مسؤول التدريب في “دويتشه فيله” الألمانية .. ثورة جديدة تهدد الصحف الورقية

427

IMG_9452

   الصحافة الإلكترونية تتطور يوماً بعد يوم لتثبت أنها بمثابة ثورة جديدة فى ساحة الإعلام، فهى واحدة من أكثر الأدوات التى باتت تؤرق الصحف المطبوعة

 وتحول العالم الإلكترونى خاصة بعد ثورات “الربيع العربى” التي كانت أداة ليس فقط للإنترنت والمعرفة بل “لساحات التغيير” وحتى الآن فهى أداة “الحرية الوحيدة” التى يتنفس فيها الشباب ويقبل عليها الكثير يوماً بعد يوم، لتزداد شعبية وتصبح اليوم عالم “افتراضى” بديلًا عن واقع مرير ملموس ، يقيده القوانين وتتحكم فيه، والأجدر أن الواقع العربي يشير إلى ان المصداقية للصحف الإلكترونية خاصةً بعد الابتعاد عن وسائل الإعلام الرسمية. وفى ذات السياق كان حوار “مركز الصحافة الإلكترونية” مع د. زاهي علاوي “مسؤول التدريب بمؤسسة دويتشه فيله الألمانية”.

**  في البداية ما الفرق حول تطبيق العمل الصحفي الإلكتروني في الغرب والوطن العربي؟

– هناك فرق شاسع في الوطن العربي حول تطبيق (العمل الصحفي الإلكتروني) سواء في ألمانيا والغرب أو في الوطن العربي من ناحية أخرى، فالمشكلة تكمن في أن تطور الصحافة في الغرب مرَ عبر مراحل ومعاهد التدريس، فنلاحظ أن الصحفي سواء كان (تليفزيون – صحافة – راديو)، كلهم لديهم مواقع إلكترونية مكملة للقسم التابع له، ففي ألمانيا على سبيل المثال، هناك هيئة تحرير متكاملة متخصصة فقط للمواقع الإلكترونية، والصحافة الإلكترونية في الوطن العربي لا تضاهي الغرب في التقدم والتطور، فالإمكانيات والتمويل تحولان دون ذلك.

** ماذا يجب على الموقع الإلكترونى الناجح فعله؟

– الموقع الإلكتروني يجب أن يهتم بنوع الجمهور الذي يخاطبه، ويضع في الاعتبار أن متصفح الإنترنت يريد أن يرى كل شيء، فيجب على الصحيفة أن توفر كل المعلومات وتبرز اهتمامات القارئ، بالإضافة إلى التميز في طرح الموضوعات، ومراعاة التشتت من كثرة المعلومات والاهتمام بعنوان جذاب وطريقة عرض الصورة يجب أن تكون مكملة للمعلومات.

** كيف يمكن قياس نجاح الصحف الإلكترونية؟

– لا يمكن قياس نجاح الصحف الإلكترونية بتوسعها وانتشارها، فعلى سبيل المثال، موقع “إيلاف” بدأ كمدونة وكان يعتمد على سرقة المواضيع، وافتقد المصداقية ولكنه يملك شهرة، فهل معنى هذا أنه أنجح الصحف العربية.

مثال آخر، مجلة “بيلد” الألمانية، وهي أشهر الصحف الإلكترونية ولكنها تعتمد على الإيحاء الجنسي والفضائح التي أحياناً تكون قصص حقيقية وأخرى من أجل الإثارة فقط، وهي جريدة توزع إعلانات وهي الأرخص ولكنها ليست الأفضل!

**  ما المعايير الرئيسية لجذب القراء إلى الصفحة الإلكترونية؟

– لابد من الاهتمام بعده معايير مثل وضوح الصفحة من (اللون – الشكل – الأقسام) ووضع مساحات تريح العين، فالصورة الملتصقة تشتت القارئ وعدم الإكثار من الـ(Hyperlinks) فكرتها تؤدي إلى ترك الصحيفة والذهاب إلى متابعة موقع آخر، ذلك بجانب الاهتمام بتصميم الموقع.

** التحديث الدائم عنصر هام في الموقع الإلكترونى بجميع عناصره .. مارأيك؟

– التحديث عنصر هام وقوى في محتويات الموقع الإلكترونى ولكن المقالات والتحقيقات ليست بحاجة إلى التحديث الدائم المستمر، وذلك عكس الأخبار التي هي بحاجة للتحديث المستمر، ويجب أن تميز مقالات الصحف الإلكترونية بالسهولة المباشرة غير الطويلة.

** “الدفع مقابل الحصول على الخدمة “تم تفعيلها بشكل كبير فى أوروبا .. هل يمكن تطبيقها فى الدول العربية؟

– ليس من ضروري أن يدفع القارئ مقابل الحصول على الأخبار ولكن من حقه الحصول عليها بسرعة، ويجب ان تتيح الجريدة فرصة التواصل مع الجمهور.

 وهناك اتجاه نحو بيع المحتوى في الدول العربية، على سبيل المثال مجلة “ديرش بيجل” التي تطلب مقابلًا لبث المقالات من الأرشيف، وهي فكرة يصعب تطبيقها في الدول العربية، فالظروف الاقتصادية لا تسمح بجانب ثقافة الحصول على المعلومة مقابل الدفع.

**  شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل سلبي على الصحف الإلكترونية .. مارأيك؟

– شبكات التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير في نشر الأخبار ولكنها عامل مساعد في الدخول على صفحات المواقع الصحف الإلكترونية، ويجب التنويه على التأكد من مصداقية الأخبار المنشورة على تلك الشبكات والتوصل إلى المصدر الرئيسي للخبر والتأكد من صحتها.

وثورة 25 يناير ليست “ثورة فيس بوك”، لأن الفيس بوك قبل وبعد الثورة لم يتجاوز 6 مليون مشترك، وعدد الشعب المصري 85 مليون.

المصدر: الجمهورية نت – حوار: حسام هجرس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*