زيارة وزوار الإمام الحسين (ع) في الأحاديث الشريفة
بقلم/مجاهد منعثر منشد
قال تعالى: ـ
-
(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)..
-
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
-
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) صدق الله العلي العظيم.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((يا بن عبّاس , مَن زاره عارفاً بحقّه، كُتب له ثواب ألف حجّة وألف عمرة)) (1).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((هبط عليّ جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد… فيقيمون رسما لقبر سيّد الشهداء… تحفّه ملائكة , من كل سماءٍ مائة ألف ملَك في كل يوم وليلة , ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبحون الله عنده , ويستغفرون الله لمن زاره ويكتبون أسماء مَن يأتيه زائراً مِن أمّتك متقرباً إلى الله تعالى وإليك)) (2).
وقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام): ((اعلم يا أباذر أنا عبدالله وخليفته على عباده , لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنكم لا تبلغون كُنه ما فينا ولا نهايته , فإن الله عز وجلّ قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم، أو يخطر على قلب أحدكم , فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون)).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ((مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجلّ)) (3).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((مَن لم يأتِ قبر الحسين – (عليه السلام) – حتى يموت كان منتقص الإيمان , منتقص الدين , إن أدخل الجنة كان دون المؤمنين فيها)) (4).
وقال ايضا (عليه السلام): ((مَن أراد أن يكون في جوار نبيّه وجوار علي وفاطمة , فلا يدع زيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام)) (5).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إن أدنى ما يكون له لزائر الحسين أنّ الله يحفظه في نفسه، وماله حتى يَرِدَ إلى أهله , فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ له)) (6).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((وكّل الله بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شُعثٌ غُبر يبكونه إلى يوم القيامة , فمَن زاره عارفاً بِحقه شيّعوه حتى يُبلغوه مَأمَنه , وإن مَرِض عادُوه غُـدوةً وعَشيّة , وإنْ مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة)) (7).
في كل عام تزداد زوار الامام الحسين (عليه السلام) , فوصل العدد لزيارة الأربعين في هذا العام ستة عشر مليون زائر، بينما في موسم الحج العدد الأقصى ثلاثة مليون حاج، ومن المعلوم أن حجم مدينة كربلاء صغيره جداً بالنسبة لمكة المكرمة والمدينة، واعتقد أنكم تقولون ان مناسك الحج موحده، ولي رأي في ذلك يذكر في محله.
وترون رغم طرح الشبهات في طريق الزائرين من قبل أعداء أهل البيت(سلام الله عليهم) ووضع العراقيل، وذلك منذ استشهاد الإمام الحسين (سلام الله عليه) وليومنا هذا، إلا أن الزائرين (حفظهم الله تعالى) يزدادون إصرار في كل عام، لأنهم يرون في إحياء أمر أهل البيت (سلام الله عليهم) ـ الذي من أهم طرقه زيارة الإمام الحسين (سلام الله عليه) ـ إحياءً لقيم العدل والحق، وشحذاً لروح الفداء والتضحية في سبيل الله، وقد قالت السيدة زينب (عليها السلام) عصر يوم عاشوراء للإمام زين العابدين (سلام الله عليه): ((وليجتهدنّ أئمة الجور، وأشياع الضلالة في طمسه، فلا يزداد إلاّ علواً))، وان الزائرين يعلمون ما أجر من يموت في طريق السير إلى كربلاء الحسين (سلام الله عليه) ؟ , ففي الأحاديث الشريفة ما مضمونها: إن الله تعالى وكَّل أربعة آلاف ملك على قبر الحسين (صلوات الله عليه)، وزائره إن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة، وفي حديث آخر: ولا يموت إلاّ صلّوا على جنازته، وفي حديث آخر: إن الزائر بعد الزيارة يتحفه الله بهدايا منها: فإن مات من عامه أو في ليلته لم يلِ قبض روحه إلاّ الله عزّ وجلّ.
وفي حديث آخر عن الإمام الباقر (سلام الله عليه): ((فإن مات في سنته حضرته ملائكة الرحمة، يحضرون غسله وأكفانه، والاستغفار له، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مدّ بصره)).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إن لزوّار الحسين بن عليّ – عليهما السلام – يوم القيامة فضلاً على الناس))، قال زرارة: وما فضلهم ؟ , فقال – (عليه السلام) -: ((يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً وسائر الناس في المحشر)) (8).
والجماهير الحسينية جاء حبها إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أثر دعاء النبي إبراهيم الخليل عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام، إذ قال كما حكى الله تعالى عنه: ((فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ))، وكذلك للأهداف التالية:
أولاً: إنه سبب تكويني بمشيئة الله تعالى، حيث ورد في الحديث: ((إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً))، فقد جعل الله هذا الحبّ في قلوب المؤمنين.
وثانياً: رغبة الناس في تجديد العهد والولاء لآل النبي (صلى الله عليه وآله)، وإثبات أنهم آمنوا بقلوبهم أيضاً كما آمنوا بألسنتهم.
وثالثاً: الرغبة في الثواب العظيم الذي جعله الله تعالى لزيارة قبر الإمام الحسين سلام الله عليه.
ورابعاً: الانتصار لأهل البيت صلوات الله عليهم على من ظلمهم.
والآن هل أن البشر فقط هم المنتفعون من هذه الزياره وبركاتها ؛ بالطبع كلا، بل الملائكة منتفعه أيضا , فهي تحتاج إلى التقرّب إلى الله تعالى، وقد جعل الله أهل البيت سلام الله عليهم الوسيلة إليه، وقد ورد في متواتر الروايات أن الملائكة ينفّذون أمره تعالى بزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه، ويبكون عليه، وجمع منهم ينتظر قيام القائم بقية الله (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حتى يأخذوا بثأر الإمام الحسين سلام الله عليه معه، كما أنهم موكّلون بزوّار الإمام الحسين سلام الله عليه، ولهم وظائف تجاه الزائر بأمر من الله تعالى، ومنها:
-
السلام على الزائرين.
-
مسح وجوههم بأيدي الزائرين.
-
ويصافحونهم.
-
ويحفون بأجنحتهم الزوّار.
-
ويباركون للزائرين.
-
ويدعون لهم.
-
ويحفظونهم من الشياطين والجنّ والإنس حتى يرجعون.
-
ويبلّغونهم سلام الله وسلام رسول الله (صلى الله عليه وآله).
-
ويستغفرون للزائرين.
-
ويكتبون أسماءهم وآباءهم وعشائرهم وبلدانهم.
-
يسمون وجوههم بميسمٍ من نور عرش الله.
-
ويودّعون الزائرين، ويعودون مرضاهم، ويشهدون جنازتهم ويحضرون غسلهم وإكفانهم.
-
ويكتبون حسنات الزائرين ولا يكتبون سيئاتهم، فإنه إذا أراد الحفظة أن تكتب على زائر الإمام الحسين سلام الله عليه سيئة، قالت الملائكة للحفظة كُفّي، فتكفّ، فإذا عمل حسنة قالت لها: اكتبي ((فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)).
-
ثم إن الله تعالى يكتب ثواب هؤلاء الملائكة لزوّار الإمام الحسين (سلام الله عليه)وثواب صلاتهم ـ وهي تعادل ألف صلاة من الآدميين ـ لزوّار الإمام الحسين سلام الله عليه.