وثيقة بريطانية: مرتبات الإنجليز للحكام العرب مقابل السيطرة على شعوبهم والإنجليز استخدموا عائدات الحج كـ(رشاوى) عام 1920
1٬443
شارك
كُشِفَ غطاء السرية مؤخرًا عن وثيقة بريطانية “سرِّي جدًّا” تبين منها أنها كانت تسيطر على عائدات الحج من خلال حجاج إمبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس، والأغرب أن الوثيقة تذكر أن عبد العزيز آل سعود كان يحصل على جزء من هذه العائدات مع أنه لم تكن له أي سلطة على الحجاز آنذاك، حيث احتل الحجاز بعد ذلك بأربع سنوات، أي عام 1924.
وذكرت الوثيقة التي تحمل الرقم : (NA-CAB 244/110/40) أن حجاج الإمبراطورية بلغوا أكثر من مئة ألف حاج أكثرهم من الهند، وأن جزءًا من هذه العائدات كان يدفع منها مكتب الهند التابع للإمبراطورية البريطانية 75 ألف روبية هندية شهريًّا لأمير نجد عبد العزيز آل سعود، وذكرت الوثيقة أن مسؤولًا بريطانيًّا أبدى اعتراضه على هذه المدفوعات الإضافية.
وذكرت وثائق أخرى ذات صلة أن حكومة بريطانيا كانت تدفع مرتبات سنوية وشهرية للزعماء العرب من أجل الحفاظ على رعاياهم “المتطرفة” حتى لا يعتدوا على راحة الجنود البريطانيين، والذي كانوا يخوضون حربًا شعواء من أجل السيطرة على فلسطين، والتي سلمتها لاحقًا للحركة الصهيونية، وكان مرتب ابن سعود محل نقاش بين ساسة بريطانيين، حيث ورد في الوثيقة نقاشًا بين هؤلاء الساسة حول ذلك، حين اقترح السير (بيرسي كوكس) رفع راتبه السنوي من ستين ألف جنيه استرليني إلى مئة وعشرين ألف جنيه استرليني، إلا أن (ونستون تشرشل) اقترح أن يكون المبلغ مئة ألف جنيه تقسَّم له شهريًّا، إلا أن (اللورد كورزون) استهجن ذلك وقال كيف يدفع لهذا البدوي مرتبًا يوازي مرتب أمير أفغانستان!، وقال على حكومة بريطانيا أن تعرف قيمة هؤلاء الحكام العرب الحقيقية، ثم تدفع لهم بدلًا من هذه المبالغ الباهظة.
أما الشريف حسين بن علي فقد تم التوافق على راتبه والذي بلغ مئة وثمانين ألف جنيه استرليني سنويًّا غير مصروفات أخرى.
أما الحكام العرب الأقل أهمية لدى بريطانيا مثل الأمير محمد علي الأدريسي حاكم عسير، وإمام اليمن يحيى حميد الدين فكانت تدفع لكل منهما مئتي جنيه إسترليني شهريًّا.
وتتحدث الوثيقة عن نقاش دار بين الساسة البريطانيين عن احتلال شرق الأردن رسميًّا فيما لو فشل الأمير عبد الله بن الحسين في أي قبول لدى الأهالي في شرق الأردن.
كما ورد في الوثيقة توصية للمندوب السامي في فلسطين بتقديم مبلغ خمسة آلاف جنيه إسترليني للأمير عبد الله بن الحسين على أن تزاد في وقت لاحق حسب احتياجاته.