شهر رمضان في كيرونا التي لا تغيب عنها الشمس

350

220px-Kiruna_in_Sweden

كيرونا – الحكمة ، (خاص من: أسامة شكر الله)

   اثنتا عشرة عائلة من أتباع أهل البيت(عليهم السلام) يبلغ عدد أفرادها قرابة خمسين من الرجال والنساء والأطفال يقطنون مدينة (كيرونا) السويدية الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية والتابعة لمقاطعة لابلاند بمحافظة نوربتون.

   هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 18000 نسمة لم تغب عنها الشمس في شهر رمضان المبارك الحالي مما دفع المسلمين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وبناء على فتاوى العلماء الأفاضل إلى الأكل والشرب بالقدر الضروري انتظارًا إلى وقتٍ آخر من أيام السنة يستطيعون فيه قضاء  مافاتهم  صومه من هذا الشهر الفضيل.

3-8-2013-01

   إلا أن قلة قليلة منهم فضلوا السفر إلى أقارب لهم في مدنٍ في جنوب المملكة السويدية تغيب فيها الشمس ولو لسويعات كي لا تفوتهم هذه الفريضة المحببة إلى قلوبهم.

   اليوم السبت الخامس والعشرون من شهر رمضان المبارك من عام 1434 هجرية اعتدل الوقت شيئًا ما في كيرونا  – التي تعني في لغة دول الشمال (بطة الجبل) لوقوعها في منطقة جبال هوكيفارا – فصار بوسع ندرةٍ ممن يتحمَّلون مشقة الصوم أن يتقربوا إلى الله تعالى به ولكن بشروط قاسية جدًّا.

    يكون الإمساك عن الطعام في كيرونا الساعة (12:44) ليلًا وبعدها بعشرين دقيقة يبدأ وقت صلاة الفجر، ويستمر الصائم في صومه إلى وقت صلاة المغرب في الساعة (11:31) . أي عليه الصيام حوالي 23 ساعة تقريبًا.

    وعلى الصائم أن يتدبر أمر إفطاره (الذي هو وجبة سحوره نفسها بطبيعة الحال) ويصلي صلاتَيْ المغرب والعشاء وما تيسر من أعمال ليالي الشهر الفضيل وصلاة الليل ثم يمسك عن الطعام .. كل ذلك في أربع وسبعين دقيقة ، ثم بعد ذلك بعشرين دقيقة يشرع في صلاة الفجر.

3-8-2013-02

   أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في القطب المتجمد الشمالي من عراقيين وأفغان ولبنانيين وإيرانيين ، ما تزال قلوبهم دافئة ومفعمة بحبِّ أهل البيت (عليهم السلام)، ومازالت دموعهم حارّة ، وجزعهم على الحسين (عليه السلام) يغلي في صدورهم، وأنينهم من الشوق إلى صاحب العصر والزمان (عليه السلام) لاتخطئه أذن تسمع ، من سكان الدائرة القطبية الشمالية ..

   يجتمعون في المناسبات لإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) .. لامكان ثابتًا لهم .. بل يتسابقون كل مرة لاستضافة هذه المناسبة أو تلك ، عند هذا المؤمن أوذاك ، بالتفاهم والتراضي ، فالشمس خلف السحاب هي للجميع .. لا أحد من حقه أن يستأثر بالانتفاع بضوئها وحرارتها .. أهل البيت للجميع .. وأبَوَا هذه الأمة هما أبَوَاها كلَّها .. ينتظران منّا الأعمال .. أعمالنا وحدها..

   لا ندري بالضبط أيَّةَّ حكمةٍ أرادها الخالقُ العظيمُ سبحانه وتعالى ، وأيَّةَ حُجَّةٍ أراد أن يُلزِمَهُمُوها ، عندما أجرى مشيئته على هؤلاء الخمسين من المؤمنين ، مانحًا إياهم فرصة إطاعته بتوحيده ، والعملِ بكتابه، واتِّباعِ سنن نبيِّه ووصيِّه والأئمة المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)..

   ربما سيكون هؤلاء الخمسون ، أو بعضهم ، أو أحدهم في مابعد ؛ الحجَّة على من يعيشون في الديار المقدسة ويتقلَّبون في نعيم بركاتها.. لكنَّ قلوبهم على حالها باقية .. من القسوة والمرض والخواء والبلادة والجفاء … ربما ..سيكونون … عندما سيكون الجميع مطالبًا بالإجابة إذا سُئلوا ..(و حتمًا سوف يُسأَلون ) ..عن المَوَدَّةِ : بأيِّ ذنب قُتِلَت؟

3-8-2013-03

تعليق 1
  1. عبد الله يقول

    سبحان الله سبحان الله لهذه الحجة البالغة وما هو رد من ينعم بالبلاد الذي اعتدل فيه الليل والنهار وهو يبارز الله في معاصيه ولا يكترث لإفطاره عمداً وبدون عذر. وهنيئاً للمؤمنين الذي يضرب الله بهم المثل في التقى والصلاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*