رواق دار الحجة مظهر بديع للفن والعمارة الإسلامية الإيرانية

559

25-7-2013-18

   هنا مشهد، ميقات الحضور، مكان للتخلص من المتاعب والأشواق للوصول الى الأطمئنان المطلق، هنا يترك القلب رهن الحبيب وتتلاشى المسافات قرباً لرضاه، يفتح جناحيه قدر المستطاع ويحلق على اتساع الأرض، هنا الحرم الملكوتي لثامن الحجج، هنا ميقات العشاق الدائم و مرهم آلامهم منذ أكثر من 1200 عام.

هنا عرش الله، المكان الذي وضع قلب الامام في ترابه، تفرش الملائكة في حرمه أجنحة الترحيب تحت أقدام زائريه.

لقد كان حرم الإمام الرضا (ع) على مرّ الأيام المصدر العظيم والملهم للفنانين والمعماريين، لقد كان المكان الذي يهدي الى أعين العشاق و المحبين العشق والمحبة في رموزه وهياكله ومناظره.

إن العتبة الرضوية المقدسة خلال العقود الثلاثة الماضية، ومن خلال مزج المعرفة مع الفن، والتوسع في البناء والهيكلية بنت الحرم الرضوي في رموزه الحالية بشكل تتجلى فيه الزيارة بكامل الجمال والجاذبية داخل المصاديق الفنية المعمارية الاسلامية، إذ تتلاقى أعمق المفاهيم المعنوية مع التصميم واللون والمنظر مهدية أنظار المسافرين والزائرين تجليات العظمة والتعالي في الزيارة.

تَفكّر هذه العتبة الروحي والعميق مزج الحب والفن في أماكنها رواقاً رواقاً وصالة صالة و ووسعها صحناً تلو الآخر.

رواق دار الحجة هو أقرب مكان الى المضجع الشريف، الى روضة من رياض الجنة حيث يجري نهر المعرفة في كل بقاعها ويعدّ أفضل مكان لمناجاة الامام الرؤوف (ع).

ساحة يتجوّل فيها الحب والفن، الابداع الفني الذي وقف نفسه على إمامه بقلب مملوء بالحب وأيدٍ طاهرة من التظاهر والنفاق.

امتزاج فنون عمل المرايا والتزجيج و الفضة والجص والطلاء يعرض مظهراً لا مثيل له من الفن الاسلامي الايراني.

يعدّ هذا الرواق أحدث أروقة الحرم الرضوي المطهر، مساحته سبعة آلاف متر مربع وهو حكاية سبع سنوات من الحب والإخلاص وهو الأكثر تميّزا وجذباً للأبصار إنه مجموعة من الأحاسيس والعواطف التي تصل اقصى نقطة شرقاً بأقصى نقطة غرباً.

هنا امتزجت الرسوم والألوان وتشابكت بشكل لا يعرف للرسوم بداية ولا للألوان نهاية، النباتات والزهور متشابكة مع بعضها، والرسوم والألوان الجميلة خلقها الاخلاص، كأنها منظومة كبيرة بلا حدود، منظومة لا يمكن أن تجد لها مثيلا أينما ذهبت.

المدخل الرئيسي للرواق ملهم من اسم الامام الثامن فيه أشكال ثمانية من أحجار المرمر صممت كشموس في أرضيتها مما جعله هندسة لا مثيل لها.

دقيقاً تحت منهل الشرب، رسمت على أرضية ذهبية زخارف من الأوراق و الزهور بزخرفة ايرانية اسلامية ونقشت ألقاب الإمام المهدي وأسماء المعصومين الأطهار(عليهم السلام) والحديث المعروف بحديث سلسلة الذهب ومقاطع من دعاء الندبة ودعاء الافتتاح الشريفين بخط الثلث الجميل على جدران الرواق.

إحداث مثل هذا العمل الكبير يجعل كل زائر ومشاهد يضع رجله في هذا البناء الجذاب يُسحر بفن وهندسة هذا المكان العرفاني والروحي ويسجل في قلبه و ذاكرته أجمل وأصفى لحظات التي أمضاها فيه.

يؤدي الى هذا الرواق مسيرين من مدخليين أصليين مدخل الشيخ الطوسي ومدخل الشيخ الحر العاملي ومدخليين فرعيين في صحن الانقلاب وكذلك يمكن الذهاب اليه من دارالاجابة و دارالولاية وقبة الله وردي خان.

يعدّ دار الحجة وثيقة خالدة تشهد على نجاحات العتبة الرضوية المقدسة التي أنجزت في ظل توفيقات وعناية الإمام الرضا (ع) ويرسم لوحة تعرض قدرات هذه العتبة في ساحات الفن المعماري.

إعلام العتبة الرضوية المقدسة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*