَدْخُلُ يا وَلِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ الله المُحْدِقِينَ بِهذا الحَرَمِ المُقِيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ”.
فإن خشع قلبك ودمعت عينك فادخل وقدم رجلك اليمنى على اليسرى وقل: “بِسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله اللّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكا وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ”.
ثم اعطف على الإمام علي بن الحسين عليه السلام وهو عند رجل الحُسَين عليه السلام، وقل: “السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَة نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي عِشْتَ سَعِيداً وَقُتِلْتَ مَظْلُوما شَهِيداً”.
ثم انحرف إلى قبور الشهداء رضوان الله عليهم وقل: “السَّلامُ عَلَيْكُم أَيُّها الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً”.
ثم امضِ إلى مشهد العباس بن عليٍّ عليه السلام وقف على ضريحه الشريف، وقل: “السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ وَالصِّدّيقُ المُواسِي، أَشْهَدُ أَنَّكَ آمَنْتَ بِالله وَنَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ الله وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ الله وَواسَيْتَ بِنَفْسِكَ، فَعَلَيْكَ مِنَ الله أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلام”.
ثم انكب على القبر، وقل: “بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ناصِرَ دِينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الحُسَيْنِ الصِّدّيقِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، عَلَيْكَ مِنِّي، السَّلامُ ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ”.
ثم صلّ عند رأسه عليه السلام ركعتين وقل ما قلت عند رأس الحُسَين عليه السلام أي ادع بدعاء: “اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ لاِ نَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلاّ لَكَ لأنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامَ، اللّهُمَّ وَهاتانِ الرّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي وإِمامِي الحُسَيْنِ بِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ أَفْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وفِي وَلِيِّكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ”.
ثم ارجع إلى مشهد الحُسَين عليه السلام وأقم عنده ما أحببت إِلاّ أنّه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول: “السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ وَلا سَئِمٍ، فَإِنْ أَنْصَرِفُ فَلا عَنْ مَلالَةٍ وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ الله الصَّابِرِينَ، يا مَوْلايَ لا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ وَرَزَقَنِي العَوْدَ إِلَيْكَ وَالمَقامَ فِي حَرَمِكَ وَالكَوْنَ فِي مَشْهَدِكَ آمِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ “.
ثم قبِّله وأَمِرَّ عليه جميع جسدك فإنّه أمان وحرز، واخرج من عنده القهقرى ولا توله دبرك، وقل: “السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ المَقامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَرِيكَ القُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الخِصامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَة َالنَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّيَ المُقِيمِينَ فِي هذا الحَرَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ”.
وقل: “إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العلِيِّ العَظِيمِ”، ثم انصرف. وقال السيد ابن طاووس ومحمد ابن المشهدي: “فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه”.
السّادس: أن يدعو عشر مرّات بهذا الدّعاء: “يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ”.
السّابع: أن يصلّي عشر ركعات يقرأ في كُل ركعة “فاتحة الكتاب” مرةٍ واحدة و(قُلْ هُوَ الله أحد) عَشر مرات، ويَقول في ركوعه وسجوده عَشر مرات: “سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ”، ويتشهد في كُل ركعتين، ثم يسلم، فإذا فرغ مِن آخر عَشر ركعات وسلم استغفر الله ألف مرةٍ يقول: “أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ”، فإذا فرغ مِن الاستغفار سجد، ويَقول في سجوده: “يا حَي يا قَيُّومُ، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرامِ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالآخرَةِ وَرَحِيمَهُما، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا إِلهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاتِي وَقِيامِي”.
قالَ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم: “والَّذي بعثني بالحق نبّياً إنَّ جبرائيل أخبرني عَن إسرافيل عَن ربّه تبارك وتَعالى أنّه لا يرفَعُ رأسه من السجود حتى يغفر الله لَهُ ويتقبّل مِنهُ شَهر رَمَضان ويتجاوز عَن ذنوبِهِ “.
الثّامن: يصلّي ركعتين، يقرأ في الأولى بعد الحمد “التّوحيد ” ألف مرّة، ويقرؤها في الثّانية مرّة واحدة ويسجد بعد السّلام فيقول: أتُوبُ إلَى اللهِ، ثمّ يقول: “يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا ويسأل حاجته “.
وروي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يصلّيها كما ذكر فإذا رفع رأسه يقول: “والذي نفسي بيده لا يفعلها أحد يسأل الله تعالى شيئاً إلّا أعطاه ولو أتاه من الذّنوب عدد رمل الصّحراء غفر الله له. ووردت التّوحيد في رواية أخرى مئة مرّة عوض الألف مرّة، ولكن على هذه الرّواية يصلّي هذه الصّلاة بعد فريضة المغرب ونافلته.
وقد روى الشّيخ والسّيد بعد هذه الصّلاة هذا الدّعاء:
“يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا رَحْمنُ يا اللهُ، يا رَحيمُ يا اللهُ، يا مَلِكُ يا اللهُ، يا قُدُّوسُ يا اللهُ، يا سَلامُ يا اللهُ، يا مؤْمِنُ يا اللهُ يا مُهَيْمِنُ يا اللهُ، يا عَزيزُ يا اللهُ، يا جَبّارُ يا اللهُ، يا مُتَكَبِّرُ يا اللهُ، يا خالِقُ يا اللهُ، يا بارِئُ يا اللهُ، يا مُصَوِّرُ يا اللهُ، يا عالِمُ يا اللهُ، يا عَظيمُ يا اللهُ، يا عَليمُ يا اللهُ، يا كَريمُ يا اللهُ، يا حَليمُ يا اللهُ، يا حَكيمُ يا اللهُ، يا سَميعُ يا اللهُ، يا بَصيرُ يا اللهُ، يا قَريبُ يا اللهُ، يا مُجيبُ يا اللهُ، يا جَوادُ يا اللهُ، يا ماجِدُ يا اللهُ، يا مِليُّ يا اللهُ، يا وَفِيُّ يا اللهُ، يا مَوْلى يا اللهُ، يا قاضي يا اللهُ، يا سَريعُ يا اللهُ، يا شَديدُ يا اللهُ، يا رَؤوفُ يا اللهُ، يا رَقيبُ يا اللهُ، يا مَجيدُ يا اللهُ، يا حَفيظُ يا اللهُ، يا مُحيطُ يا اللهُ، يا سَيِّدَ السّاداتِ يا اللهُ، يا أوَّلُ يا اللهُ، يا آخِرُ يا اللهُ يا ظاهِرُ يا اللهُ، يا باطِنُ يا اللهُ، يا فاخِرُ يا اللهُ، يا قاهِرُ يا اللهُ، يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ، يا وَدُودُ يا اللهُ، يا نُورُ يا اللهُ، يا رافِعُ يا اللهُ، يا مانِعُ يا اللهُ، يا دافِعُ يا اللهُ، يا فاتِحُ يا اللهُ، يا نَفّاحُ يا اللهُ، يا جَليلُ يا اللهُ، يا جَميلُ يا اللهُ، يا شَهيدُ يا اللهُ، يا شاهِدُ يا اللهُ، يا مُغيثُ يا اللهُ، يا حَبيبُ يا اللهُ، يا فاطِرُ يا اللهُ، يا مُطَهِّرُ يا اللهُ، يا مَلِكُ يا اللهُ، يا مُقْتَدِرُ يا اللهُ، يا قابِضُ يا اللهُ، يا باسِطُ يا اللهُ، يا مِحيي يا اللهُ، يا مُميتُ يا اللهُ يا باعِثُ يا اللهُ، يا وارِثُ يا اللهُ، يا مُعطي يا اللهُ، يا مُفْضِلُ يا اللهُ، يا مُنْعِمُ يا اللهُ، يا حَقُّ يا اللهُ، يا مُبينُ يا اللهُ، يا طَيِّبُ يا اللهُ، يا مُحْسِنُ يا اللهُ، يا مُجْمِلُ يا اللهُ، يا مُبْدِئُ يا اللهُ، يا مُعيدُ يا اللهُ، يا بارِئُ يا اللهُ، يا بَديعُ يا اللهُ، يا هادي يا اللهُ، يا كافي يا اللهُ، يا شافي يا اللهُ، يا عَلِىُّ يا اللهُ، يا عَظيمُ يا اللهُ، يا حَنّانُ يا اللهُ، يا مَنّانُ يا اللهُ، يا ذَا الْطَّوْلِ يا اللهُ، يا مُتَعالي يا اللهُ، يا عَدْلُ يا اللهُ، يا ذَا الْمَعارِجِ يا اللهُ، يا صادِقُ يا اللهُ، يا صَدُوقُ يا اللهُ، يا دَيّانُ يا اللهُ، يا باقي يا اللهُ، يا واقي يا اللهُ، يا ذَا الْجَلالِ يا اللهُ، يا ذَا الإكْرامِ يا اللهُ، يا مَحْمُودُ يا اللهُ، يا مَعْبُودُ يا اللهُ، يا صانِعُ يا اللهُ، يا مُعينُ يا اللهُ، يا مُكَوِّنُ يا اللهُ، يا فَعّالُ يا اللهُ، يا لَطيفُ يا اللهُ، يا غَفُورُ يا اللهُ، يا شَكُورُ يا اللهُ، يا نُورُ يا اللهُ، يا قَديرُ يا اللهُ، يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ يا اللهُ يا رَبّاهُ أسْألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضاكَ، وَتَعْفُوَ عَنّي بِحِلْمِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ، وَمِنْ حَيْثُ أحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أحْتَسِبُ، فَإنّي عَبْدُكَ لَيْسَ لي أحَدٌ سِواكَ، وَلا أحَدٌ أسْألُهُ غَيْرُكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ، ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ ثم تسجد وتقول يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا رَبُّ رَبُّ رَبُّ يا مُنْزِلَ الْبَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حاجَة، أسْألُكَ بِكُلِّ اسْم في مَخْزُونِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وَالأسْماءِ الْمَشْهُورةِ عِنْدَكَ، الْمَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ، أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأنْ تَقْبَلَ مِنّي شَهْرَ رَمَضانَ، وَتَكْتُبَني مِنَ الْوافِدينَ إلى بَيْتِكَ الْحَرامِ، وَتَصْفَحَ لي عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظامِ، وَتَسْتَخْرِجَ لي يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمـنُ “.
التّاسع: يصلّي أربع عشرة ركعة يقرأ في كلّ ركعة الحمد وآية الكرسي وثلاث مرّات سورة قُل هو اللهُ أحدٌ ليكون له بكلّ ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كلّ من صام وصلّى في هذا الشّهر.
العاشر: قال الشّيخ في المصباح: “اغتسل في آخر اللّيل واجلس في مصلاّك إلى طلوع الفجر”.
أعمال يوم عيد الفطر اليَوم الأوّل من شهر شوال:
يوم عيد الفطر وأعماله عديدة :
الاوّل : أن تكبّر بعد صلاة الصّبح وبعد صلاة العيد بما مرّ من التكبيرات في ليلة العيد بعد الفريضة .
الثّاني : أن تدعو بعد فريضة الصّبح بما رواه السّيد (رحمه الله) من دعاء اَللّـهُمَّ اِنّي تَوَجَّهْتُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد اَمامي الخ وقد أورد الشّيخ هذا الدّعاء بعد صلاة العيد .
الثّالث : اخراج زكاة الفطرة صاعاً عن كلّ نسمة قبل صلاة العيد على التّفصيل المبين في الكتب الفقهيّة، واعلم انّ زكاة الفطر من الواجبات المؤكّدة، وهي شرط في قبول صوم شهر رمضان، وهي أمان عن الموت الى السّنة القابلة، وقد قدّم الله تعالى ذكرها على الصّلاة في الآية الكريمة « قَدْ اَفْلَحَ » .
الرّابع : الغسل والأحسن أن يغتسل من النّهر اذا تمكّن ووقت الغسل من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد، كما قال الشّيخ، وفي الحديث ليكن غسلك تحت الظّلال أو تحت حائط فاذا هممت بذلك فقل: اَللّـهُمَّ اِيماناً بِكَ وَتَصْديقاً بِكِتابِكَ، وَاتّباعَ سُنَّةِ نَبيِّكَ مُحَمَّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثمّ سمّ بِسم اللهِ واغتسل، فاذا فرغت من الغسل فقل : اَللّـهُمَّ اجْعَلْهُ كَفّارَةً لِذُنُوبي وَطَهِّرْ ديني، اَللّـهُمَّ اَذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ .
الخامس : تحسين الثّياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكّة للصّلاة تحت السّماء .
السّادس : الإفطار اوّل النّهار قبل صلاة العيد، والأفضل أن يفطر على التّمر أو على شيء من الحلوى وقال الشّيخ المفيد: يستحبّ أن يبتلع شيئاً من تُربة الحسين (عليه السلام) فإنّها شفاء من كلّ داء .
السّابع : أن لا تخرج لصلاة العيد الّا بعد طلوع الشّمس، وأن تدعو بما رواه السّيد في الاقبال من الدّعوات، منها ما رواه عن أبي حمزة الثّمالي، عن الباقر (عليه السلام) قال : ادع في العيدين والجمعة اذا تهيّأت للخروج بهذا الدّعاء:
ثمّ تكبّر السّادسة وتركع وتسجد، ثمّ تنهض للركعة الثّانية، فتقرأ فيها بعد الحمد سورة والشّمس، ثمّ تكبرّ أربع تكبيرات تقنت بعد كلّ تكبيرة وتقرأ في القنوت ما مرّ، فاذا فرغت كبّرت الخامسة فركعت وأتممت الصّلاة وسبّحت بعد الصّلاة تسبيح الزّهراء (عليها السلام)، وقد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد ولعلّ أحسنها هو الدّعاء السّادس والاربعون من الصّحيفة الكاملة، ويستحبّ أن يبرز في صلاة العيد تحت السّماء، وأن يصلّي على الارض من دون بساط ولا بارية، وأن يرجع عن المصلّى من غير الطّريق الذي ذهب منه، وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم .
التّاسع : أن يزور الحسين (عليه السلام) .
العاشر : قراءة دعاء النّدبة، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وقال السّيد ابن طاووس (رحمه الله): اسجد اذا فرغت من الدّعاء فقُل : اَعُوذُ بِكَ مِنْ نار حَرُّها لا يَطْفى، وَجَديدُها لا يَبْلى، وَعَطْشانُها لا يُرْوى، (ثمّ ضع خدّك الايمن على الارض وقل ) اِلهي لا تُقَلِّبْ وَجْهي في النّارِ بَعْدَ سُجُودي وَتَعْفيري لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ (ثمّ ضع خدّك الايسر على الارض وقل) اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ (ثمّ عد الى السّجود وقل) اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ (ثمّ قل) الْعَفْوَ الْعَفْوَ مائة مرّة ثمّ قال السّيد : ولا تقطع يومك هذا باللّعب والاهمال وأنت لا تعلم اَمَردودٌ أم مقبول الاعمال، فاِن رجوت القبول فقابل ذلك بالشّكر الجميل واِن خفت الرّدَّ فكُن أسير الحزن الطويل.