مهمة من بغداد

307

10-4-2012-1

كتاب يكشف جرائم صدام ومخابراته في المملكة السويدية

  ((مهمة من بغداد – مخابرات صدام حسين على أرض السويد)) ، كتاب جديد صادر باللغة السويدية ، يكشف جرائم مخابرات صدام في السويد، وعمليات التصفية الواسعة ضد معارضين عراقيين وعرب، وحتى سويديين، وكذلك يكشف اللثام عن معلومات سرية خطرة تتعلق بأشخاص، مثلوا في عهد البعث، أدوارًا فعالة في عمل المخابرات العراقية، فيما يشغلون حاليًا مناصب دبلوماسية مهمة في الحكومة العراقية.

    ويتحدث الكتاب عن نشاط المخابرات العراقية منذ ستينيات القرن المنصرم وحتى العام 2003، وعن جيش من العملاء السريين جندهم النظام السابق عن طريق المال والرشاوى، موزعًا إياهم على جميع المدن السويدية، شمالًا وجنوبًا. مهمتهم الرئيسية، التجسس على العراقيين، وأسباب تركهم العراق وما الذي يفعلونه بعد ذلك، وتصفيتهم بأبشع الطرق.

    ويصف  المؤلف “إيكمان” كتابه بأنه “سرد لأجزاء غير معروفة من تاريخ السويد الحالي”، وتعريف العراقيين والسويديين المهتمين بمتابعة الأخبار، بالأمور التي كانت تجري للعراقيين الذين قدموا إلى السويد بين ستينيات القرن الماضي وحتى سقوط النظام العراقي السابق في العام 2003.

    وتعليقًا على موقف السفارة العراقية في السويد، قال حكمت جبو الوزير المفوض بالسفارة ،إن الكتاب يعتبر “وثيقة مهمة لكشف نشاط المخابرات العراقية في الساحة السويدية وامتداداتها الخارجية”، مشيرًا إلى أن النشاط استهدف العراقيين بكافة انتماءاتهم وقومياتهم ومذاهبهم.

    ونقلت وكالة كردستان للأنباء عن “جبو” قوله إن “الكتاب منحنا مفاتيحَ لملاحقة الأشخاص الواردة أسماؤهم فيه”، موضحًا أن “السفارة حضرت حفل توقيع الكتاب الذي جرى قبل حوالي شهر، وكُتِبَت دراسة كاملة عن فحوى الموضوع جرى رفعها إلى الخارجية العراقية”.

     وبينّ “جبو” أن “ملاحقة الأشخاص الواردة أسماؤهم في الكتاب والمتهمين بجرائم القتل، قضية تقع مسؤوليتها على عاتق لجنة المساءلة والعدالة، وفق ضوابط معينة تعالج مثل هذه الحالات”.

     استند “إيكمان ” في كتابه المؤلف من 340 صفحة إلى وثائق المخابرات السويدية المعروفة بـ “سيبو” وأرشيف وزارة الخارجية السويدية.

      ويوضح “جبو” أن “المعطيات التي ضمنها “إيكمان”في كتابه، استطاع الحصول عليها عن طريق علاقته الوثيقة بجهات استخباراتية سويدية، مكنته من الدخول إلى أرشيفها والاطلاع على الملفات التي يمكن الكشف عن بعض معلوماتها بعد مرور 15 – 25 عاما على تقادمها”.

     يذكر “إيكمان”  في كتابه كيف تمكنت المخابرات العراقية من تجنيد ضباط في الشرطة السويدية للتجسس على طالبي اللجوء العراقيين في السويد، واغتيال المعارضين منهم في ما بعد بِسُمّ الثاليوم؛ الطريقة التي دأب النظام العراقي السابق على تصفية خصومه السياسيين بها، سواء بالداخل أو في دول الشتات.

      كما يشرح “إيكمان”  تجنيد المخابرات العراقية لسويديٍّ من أصل عراقي، لتصفية أحد القادة البعثيين، كان قد انشق عن نظام صدام حسين في العام 1975 وأنشأ منظمة معارضة له في لندن، بالإضافة إلى تقديمه وبالأسماء خلايا التنظيمات البعثية الأربع التي كانت تعمل في السويد أواخر سبعينيات القرن المنصرم، إذ كانوا يجتمعون شهريًا فيما يرتبط مسؤول الخلية بشكل مباشر بالسفارة.

    ومن جملة الجرائم التي ارتكبتها المخابرات العراقية في السويد، ولوحشية ما ارتكب حينها، يخص “إيكمان”  في 76 صفحة، جريمة قتل ماجد حسين ضابط الاستخبارات الذي انشق عن نظام صدام في العام 1983، طالبًا اللجوء في السويد.

     إذ قُطِّع حسين إلى أشلاء بعد استدراجه من قبل امرأة عراقية، جندتها المخابرات. وعثر على أشلائه الموضوعة في أكياس بلاستيكية داخل حقيبتين سوداويين، جنوب استوكهولم، في كانون الثاني من العام 1985. ما أثار حالة من الهلع والخوف بين صفوف العراقيين، الذين هاجر معظمهم  من البلد، لأسباب سياسية. وبعد سقوط صدام عام 2003، أعيد فتح ملف جريمة قتل ضابط المخابرات المنشق ماجد حسين، حيث جرى حينها رفع دعوى إلى الشرطة السويدية، اتهم فيها الصحاف الذي شغل منصب وزير الإعلام العراقي، بوقوفه وراء مقتل ماجد حسين.

    ونتيجة لذلك وفي أواخر عام 2007، نشرت المخابرات السويدية (سيبو) في صحف عراقية وسويدية صورة المرأة التي كانت مع شخصين آخرين، وراء استدراج حسين حتى مقتله، محاولة منها الحصول على معلومات جديدة حول الجريمة، لكن محاولاتها لم تنجح. ويستغرب إيكمان من أن لا أحد يريد التحدث بهذه القضية رغم العدد الكبير الذي شمل به أو لديه معلومات عنه، ويؤكد أنه وجه أسئلته لما يزيد عن 20 شخصًا لكنه لم يحصل على إجابة.

    كما يعرج “إيكمان”  في كتابه على موضوع اغتيال رئيس الوزراء السويدي “أولف بالمه” في شباط العام 1986، وبعد ساعات قليلة من لقائه محمد سعيد الصحاف الذي كان يشغل منصب السفير العراقي حينذاك وموفق مهدي عبود القائم بأعمال العراق.

    وكان “بالمه” يقوم بدور الوسيط في الحرب العراقية الإيرانية، وممثلا شخصيًا للأمين العام للأمم المتحدة. واغتيل بإطلاق ناري في أحد الأماكن العامة بالعاصمة استوكهولم، ولم تتمكن المخابرات السويدية حتى الآن من الكشف عن قاتله أو تحديد هويته، كما لم تتعرف إلى نوعية الحديث الذي دار بينه وبين الصحاف الذي عمل سفيرًا للعراق في السويد للفترة من 1985 ولغاية 1987.

     ويعزو “إيكمان”  صمت السويد تجاه الجرائم التي كانت تقوم بها المخابرات العراقية في ذلك الوقت ، إلى المصالح الاقتصادية التي كانت تربطها مع العراق، ودموية نظام صدام التي لم تكتف بقتل العراقيين فقط ، بل طالت حتى السويديين الذين كانوا يعملون في العراق حينها، إذ يؤكد الكاتب أن أحكام إعدام صدرت بحق عدد منهم ، لينفذ الحكم بأحدهم.

 المصدر :  جريدة المدى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*