الحكمة – متابعة: يلجأ شباب جنوب العراق إلى شغل أوقات فراغهم الطويلة بالابتكارات والاختراعات، وهم ممن يمتلكون حس التجربة والمغامرة في ظل البطالة المستشرية في المجتمع الجنوبي وانعدام الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ما يدفع هؤلاء الشباب إلى التفكير في أعمال يقضون فيها أوقات فراغهم من جانب ويجدون حلولاً بديلة للطاقة من جانب آخر.
وفي الجنوب، حيث الجفاف والحر الشديد وقلة الخدمات، يبحث الجميع عن مصادر بديلة للطاقة الكهربائية وهذا ما يحاول العديد من المبتكرين الشباب الوصول إليه كما يفعل مرتضى النجفي (35 عاماً) وهو يجمع عدة ومستلزمات لصناعة مولد يعمل بغاز الميثان الذي يستخرجه من النفايات.
يقول مرتضى النجفي لـ”العربي الجديد” تخرجت من الجامعة ولم أحصل على وظيفة وأصبت بالملل من البحث هنا وهناك عن فرصة عمل ولم أجد, وفي ظل حرارة الصيف الشديدة وانقطاع التيار الكهربائي فكرت في ملء وقت فراغي الطويل ورحت أتصفح مواقع الإنترنت بحثاً عن كل ما هو جديد في عالم الطاقة البديلة وبدأت أجمع بعض العدد والقناني لأحول النفايات إلى وقود يمكن أن يشغل المولدات الكهربائية لتعويض نقص الطاقة”.
ويتابع النجفي “تمكنت من صناعة جهاز بسيط في المنزل؛ عبارة عن خزان أسطواني مغلق ومزود بمقياس للضغط أضع فيه كمية من النفايات مع بعض المواد الكيماوية وأغلقه وبعد يومين أو ثلاثة يمتلئ الخزان بغاز الميثان القابل للاشتعال وهنا نكون قد وفرنا وقوداً مجانياً لتشغيل المولدات المنزلية للحصول على الطاقة بدلاً من الكهرباء الوطنية”.
فيما يبحث شبابٌ آخرون عن طرق جديدة للطاقة عبر صناعة خلايا الهيدروجين لتشغيل المولدات المنزلية أو التخلص من النفايات المتراكمة في مدنهم وتحويلها إلى مصادر للطاقة أو إتلافها عبر التكنولوجيا الحديثة.
هذا ما فعله شاب من أهالي محافظة كربلاء بعد أن ضاق ذرعاً بحرارة الجو وحاول بشتى الطرق أن يجد بدائل للطاقة الكهربائية هنا وهناك، ويبدو أنَّه وجد ضالته في شبكة الإنترنت كغيره من الشباب ففكر في صناعة خلية هيدروجينية لإنتاج غاز الهيدروجين من الماء وتشغيل المولد المنزلي لسد النقص الحاد في الطاقة الكهربائية الوطنية.
وأوضح ياسر الكربلائي لـ”العربي الجديد” أنَّ شبكة الإنترنت وفرت لنا كشباب فضاءً واسعاً من المعرفة والتكنولوجيا الحديثة، خاصةً في مجالات الطاقة التي نحن بأمس الحاجة لها في أيامنا هذه فقمت بأخذ تفاصيل عن الابتكار من الإنترنت واشتريت بعض المستلزمات لصناعة الخلية الهيدروجينية فتمكنت من تشغيل المولد المنزلي لدقائق فقط فاكتشفت أني بحاجة إلى خبير إليكترونيات لتطوير العمل وهذا ما أعمل عليه”.
ويرى الكربلائي أنَّ أوقات الفراغ لدى شباب المحافظات الجنوبية لو استغلت بالشكل الصحيح لكان لها أثر بالغ في النهوض بالمجتمع العراقي بدلاً من انتظار الحكومة أن “تفعل شيئاً، موضحاً أنَّ على كل شاب أن يبحث عن نفسه ويكتشف موهبته بدلاً من الركون إلى تضييع الوقت بلا طائل أو فائدة تذكر”.
وكان شاب عراقي يبلغ من العمر 15 عاماً قد ابتكر محرقةً صديقة للبيئة بإمكانها إحراق 20 طناً من النفايات في الساعة من دون إلحاق أضرار بيئية أو انبعاث غازات ضارة, وتقوم على تصفية نواتج الاحتراق وغازاته عبر فلاتر خاصة, لقي حينها نجاحاً كبيراً نشرته العديد من وسائل الإعلام وسلطت عليه الضوء وأشاد به العديد من المختصين في مجالات البيئة.