التداوي بالأعشاب تجارة أخذت تزدهر في النجف

604

4-2-2013-02

النجف الأشرف ، الحكمة خاص : محمد الشريفي

(طب الأعشاب) أو طب العطارين كما يروق للبعض تسميته ، لم يعد مجرد عملٍ يزاوله شخصٌ ما، بل أصبح عِلمًا له أساسياته ورجاله المختصون به ،وأصبح اليوم أكثر انتشارًا من أي وقتٍ مضى، وعلى سبيل المثال ، ففي الوقت الذي لم تكن تعرف فيه النجف في سنواتٍ خلت غير عشّابٍ واحد هو (سيد حميد العطار) فإنها اليوم تشهد انتشارًا ملحوظًا لصيدليات أو (محلات العطارين) إن جاز لنا التعبير سواء في المدينة القديمة أم في أحيائها الحديثة ، “موقع مؤسسة الحكمة” آثر البحث في أعماق هذا العالم المليء بالأسرار فكانت الخلاصة هي التحقيق التالي:

طب العطارين

سابقًا لم يكن لهذا النوع من الطب انتشارًا كالذي يشهده اليوم ، فقد انتشرت محلات العطارة بشكل واضح ، وتعددت أماكن وجودها في النجف، فلم تعد مقتصرة على المدينة القديمة، بل توسعت رقعة انتشارها لتمتد إلى عددٍ من الأحياء ، كحي السعد وحي الغدير وحي العسكري ، وربما هناك محلات في أحياءٍ أخرى لم يسعنا الاطلاع عليها.

سابقًا كان البعض يذهب إلى العطار للحصول على أنواع معينة من الأعشاب لعلاج بعض الأمراض البسيطة كالبرد والأنفلونزا وما شابهها من الأمراض ، أما اليوم فنجد عند العشاب علاجًا لكل ما يخطر على البال ! وقد يستغرب البعض إن قلنا إن بعض العشابين أصبح لديهم زبائن يقصدونهم لطلب العلاج لأمراض خطيرة كالسرطان على سبيل المثال، وهذا ما أكده لنا بعض من التقينا بهم ومنهم العشاب (فلاح حسن) والذي يعمل في عطارة سيد حميد الذي يقول:

4-2-2013-03

طب الأعشاب لم يعد كما كان قديمًا، بل أصبح اليوم علمًا له أسسه وقواعده ، خصوصًا بعد انتشاره من خلال محلات منتشرة في العديد من مناطق النجف وأحيائها أم من خلال انتشاره عبر الفضائيات ومواقع النت المختلفة ، لذا فاليوم أصبحت الدقة مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، وتعدد الاستخدامات اتضح بشكل ٍ أكبر حتى وصل مرحلة معالجة الأمراض المستعصية كالسرطان، أو داء السكري والضغط وأمراض الكلى وأمراض القلب وما هو على شاكلتها  من الأمراض . وأغلب زبائننا في هذا الجانب من الرجال الذين يقصدوننا من أجل الحصول على علاج شافٍ لتلك الأمراض ، البعض من هؤلاء لا يستخدم العقاقير الطبية ويعتمد اعتمادًا كليًا على ما نصفه له من علاجات، أما الجانب الآخر من زبائننا وهن النسوة فمطالبهن غالبًا ما تكون الحصول على وصفات للتنحيف والرشاقة ، أو تبييض البشرة ، وتسريح الشعر، وبعض الاستخدامات الأخرى التي لا يسع الحديث عنها . أغلب بضائعنا تستورد من خارج العراق عن طريق عدد من التجار المختصين بهذا المجال ، ونحن بدورنا نقوم بشرائها منهم وفق ما يتلاءم واحتياجاتنا.

كيفية الحصول على الأعشاب

4-2-2013-01

السيد أحمد العزام صاحب محل مركز عالم الأعشاب الكائن في شارع المثنى، تحدث هو الآخر عن هذا العالم وما فيه من الأسرار والخفايا قائلًا:

يتوهم البعض بأن طب الأعشاب عبارة عن كومة من الأعشاب توضع في كيس وتقدم للزبون ؟؟ وهذا تصور خاطئ ، لأن طب الأعشاب قائم على أسس خاصة لا يستطيع أي شخص العمل بدونها .هناك  طريقان للحصول على الأعشاب: الأول الحصول عليها جاهزة من خلال محال الجملة في بغداد. والثاني باستخلاصها من النباتات، وفي حالات استثنائية من بعض الحيوانات ، أما بالنسبة لي شخصيًا فأنا أستورد هذه المواد من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة لوفرتها وتنوعها.

ما علاقة طب الأعشاب بمحبة الجنس الآخر؟

يسترسل السيد أحمد ليضيف: إن أكثر زبائننا من النساء ، وهذه حقيقة لا معروفة ، فبالإضافة لإقبالهن على شراء مواد التجميل والتنحيف وخلطات تبيض البشرة ، هناك مواد أخرى تطلبها النساء وذلك من أجل القيام بأعمال خاصة وربما أهم هذه الأعمال هو عمل المحبة للزوج أو الحبيب، أو أحيانًا لتليين قلب ولد على أبويه، أو بالعكس أو لتزويج العانس وغيرها من هذه الأمور، أما أبرز المواد الداخلة في هذه الأعمال فهي : البخور الجاوي ، الميعة السائلة ، عود الصليب ، رصاص ، حنتيت ، خيط البريسم ، زعفران الكتابة ، خيط الحرير …. الخ

طبعًا ومن باب العلم بالشيء أود توضيح أن لا علاقة لنا بهذا الأمر إطلاقًا ! دورنا يقتصر على بيع هذه المواد فقط دون أن يكون لنا دور في ممارستها أو القيام بها تحت أي عنوان كان.

4-2-2013-05

ما الذي يطلبه الرجال؟

كما للنساء احتياجاتها وطلباتها، فللرجل أيضًا احتياجاته وطلباته التي غالبًا ما تنحصر في طلب بعض العلاجات لأمراض داء السكري وضغط الدم وأمراض القلب وتصلب الشرايين، بالإضافة إلى علاجات المفاصل والأمراض السرطانية وأمراض الجهاز البولي والمقويات الجنسية لمعالجة الضعف الجنسي ، وكذلك البرود الجنسي ، وهناك زبائن لا يثقون إلا بالأعشاب، ومن باب العلم بالشيء فعلاج السرطان بالأعشاب أصاب النجاح في الكثير من الحالات ، كما بيَّن لنا السيدان فلاح حسن وأحمد العزام ، لكن ما زال البعض لا يؤمن (بالعشبة) ويعتبرها نوعًا من التهريج.

4-2-2013-06

الممنوع والمسموح في طب الاعشاب؟

كما بينا فعلم الأعشاب فيه الكثير من الأسرار، فربما يجهل كثيرون أن هناك بعض الأعشاب يؤدي استخدامها إلى الموت ! أو إلى الإصابة ببعض الأمراض المزمنة ومنها على سبيل المثال ( الإسهال المزمن) الذي تسببه عشبة ( حباية العافية ) وهناك (زيت الخروع) غير المصفى والذي يصيب من يتناوله بالتسمم المميت . طبعًا من الأمور المهمة الغائبة عن ذهن الكثير من مستخدمي الأعشاب ، هي أن الزيوت تعدُّ الأساس الأول للعلاج العشبي ، وكثيرون يتوهمون إمكانية الحصول على الغذاء الملكي للعسل ، وهذا يكاد يكون محال لأنه في كل خلية لا توجد أكثر من عينين أو ثلاثة لغذاء الملكة ؟ ولو وجد فإنه سيكون باهظ الثمن!

 الملاحظة الأخيرة التي دوناها في رحلتنا هي أن أغلب المواد العشبية زهيدة الثمن ، وبمتناول الزبون ، فهل سيحل طب الأعشاب محل الأدوية الكيميائية؟ سؤال ستتكفل  السنوات  القادمة بالإجابة عنه.

4-2-2013-04

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*