المرجعية الدينية العليا: ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث خيار سوى المضي قدماً في إجراء الإصلاحات الضرورية

382

كربلاء – الحكمة:دعا المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني مسؤولي السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) إلى المضي قدما في إجراء الإصلاحات الضرورية بالبلاد والإسراع بمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام، محذرا بالوقت نفسه أن تُنسينا معركة الإصلاحات هذه المعركة المصيرية التي يخوضها أبناء قواتنا المسلحة ومعهم المتطوعون ضد الدواعش، داعيا إلى دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا.

وقال ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد أحمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 5/ذي القعدة/1436هـ الموافق 21/8/2015م ما نصه “تتواصل المعارك الضارية التي يخوضها أعزاؤنا في القوات المسلحة ومن معهم من المتطوعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى في مختلف الجبهات مع عناصر .. داعش الإرهابي”، مبينا أن “المعركة مع هؤلاء الارهابيين تمثّل أشرف المعارك وأحقّها لأنها تجري دفاعاً عن وجودنا ومستقبلنا كشعب وعن عزتنا وكرامتنا ومقدساتنا”.

وأضاف الصافي “لقد تابع الجميع ما جرى ويجري في المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون من أعمال وحشية لا تمت إلى الإنسانية بصلة من استرقاق النساء واغتصابهن وقتل الابرياء بأبشع الصور وأفظعها وتشريد مئات الآلاف من المواطنين وهدم وإزالة الكثير من شواهد الحضارة العراقية العريقة فالمعركة مع الإرهابيين الدواعش هي معركة مصيرية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وإن أبناءنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال إنما يقومون بالمهمة الأصعب والأسمى في هذه المعركة وعلى الاخرين حكومة وشعباً أن يقدّموا كل ما باستطاعتهم في سبيل إسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم”.

وأشار أن “ما ننعم به من أمن واستقرار في مدننا ومناطقنا إنما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الأبطال فلا ينبغي أن تُنسينا معركة الإصلاحات عن المعركة التي يخوضها هؤلاء الأعزّة بدمائهم وأرواحهم بل ينبغي أن يكون دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلاً من أهم ما يدعو إليه المطالبون بالإصلاح اينما كانوا”.

واعتبر السيد أحمد الصافي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية إن “معركة الإصلاحات التي نخوضها في هذه الأيام هي أيضاً معركة مصيرية تحدّد مستبقلنا ومستقبل بلدنا ولا خيار لنا شعباً وحكومة إلا الانتصار فيها، ولكنه يحتاج إلى صبر وأناة وتظافر جهود كل المخلصين من أبناء هذا الشعب، فبعد سنوات طويلة من تفاقم الفساد وتجذّره وتشعبه وترهل الجهاز الإداري للدولة وغير ذلك من أوجه الفساد سواء على مستوى الأشخاص أو النظام العام للدولة لا يمكن الوصول إلى الإصلاح المنشود في أيام قلائل ولكن في الوقت نفسه لابد من عدم التواني في القيام بإجراءات حقيقية وصارمة بهذا الاتجاه”.

وجدد ممثل المرجع السيستاني تأكيده مرة أخرى على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائي للقيام بمهامه على الوجه الصحيح وإننا لا نريد الاستغراق في بيان أوجه الفساد والتقصير في عمل هذا الجهاز المهم خلال السنوات الماضية ولكن نشير إلى أن ما يلاحظ من تكاثر الفاسدين من لصوص المال العام وعصابات الخطف والابتزاز وشيوع ثقافة الرشاوى في كافة مفاصل الدولة والمجتمع هو من نتائج تخلّف الكثير من المسؤولين في هذا الجهاز عن القيام بأداء واجباتهم القانونية.

كما وجددت المرجعية العليا تأكيدها على أن “الخطوات الإصلاحية يجب أن تتم وفق الإجراءات القانونية حتى لا يبقى مجال للمتضررين منها إلى التقدّم بشكاوى إلى المحاكم لإبطالها بذريعة مخالفتها للدستور أو القانون فتتحول هذه الخطوات إلى حبر على ورق، موضحا أن من الخطوات الإصلاحية ما يتطلب تعديلاً قانونياً أو تشريع قانون جديد فمن الضروري أن تقوم الحكومة بتقديم مشاريع لهذا الغرض إلى مجلس النواب ليتم إقرارها فلا يبقى منفذ إلى التراجع عنها لاحقاً”.

وأكد السيد أحمد الصافي على أنه ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ليس لهم خيار سوى المضي قدماً في إجراء الإصلاحات الضرورية ولابد من الإسراع في القيام بالخطوات اللازمة لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام، ولابد من دعم المكلّفين بأداء هذه المهمة وحمايتهم من أن يمسّهم سوء من قبل اولئك الفاسدين واتباعهم.

وختم الصافي حديثه بقوله “أخذ الله تعالى بأيدي الخيرين المخلصين إلى ما فيه الصلاح بحق محمد وآله الاطهار”.

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*