“شيخ الأزهر” يرفع شعار الوحدة بين السنة والشيعة.. وإسلاميون يرحبون وآخرون يشككون
الحكمة – وكالات: دعوة صدرت عن شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لاجتماع بين كبار علماء السنة والشيعة “لوأد الفتنة الطائفية في المنطقة”, رأى فيها البعض محاولة لتجنب إثارة الفرقة بين الطوائف الإسلامية بتوحيد الجميع علي كلمة سواء, فيما شكك آخرون بالدعوة عادّينها أمرا غير واقعي لا يمت للواقع بصلة.
رحب إسلاميون بهذه الدعوة، مطالبين بوضع آليات لتفعيلها علي أرض الواقع، من خلال التقريب بين المذاهب، وإحياء فتوى الشيخ محمود شلتوت, فيما شكك آخرون بأهدافها ودوافعها.
فقد استنكر محمد الفقى، القيادي الإخواني، والبرلماني السابق، دعوة أحمد الطيب، شيخ الأزهر لاجتماع بين علماء السنة والشيعة، “في وقت رفض فيه مقابلة وفد إيراني في زمن الرئيس السابق محمد مرسي”.
وصرّح الفقي في تدوينة بموقع فيس بوك, أن “أحمد الطيب الذي يدعو الآن لاجتماع في الأزهر بين علماء السنة والشيعة هو نفسه الذي رفض مقابلة الوفد الإيراني في زمن الرئيس مرسي”.
وتساءل الفقي “فهل نسمع صراخاً لمن صدّعونا بالترهيب من خطر قدوم الشيعة إلى مصر أم أنها كانت مجرد تمثيلية؟ وهل نرى معارضةً لتوظيف الدين والمؤسسات في خدمة ما وصفه بالانقلاب وتلوناته المصلحية الرخيصة أم أنهم جميعًا كانوا مجرد أكاذيب وعرائس تحركها بعض الجهات السيادية بالريموت كونترول للعب أدوارٍ سياسيةٍ مشبوهةٍ”، حسب تعبيره.
فيما أكد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، أن الدعوة في مجملها طيبة وإن كانت تأخرت كثيرا، لأن من المفترض في مؤسساتنا الإسلامية أن تملك زمام المبادرة وليس رد الفعل.
وأوضح أن “الحروب في منطقتنا العربية تقوم الآن على الصراع المذهبي الطائفي، وكانت المذهبية العلمية مذهب السنة والشيعة والإباضية مذاهب علمية في الحدود الآمنة كأعمال بحثية علمية لا خطورة منها، لكنها انقلبت إلى طائفية مجتمعية وتفرع عن بعض الطائفيات فصائل مسلحة”.
ولفت إلى أن “المخططات في المنطقة تقوم على أمرين الطائفية المذهبية الدينية، والعرقيات أي العرب والفرس والأتراك، ولعل في مبادرة الأزهر الشريف نزع الفتيل قبل الانفجار الذي لن يبقي ولا يذر”.
وأضاف أنه “لتفعيل البيان على أرض الواقع فلابد من إحياء مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي بدأه الإمام الراحل الشيخ محمود شلتوت، إذا كنا جادين في حلول حاسمة لعلاج الصراع المذهبي”.
من جانبه أشار الباحث الشيعي، أحمد راسم النفيس، إلى أن “هذه الدعوة أطلقها شيخ الأزهر في رمضان ولم يتطرق أحد لها حتى الآن”، واعتبر الدعوة “أمر غير واقعي لا تمت للواقع بصلة، بحديثه بتحريم أن يقتل السني الشيعي والعكس، ولا يوجد ما يفيد بأن يقتل السني الشيعي”.
وقال إن “الجميع يعرف أصل الأزمة الطاحنة التي تعانيها الدول العربية وهي جماعة داعش”، وأضاف أن “تعويم المسألة بين السنة والشيعة أمر غير مقبول”، موضحا أن الأهم من الدعوة تفاصيلها، لأن المسألة تحتاج أكثر من وقفة.
وأشار “إذا كانت الدعوة جادة، فلابد من أن يؤكد الأزهر الشريف على فتوى الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله، في أواخر الخمسينيات، الذي اعتبر المذهب الشيعي مذهبا إسلاميا معترفا به، لتحقيق تقارب حقيقي بين السنة والشيعة”، مستدركا “لكن المشكلة في الوهابية”.
ورحب الداعية الإسلامي، عبد الغفار هلال، بدعوة شيخ الأزهر، لعلماء السنة والشيعة ليلتقوا على كلمة سواء، قائلا “نحن في حاجة إلى وحدة الصف، وتوحيد الفكر، وهناك عوامل مشتركة بين الطوائف المسلمة من السنة والشيعة، فهم يؤمنون بالله ربا وإلها واحدا، ويؤمنون بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – نبيا ورسولا”.
وأشار إلى أن “عوامل التلاقي كبيرة بين السنة والشيعة، ولا يصح أن نستمع إلى دعاء الفرقة والانفصال بين طوائف الأمة الإسلامية، ولا يجب أن نشجع من يرى أن الشيعة جماعة بعيدة عن الدين، ولا من يقول بأن هناك عداوة بينهم وبين السنة”.
وقال إن الإسلام يدعو للمودة والمحبة وتوحيد الكلمة، فقال تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا”، بالتالي دعوة شيخ الأزهر دعوة مشكورة نحتاجها الآن، لأننا في وقت تتمزق فيه الأمة ويظهر الإرهاب على أشد درجاته ونجد دعوات الانفصال تظهر لتمزق الأمة.
وأوضح أن تفعيل الدعوة كفيلة بالوقوف في وجه المحرضين على العنف، ومن يشجع التطرف، ولابد من الوقوف بجانب الأزهر في دعواه حتى يتحقق الأمل في دحر الإرهاب وأعوانه.
يذكر أن شيخ الأزهر هاجم عقائد الشيعة في حديث تلفزيوني يومي نقلته الفضائية المصرية خلال شهر رمضان الفائت.
ك ح/س ف